اسرائيل ولدت من خلال الإرهاب.. وحماس ولدت من خلال الثورة
عدنان الروسان
جو 24 :
لقد ولدت اسرائيل من خلال الإرهاب و العمليات الإرهابية ، نجح الإسرائيليون في ارهابهم فاصبحوا دولة و صار زعماء الإرهاب زعماء سياسيين ، هذا ما يؤكده انجلو دورسي Angelo D’orsi و هو أستاذ محاضر في جامعة تورينو الإيطالية و مؤرخ ايطالي و يتابع بالقول أن الإرهابي هو ثائر خسر المعركة ، و اسرائيل بنيت على الإرهاب و الفلسطينيون ثوار خسروا أمام الإرهاب الإسرائيلي و يتابع اورسي بأن الإسرائيليين يقومون بتصفية عرقية و احلال عرقي في فلسطين و هم يختبئون و يتحصنون وراء جدر اسمنتية ، و لا يمكنهم كما هو حاصل أن يحلوا كل مشاكلهم بالقوة و السلاح ، و يقول المؤرخ الإيطالي فرانكو كارديني في برنامج " اي رياح تهب " على القناة السابعة الإيطالية أن حماس هي ليست منظمة فقط بل فكرة و أن كون حماس منظمة اسلامية و تنطلق من ايديولوجية اسلامية لا يعني انها ضدنا نحن المسيحيين.
ديباتيستا Dibattista و هو اعلامي ايطالي مؤثر و تتم استضافته على شاشات كثيرة قال أيضا انه من الخطأ ان نسمي ما يجري في غزة حربا ، انها عملية ابادة جماعية ضد الفلسطينيين و أضاف اننا اي الإيطاليين و الأوروبيين ننساق وراء الدعاية الأمريكية " فقد قالوا لنا أن العراق في زمن صدام حسين كان يملك اسلحة ذرية و دمار شامل و أنه من ليس معهم أي الأمريكيين فانه ضدهم و ذهبنا و لم نجد شيئا لا اسلحة ذرية و لا اسلحة دمار شامل ، في اوكرانيا قال لنا الأمريكيون اما معنا أو مع محور الشر و وقفنا معهم و اليوم نتنياهو و الأمريكيون يريدون منا أن ندين ما جرى في السابع من اكتوبر في هجوم حماس ، طيب سوف ندينه لكن لماذا لا تدينون ماجرى في السادس من اكتوبر و في الخامس من اكتوبر و على مدة عشرات السنين الماضية من الإرهاب الإسرائيلي ، اليوم هناك تفرقة عنصرية في الغرب بين الموتى و القتلى ، قتلى اسرائيل ابرياء ، بشر و قتلى حماس و الفلسطينيين مخربين و ارهابيين.
اذا كان الغرب و أمريكا و اسرائيل يريدون أن يحاربوا الإرهاب و يقضوا عليه من خلال قتل النساء و الأطفال فهم مخطئون ، غزة سجن كبير للفلسطينيين و مالم نكن منصفين فلن يتم حل القضية الفلسطينية و لن يتم نشر السلام في المنطقة ، و يتابع دي باتيستا قائلا ان استخدام المحرقة النازية ضد اليهود و التذكير بها للتغطية على جرائم اسرائيل في غزة ليس عملا صحيحا ، حتى اليهود في الولايات المتحدة يتظاهرون ضد اسرائيل و مجازرها الوحشية ضد الفلسطينيين ، ان تهمة معاداة السامية التي توجه لكل من يتحدث عن مجازر اسرائيل هي عمل همجي و غير ديمقراطي.
المزاج العام في اوروبا و ليس في ايطاليا وحدها يتغير و بصورة كبيرة اذا ما قيس بما قبل السابع من أكتوبر و الناس ليس عامة الناس فقط بل سياسيين و مؤرخين و اساتذة جامعات و اعلاميين بدؤوا يستشعرون فظاعة الجرائم افسرائيلية ضد الطفال و النساء و ضد المستشفيات و المدارس و الجوامع و الكنائس ، و هناك رأي عام بدا يتشكل في الغرب ربما لن يكون هادرا لكن يمكن أن يستثمره أصحاب الراي و الشأن و العلاقة و لا نستطيع ان نناشد النظام الرسمي ان يقوم بهذه المهمة لأنه ببساطة لا يريد ان يقوم و ما يزال يفكر بنفس التوجه الذي يريده الغرب اي من ليس معنا فهو ضدنا و هكذا رأينا أن اثنين و عشرون دولة عربية لم تتمكن من اتخاذ قرار واحد لدعم الفلسطينيين في غزة لإدخال الطعام و الدواء و الشراب لهم و هم يموتون أمام اعين الزعماء العرب و الشعوب لا تقدر على شيء الا الدعاء و التظاهر كل يوم .
ما يجري في غزة سيكون له انعكاسات كبيرة جدا على الداخل العربي ، و رغم ما تملكه آلة الحكم في الدول العربي من أدوات اسكات و تخويف و ابتزاز الا أنه و على المدى المتوسط و ربما القريب سنرى تغيرات قوية في المزاج الشعبي و قد نرى نسخة جديدة من الإحتجاجات لأن الناس في العالم العربي من ناحية لا يعيشون حياة ديمقراطية و لا حياة رخاء اقتصادي و من ناحية ثانية يشعرون بالغبن و الإنهاك نتيجة التسلط و القهر الذي يعيشونه في بعض البلاد العربية و من الطبيعي ان يكون لذلك انعكاسات ، و اذا كان هذا يبدو يلوح في الأفق في المجتمعات الغربية فكيف سيكون الحال في المجتمعات العربية التي ترى مالم تكن تتوقعه أبدا في حياتها ، من ناحية حركة حماس المحاصرة تقوم بعمل عجزت عنه الجيوش العربية مجتمعة و من ناحية ثانية حالة استسلام رسمي عربي لم تعد حتى اجهزة اعلام النظام الرسمي العربي قادرة على الدفاع عنه او تبريره.
هل سيتمخض عن حرب غزة مشهد عربي جديد... دعونا ننتظر و نرى !!