تشي غيفارا غزة يسقط نتنياهو ربما قبل رمضان
عدنان الروسان
جو 24 :
زيارة وزير الحرب الإسرائيلي غانتس الى الولايات المتحدة تحمل في ثناياها عمليا فكرة اسقاط بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الذي اصبح عقبة كأداء في وجه المشروع الأمريكي في المنطقة و من الملفت للنظر ان يقوم وزير الدفاع بزيارة واشنطن دون اذن من رئيس الحكومة بل و في حركة تحد واضحة من قبله للرئيس اشارة واضحة الدلالة على ان التصدع في تشكيلة الحكومة الإسرائيلية بات كبيرا جدا و يساهم في عزلة أمريكا عن العالم كله ، و قد قام رئيس الحكومة بالإيعاز للسفارة الإسرائيلية في واشنطن بعدم استقبال وزير الدفاع و عدم تقديم اي مساعدة دبلوماسية او لوجستية له خلال زيارته ، هذا كله يشير الى ان الولايات المتحدة الأمريكية لم يعد بامكانها المراوحة في المكان بينما تستعر حدة الكراهية للرئيس الأمريكي و الإدارة الأمريكية من جهة ، و من جهة ثانية الى ضرورة فعل شيء يمنع تدحرج كرة الثلج في المنطقة خلال شهر رمضان مما سيسبب حرجا كبيرا لحلفاء الولايات المتحدة العرب في المنطقة و خطورة ان تندلع حربا اقليمية في المنطقة قد تجر الى ماهو أسوأ.
اسرائيل ليست سوى اداة استعمارية في المنطقة و يجب ان تنفذ ما يطلب منها و نتنياهو هو اداة تنفيذية ليس أكثر و هو يعلم انه لن يكون قادرا على مواصلة القتال ضد الفلسطينيين اذا تعارض ذلك مع المشروع الأمريكي او الغربي في المنطقة العربية ، و اسرائيل ككيان هو كيان غربي ولادة و بقاء و استمرارا و بالتالي حاله حال الكثي من الأنظمة العربية التي تقوم بأدا وظيفة محددة و دور مرسوم و لا داعي للشرح أكثر فقد صارت الصورة واضحة تماما و رمضان هو شهر شديد الخطورة على الأنظمة العربية و على اسرائيل ايضا و بالتالي فان مخاطر توسع المظاهرات و الإحتجاجات سيكون أمرا واردا.
ح – م – ا – س تمكنت بالأفعال ان تقلب الكثير من المعادلات و أن تعطل مشاريع كانت على وشك التطبيق في مسألة التطبيع العربي مع اسرائيل و انهاء القضية الفلسطينية ، كما أن الحرب اثرت بشكل كبير في المزاج الشعبي العربي و الغربي بل و في كل دول العالم و نجاح النائب الإنجليزي جورج قالاوي في الإنتخابات البريطانية كان واحدا من المؤشرات التي أزعجت رئيس الوزراء البريطاني هندي الجنسية و قد طالب رئيس الوزراء بمحاسبة قالاوي و اتهمه بأنه يؤجج المشاكل في الداخل البريطاني و قد رد النائب على رئيس الوزراء بالقول انه سياسي صغير اي رئيس الوزراء و شتمه ، و قال ان فوزه هو فوز لغزة و ان مقعده في البرلمان البريطاني سيكون مقعدا لغزة..
هل سمعنا عن برلماني عربي او مسؤول عربي يقول مثل هذا الكلام..!!
غزة غيرت الكثير و قلبت الكثير من الموازين و ما تزال تقاتل العدو المحتل و تضرب الأمثلة النادرة في البطولة و الإقدام و التضحية و بعض السحيجة العرب من الكتاب و المفكرين ما يزالون يقولون ان ح-م-ا-س تسببت في الكثير من الأذى للشعب الغزي لا يدركون ان للكرامة ثمنا و هم لا يستطيعون ان يفهموا معاني العزة و الحرية و الكرامة لأنهم ( و هم قلة و الحمد لله ) مسترزقون على أطراف الموائد الأمريكية بصورة مباشرة او غير مباشرة و هم يقايضون الفتات مقابل كرامتهم و سيكون على ابنائهم و احفادهم المساكين ان يعانوا طويلا نتاج كلام ابائهم المسترزقين.
اليوم تشي غيفارا الغزي صار ايقونة العالم و الجندي الملثم المجهول صار صورة في اذهان شباب و شابات العالم و صوره يعرفها الجميع و في رواية صحيحة متواترة من مصادر قريبة للمجاهدين لم تروى في الإعلام العربي " أن ال -س – ن – و – ا – ر قال للملثم يمكنك ان تزيل اللثام فقد عرف العدو شخصيتك و لا يهم كثيرا ان كشفت وجهك فرد عليه الملثم سأبقى ملثما لأن الناس لا يعرفونني في العالم العربي وأخشى ان يداخلني شيء من الغرور و الكبر ان هتفوا لي باسمي و لا أريد ان ان أكون بطلا بل مجاهدا و جنديا مجهولا في سبيل الله "
هؤلاء هم رجال الله الذين ياتلون منذ أكثر من مائة وخمسين يوما جيشا عرمرميا هزم جيوش المنطقة كلها ثلاث مرات ، و للحرية الحمراء باب بكل يد مضرجة يدق ، و التحرير لا يكون بمؤتمرات و وزيارات و سجاد ملون بالأحمر بل بما يفعله الغزيون ، انهم يتألمون و نتألم معهم لكنهم يرجون من الله ما لا يرجون.
ببساطة أظن من باب التحليل أن أيام نتنياهو قد انتهت و أن اسرائيل في ورطة كبيرة و أن ثمن ألم الفلسطينيين اقترب و سيدفعه الظالمون ، سيهزم الجمع و يولون الدبرقريبا و ستكون خارطة العالم الجديدة محفور في قلبها خريطة غزة ، و الله غالب على أمره و لكن أكثر الناس لا يعلمون.