وردة.. رحلة الشجن الصقيل
اكرام الزعبي
جو 24 : شكراً لك أيتها الفراشة التي لم يحرقها الضوء.. شكراً للعمر الجميل الذي رافقتِنا خلاله.. تقفين مع رفيق دربك الموسيقار الذي أطرب الموسيقى: بليغ حمدي، والذي خطفه الزمان باكراً، تقفين بأغنياتك الى جانب الجمر الذي يجمر قلب كل من فارق عزيزاً، أو فقد صديقاً، أو دفن قريباً. كم غضب محبوكِ كثيراً ممن حاول الإساءة الى أغنيتك الأخيرة التي استعدتِ فيها ذكرياتك في رحلة الشجن الصقيل، واستعدناها معك ؛ إذ يحق لمن هي في مكانتك العالية أن تستعيد مجداً غير مُضاع، لو امتلكتْهُ غيرَك.. لملأت الفضائيات بالمقابلات والثرثرة.
صدقتِ عندما قلتِ : «أحلى كلام في الهوى قلناه» فلقد قلتِ ما يعجب ويوجع حتى من لا مواجع له، وأنتِ لست «عايزة معجزة» فأنت من معجزات الفن العربي.. «ولو الأيام بتتكلم» كانت قالت عن مكانتك الكبيرة في قلوب مستمعيكِ، وخصوصاً أولئك الذين جايلوكِ، وتذوّقوا الدهشة الأولى لمن يستمع لأغنياتك التي تنافس بعضها على عرش قلوبنا !
كُنتِ قد نصحتِنا: «أحضنوا الأيام لا تجري من إيدينا..أحلى أيام الهوى راحت علينا..» ولكن أنتِ لم يفتكِ ذلك؛ فلقد ذبت كالسكّر في حرارة القلوب المحترقة.وإن كنتِ قد صحتِ:«اشتروا خاطر عيوني» إلا أن خاطرك كان مكسوراً في آخر أيامك... فالزمن لم يعد زمنك.. إنه زمن الفيديو كليب الغامض الذي يبرز فيه كل شيء سوى اللحن العذب والكلمة العميقة.
أحببناكِ «قد العيون السود» الكثيرة والجميلة في بلدنا.. وأحببناكِ «قد أغاني الصبر» أحببناِ.. كل «غنوة عالجرح كانت.. عالصبر كانت».. كتبها رفيقك البليغ..وكانت (عشانك)، أحببنا رقيّ الزمن الذي مثّلتِهِ، بملابسه الأنيقة، والتايورات الشانيل في باريس.. بل إنك غنيت لباريس وعطورها وقوس نصرها في تصوير برغم بساطته، فلا أرى بأن مخرجي الكليبات السريعة بقادرين على تقليده.. اليوم تصور الأغاني في باريس، ولكن كأنها في استديو.. أما أنت يا وردة الطرب فلقد رأينا معك جماليات عاصمة النور والعطر، وقرأنا فرحك بجانب متحف اللوفر، وعلى ضفاف نهر السين..
العزاء للفن العربي الأصيل بفقدك، وأتمنى لو أعزي فيكِ مثلما فعل النجم المحترف بسام كوسى بفيلم» نسيم الروح» للمخرج السوري المبدع عبد اللطيف عبد الحميد: حيث يرحل في الفيلم الموسيقار الفذ بليغ حمدي، فيقوم البطل- لفرط إعجابه بالموسيقار- بالسفر الفوري الى مصر ويقف على نهر النيل معزياً إياه بخسارة «بليغ». نتمنى أن نقول مثلك: «خليك يا جرح بعيد».. ولكنه قريب!
ikramdawud@yahoo.com
الرأي
صدقتِ عندما قلتِ : «أحلى كلام في الهوى قلناه» فلقد قلتِ ما يعجب ويوجع حتى من لا مواجع له، وأنتِ لست «عايزة معجزة» فأنت من معجزات الفن العربي.. «ولو الأيام بتتكلم» كانت قالت عن مكانتك الكبيرة في قلوب مستمعيكِ، وخصوصاً أولئك الذين جايلوكِ، وتذوّقوا الدهشة الأولى لمن يستمع لأغنياتك التي تنافس بعضها على عرش قلوبنا !
كُنتِ قد نصحتِنا: «أحضنوا الأيام لا تجري من إيدينا..أحلى أيام الهوى راحت علينا..» ولكن أنتِ لم يفتكِ ذلك؛ فلقد ذبت كالسكّر في حرارة القلوب المحترقة.وإن كنتِ قد صحتِ:«اشتروا خاطر عيوني» إلا أن خاطرك كان مكسوراً في آخر أيامك... فالزمن لم يعد زمنك.. إنه زمن الفيديو كليب الغامض الذي يبرز فيه كل شيء سوى اللحن العذب والكلمة العميقة.
أحببناكِ «قد العيون السود» الكثيرة والجميلة في بلدنا.. وأحببناكِ «قد أغاني الصبر» أحببناِ.. كل «غنوة عالجرح كانت.. عالصبر كانت».. كتبها رفيقك البليغ..وكانت (عشانك)، أحببنا رقيّ الزمن الذي مثّلتِهِ، بملابسه الأنيقة، والتايورات الشانيل في باريس.. بل إنك غنيت لباريس وعطورها وقوس نصرها في تصوير برغم بساطته، فلا أرى بأن مخرجي الكليبات السريعة بقادرين على تقليده.. اليوم تصور الأغاني في باريس، ولكن كأنها في استديو.. أما أنت يا وردة الطرب فلقد رأينا معك جماليات عاصمة النور والعطر، وقرأنا فرحك بجانب متحف اللوفر، وعلى ضفاف نهر السين..
العزاء للفن العربي الأصيل بفقدك، وأتمنى لو أعزي فيكِ مثلما فعل النجم المحترف بسام كوسى بفيلم» نسيم الروح» للمخرج السوري المبدع عبد اللطيف عبد الحميد: حيث يرحل في الفيلم الموسيقار الفذ بليغ حمدي، فيقوم البطل- لفرط إعجابه بالموسيقار- بالسفر الفوري الى مصر ويقف على نهر النيل معزياً إياه بخسارة «بليغ». نتمنى أن نقول مثلك: «خليك يا جرح بعيد».. ولكنه قريب!
ikramdawud@yahoo.com
الرأي