الانقلاب التقليدي!
طارق مصاروة
جو 24 : .. انقلاب الجبهة الإسلامية على رئاسة الأركان في الجيش الحر، والسطو على مخازن أسلحتها، وعلى معبر باب الهوى، ليس غريباً على سلوكيات الاخوان، ورفضها قطع الصلة مع «جبهة النصرة».. حالة ليست مستهجنة على ما نرى في عودة الجماعات الإرهابية في سيناء إلى الحضن الدافئ الذي خرجت منه!
بقي أن تتحالف الجبهة مع «داعش» إلى جانب «النصرة» ليكتمل المشهد في شمال سوريا، فيمتد حزب العدالة التركي إلى حلب وحمص، ونصل إلى تجزئة سوريا، فالأرض ليست لها قيمة في العقائديات الجهادية،.. طالما أن الجماعة هي الأساس!
لقد أثمر التمويل العربي للجماعات المتطرفة، وتمَّ نسف المعارضة السورية من الداخل، وذلك في مرحلة حرجة قبيل جنيف 2، فهناك من عمل منذ البداية على احباط كل حلٍّ سياسي للأزمة السورية، من الطرفين: الحكم والمعارضة. وهناك من لا يجد غضاضة في تهديم كل شيء شرط أن يصل إلى الجائزة وحده. وهذا ما جرى في العراق منذ بداية العدوان الأميركي على العراق، إلى انسحاب قواته قبل عامين، فكل هذا الدم الزكي الذي يُهرق في الانفجارات والمفخخات هو معركة السيطرة على مقاليد الدولة، ونهبها وتوزيع الغنيمة على سياسيين، يلبسون كما يلبس أهل الحكم في أوروبا.. فيما هم قادة ميليشيات وأمراء حرب!
في سوريا، تتحوّل المعركة من معارضة نظام ديكتاتوري دموي، إلى حرب بين حكم البعث وجيشه ومخابراته، وبين معارضة بدأت بالتظاهر البريء، وانتهت بصراع مخيف يتم فيه تدمير كل شيء بشكل ممنهج، فهناك 5ر7 مليون لاجئ سوري في وطنه، وثلاثة ملايين في الجوار اللبناني والأردني والعراقي والتركي، وهناك آلاف يغامرون في مراكب مخلّعة بحثاً عن ملجأ ودفء وخبز في أوروبا، فينتهون طعاماً لسمك المتوسط!
بدأت مظاهرة ونظام قمعي، وانتهت حرب طائفية تستقطب مقاتلي الشيعة في العراق ولبنان، ومال النفط السُنيّ ومقاتليه من الشيشان إلى أقصى ليبيا!
هل من الممكن وضع هذا الدم والدمار على طاولة التفاوض في جنيف؟ ربما، فالقوتان الأميركية والروسية تثقان بنفوذهما، والعرب والإيرانيون والأتراك يثقون بمواقعهم الاستراتيجية وأموالهم وأحقادهم، فهل تفرض ثقة كبار اللاعبين على أغبياء المتحاربين أي نوع من التسوية؟
- نستبعد. وما نسمعه من الفضائيات عن «أفكار» السفير الأميركي فورد، ودبلوماسيته التي تشبه لغته العربية أو من وزير الخارجية الروسي لا يدل على أن هناك شيئا عندهما، غير انهاك الجميع، وإفلاس شعاراتهم وشعائرهم، وركوع الجميع أمام جثمان سوريا المُسجّى!الراي
بقي أن تتحالف الجبهة مع «داعش» إلى جانب «النصرة» ليكتمل المشهد في شمال سوريا، فيمتد حزب العدالة التركي إلى حلب وحمص، ونصل إلى تجزئة سوريا، فالأرض ليست لها قيمة في العقائديات الجهادية،.. طالما أن الجماعة هي الأساس!
لقد أثمر التمويل العربي للجماعات المتطرفة، وتمَّ نسف المعارضة السورية من الداخل، وذلك في مرحلة حرجة قبيل جنيف 2، فهناك من عمل منذ البداية على احباط كل حلٍّ سياسي للأزمة السورية، من الطرفين: الحكم والمعارضة. وهناك من لا يجد غضاضة في تهديم كل شيء شرط أن يصل إلى الجائزة وحده. وهذا ما جرى في العراق منذ بداية العدوان الأميركي على العراق، إلى انسحاب قواته قبل عامين، فكل هذا الدم الزكي الذي يُهرق في الانفجارات والمفخخات هو معركة السيطرة على مقاليد الدولة، ونهبها وتوزيع الغنيمة على سياسيين، يلبسون كما يلبس أهل الحكم في أوروبا.. فيما هم قادة ميليشيات وأمراء حرب!
في سوريا، تتحوّل المعركة من معارضة نظام ديكتاتوري دموي، إلى حرب بين حكم البعث وجيشه ومخابراته، وبين معارضة بدأت بالتظاهر البريء، وانتهت بصراع مخيف يتم فيه تدمير كل شيء بشكل ممنهج، فهناك 5ر7 مليون لاجئ سوري في وطنه، وثلاثة ملايين في الجوار اللبناني والأردني والعراقي والتركي، وهناك آلاف يغامرون في مراكب مخلّعة بحثاً عن ملجأ ودفء وخبز في أوروبا، فينتهون طعاماً لسمك المتوسط!
بدأت مظاهرة ونظام قمعي، وانتهت حرب طائفية تستقطب مقاتلي الشيعة في العراق ولبنان، ومال النفط السُنيّ ومقاتليه من الشيشان إلى أقصى ليبيا!
هل من الممكن وضع هذا الدم والدمار على طاولة التفاوض في جنيف؟ ربما، فالقوتان الأميركية والروسية تثقان بنفوذهما، والعرب والإيرانيون والأتراك يثقون بمواقعهم الاستراتيجية وأموالهم وأحقادهم، فهل تفرض ثقة كبار اللاعبين على أغبياء المتحاربين أي نوع من التسوية؟
- نستبعد. وما نسمعه من الفضائيات عن «أفكار» السفير الأميركي فورد، ودبلوماسيته التي تشبه لغته العربية أو من وزير الخارجية الروسي لا يدل على أن هناك شيئا عندهما، غير انهاك الجميع، وإفلاس شعاراتهم وشعائرهم، وركوع الجميع أمام جثمان سوريا المُسجّى!الراي