2024-10-21 - الإثنين
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

سوريا ..تناحر المرتزقة

أسعد العزوني
جو 24 : ..والمرتزقة هنا ليس شرطا أن يكونوا من خارج الحدود، بل هم أيضا من أبناء البلد الذين عميت بصيرتهم قبل أبصارهم، وباعوا أنفسهم للشيطان الرجيم ،وإتخذوا من أنفسهم معاول لهدم بلدهم، بغض النظر عن الأسباب ومنطقية بعضها.
هذه المقدمة اليقينية لا بد منها قبل الغوص في تفاصيل الحدث السوري الذي ارتقى إلى مرتبة الجريمة المختلطة بالخطيئة، لأن تدمير سوريا التي وصلت إلى درجة شبه الإكتفاء الذاتي- لولا بعض الفساد الذي خالط الحياة فيها منذ نحو عشر سنوات قبل الإنفجار- بات لا يخفى على أحد أن تصرفات على أرض الواقع أو هدفا مرسوما ومخططا له.

ما يحدث في سوريا ليس ثورة على الواقع ولا ردا لاعتبار أحد، وإنما عبث مخطط له منذ عشرات السنوات، وأنا هنا لا أدافع عن أحد، لأنه لا حصانة ولا قداسة لأي كان عندي، ما دامت الكرامة العربية مداسة بسنابك خيل يهود بحر الخزر.
قالها رئيس وزراء "مستعمرة" إسرائيل الأسبق ديفيد بن غوريون عام 1953 أن :تدمير الجيش العراقي وتقسيم العراق، وتدمير الجيش السوري وتدمير سوريا، وتدمير الجيش المصري وتفتيت مصر،أحد أهم وأقوى ضمانات وجود إسرائيل .وها نحن نشهد هذه المقولة النبوءة في العراق وفي سوريا وفي مصر، بمعنى أن كل من شرع في العبث في كل من العراق وسوريا ومصر، إنما هو مربوط بسنابك خيل يهود بحر الخزر.
عجبا لثورة تستورد ثوارها من الخارج ليقوموا بالتغيير الداخلي، وهل نسي هؤلاء أن ذلك يسمى في علم المنطق ارتزاقا، والمرتزقة لا ينجزون تحررا ولا تغييرا إيجابيا، لأن جل هدفهم هو إنجاز المقاولة التي انيطت بهم بغض النظر على النتائج.
أما القول بأن هناك ثورة إسلامية، فأجزم أنه العبث بعينه لأن الجهاد يجب أن تشعل وتوقد شعلته في فلسطين وليس في سوريا، كماأن سوريا ليست بوابة للسماء كي يصّعد منها "المرتزقة "الذين جيء بهم إلى سوريا بتضليل واضح،وهو إزالة النظام السوري، بل أن القدس هي بوابة السماء، ولو كان " المجاهدون "مسلمين حقيقة لفهموا هذه الإشارة ،مع أن هناك أولويات أهم وأكثر وأشد إلحاحا وهي تحرير فلسطين من الطغاة.
هل نسي البعض أو من يهمهم الأمر، أو أولوا الشأن أن التغيير شأن داخلي وأن هذه المهمة يجب أن تكون منوطة بالشعب السوري فقط، ويجب أن يتم تحريم التدخل الخارجي فيها، لأن هذا التدخل قد جلب الويلات على الشعب السوري- فالنظام وهذه فرصة قدمت له على طبق من كريستال - إستغل تدفق المرتزقة على سوريا بأفعالهم التي انجزوها بأيديهم أو أسندت إليهم، كانت مقززة إلى حدالتقزز، وتعافها النفس البشرية، إذ من يقبل بأكل الكبد أو القلب بعد قتل صاحبهما والتمثيل به؟ ناهيك عن لعب الكرة برأسه؟إنها أفعال تغضب الله،وكل ما يجري في سوريا هذه الأيام يغضب الله، والجميع مدانون، وعلى كافةالمرتزقةالذين ضلواالطريق إلى القدس ،وإقتيدوا إلى سوريا،أن يعوا جيدا أن ميتهم ليس شهيدا،وأنهم مادموا يقاتلون في سوريا ويدمرونها لن يدخلوا الجنة حتى لو قتل الواحد فيهم في اليوم ألف مرة، فما يجري في سوريا هو فتنة.
شاء من شاءوأبى من أبى، فإن ما يجري في سوريا من عبث لن يخلع النظام الذي يزداد قوة بعد قوة كل يوم، وإنما يعمل على تدمير سوريا وتعطيل قدراتها التي كنا نتمنى أن تستنهض يوما.
لست متجنبا على أحد ولكني اتساءل عن سر اقتتال المرتزقة فيما بينهم وانقسامهم طرقا ومذاهب وعقائد، وقد خسروا مؤخرا في اقتتالهم الداخلي نحو الف قتيل ذهبوا إلى الشيطان الرجيم، والسؤال الملح هو: هل يعقل أن يكون هناك ألف تنظيم إسلامي مسلح في سوريا؟!
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير