الدولة والجيش والميليشيا
طارق مصاروة
جو 24 : للأردن سمعة خاصة في مهنية ومستوى قواته المسلحة وأجهزة أمنه، مما يغري بعض الكيانات العربية التي هبط مستوى الأداء العسكري والأمني فيها، بالاستعانة بالأردن لتدريب جنوده، واعدادهم لمواجهة الإرهاب، أو للسيطرة على الأمن وفرض سيادة القانون!!.
الآن نسمع أن العراق يسعى إلى تدريب وحدات منتقاة عسكرية وأمنية في الأردن، مع أن الجميع يعرف أن الجيش العراقي - والأمن - كان من أقوى جيوش المنطقة ومن اكفأها حين تصدى لعدوان إيراني مدته ثماني سنوات وهزمه.. بارغام قيادته الدينية على قبول قرارات مجلس الأمن .. وأهمها وقف القتال!!.
لقد نشأ الجيش العراقي منذ تأسيس الدولة الحديثة على يد فيصل بن الحسين وصحبه من رجال الوطنية العراقية، وتطور هذا الجيش.. حتى مع ظهور عناصر مسيّسة وحزبية من ضباطه. وكان من الطبيعي بعد الخبرات التي اكتسبها في حرب الثماني سنوات، وفي التصدي لهجومات الحرس الثوري الإيراني المصاحبة للغزو الأميركي الأول.. لولا قرار المندوب السامي للاحتلال الأميركي بحلّ مؤسسة الجيش، ومؤسسات الأمن الأخرى، كجزء أساسي لفكفكة كيان الدولة العراقية .. ثم لفكفكة وحدتها الاجتماعية، وتمزيق العراق طائفياً، ومذهبياً، وعنصرياً.. وحين قرر الاحتلال إعادة تركيب دولة أخرى في العراق، ابتدع الفيدرالية لترسيخ التجزئة والتفتيت، لكن فيدرالية دون جيش، ودون أمن.. الأمر الذي أدى إلى ما نشهده اليوم!!.
هل ينفع تدريب وحدات أمنية خاصة في الأردن؟!.
- نقول بكل بساطة، مع ترحيبنا، بالطلب العراقي (والأميركي). إن الدولة لا تصير على مذهبية أو دينية أو عنصرية الولاء لا تؤسس جيشاً وطنياً.. وإنما نخشى أن تؤسس ميليشيات تؤثر على شكل الجيش؟!.
لقد جرّب اخواننا الليبيون تدريب بعض وحداتهم عندنا. وفشلت التجربة، لأن الكيان السياسي الذي ورث حكم الطغيان لم يكن كياناً وطنياً ولم يعط الفرصة، وبقي كما كان قبليا وجهويا تحول فيه «شباب الثورة» الى»منتصرين» في بلاد محتلة، هي بلادهم، وهم مستعدون «لاحتلال» آبار نفطهم، و»احتلال» موانئ التصدير، وخطف رئيس الوزراء واغتيال قادة الجيش.
ففي غياب الدولة ومفهومها الوطني تتحول الجيوش الى ميليشيات، تخدم المذاهب والقبليات والجهويات - و الاجنبي..
جيشنا، واجهزة الامن الاردنية التي اصبحت نموذجا مطلوبا في وطن الفوضى والدم والاحقاد والحروب الداخلية، لها مواصفات جيش وأمن الدولة:
- فلم تدخلها الحزبية السياسية، ولم تكن وحداتها تخدم قبيلة او مذهبا.
- وهي منذ ولادتها على يد العبقري المؤسس عبدالله بن الحسين، كانت قوى الدولة المسلحة، وكانت قياداتهاوافرادها من الاردن ولبنان وسوريا وفلسطين وكانت «جيشاً عربياً»..!.
- وقد وهب هذا الجيش قيادة قوية مخلصة تنتمي له، فقد كان المؤسس احد قادة الثورة العربية في مطلع القرن الماضي، وكان طلال عسكريا، والحسين .. وآلت القيادة اخيراً للواء عبدالله بن الحسين، ابن الجيش.
تنشأ الدولة الحديثة فيكون لها جيشها وامنها الوطني، وغير ذلك فمشكلة!!.الراي
الآن نسمع أن العراق يسعى إلى تدريب وحدات منتقاة عسكرية وأمنية في الأردن، مع أن الجميع يعرف أن الجيش العراقي - والأمن - كان من أقوى جيوش المنطقة ومن اكفأها حين تصدى لعدوان إيراني مدته ثماني سنوات وهزمه.. بارغام قيادته الدينية على قبول قرارات مجلس الأمن .. وأهمها وقف القتال!!.
لقد نشأ الجيش العراقي منذ تأسيس الدولة الحديثة على يد فيصل بن الحسين وصحبه من رجال الوطنية العراقية، وتطور هذا الجيش.. حتى مع ظهور عناصر مسيّسة وحزبية من ضباطه. وكان من الطبيعي بعد الخبرات التي اكتسبها في حرب الثماني سنوات، وفي التصدي لهجومات الحرس الثوري الإيراني المصاحبة للغزو الأميركي الأول.. لولا قرار المندوب السامي للاحتلال الأميركي بحلّ مؤسسة الجيش، ومؤسسات الأمن الأخرى، كجزء أساسي لفكفكة كيان الدولة العراقية .. ثم لفكفكة وحدتها الاجتماعية، وتمزيق العراق طائفياً، ومذهبياً، وعنصرياً.. وحين قرر الاحتلال إعادة تركيب دولة أخرى في العراق، ابتدع الفيدرالية لترسيخ التجزئة والتفتيت، لكن فيدرالية دون جيش، ودون أمن.. الأمر الذي أدى إلى ما نشهده اليوم!!.
هل ينفع تدريب وحدات أمنية خاصة في الأردن؟!.
- نقول بكل بساطة، مع ترحيبنا، بالطلب العراقي (والأميركي). إن الدولة لا تصير على مذهبية أو دينية أو عنصرية الولاء لا تؤسس جيشاً وطنياً.. وإنما نخشى أن تؤسس ميليشيات تؤثر على شكل الجيش؟!.
لقد جرّب اخواننا الليبيون تدريب بعض وحداتهم عندنا. وفشلت التجربة، لأن الكيان السياسي الذي ورث حكم الطغيان لم يكن كياناً وطنياً ولم يعط الفرصة، وبقي كما كان قبليا وجهويا تحول فيه «شباب الثورة» الى»منتصرين» في بلاد محتلة، هي بلادهم، وهم مستعدون «لاحتلال» آبار نفطهم، و»احتلال» موانئ التصدير، وخطف رئيس الوزراء واغتيال قادة الجيش.
ففي غياب الدولة ومفهومها الوطني تتحول الجيوش الى ميليشيات، تخدم المذاهب والقبليات والجهويات - و الاجنبي..
جيشنا، واجهزة الامن الاردنية التي اصبحت نموذجا مطلوبا في وطن الفوضى والدم والاحقاد والحروب الداخلية، لها مواصفات جيش وأمن الدولة:
- فلم تدخلها الحزبية السياسية، ولم تكن وحداتها تخدم قبيلة او مذهبا.
- وهي منذ ولادتها على يد العبقري المؤسس عبدالله بن الحسين، كانت قوى الدولة المسلحة، وكانت قياداتهاوافرادها من الاردن ولبنان وسوريا وفلسطين وكانت «جيشاً عربياً»..!.
- وقد وهب هذا الجيش قيادة قوية مخلصة تنتمي له، فقد كان المؤسس احد قادة الثورة العربية في مطلع القرن الماضي، وكان طلال عسكريا، والحسين .. وآلت القيادة اخيراً للواء عبدالله بن الحسين، ابن الجيش.
تنشأ الدولة الحديثة فيكون لها جيشها وامنها الوطني، وغير ذلك فمشكلة!!.الراي