العسكر في مهب الريح
العسكر هم اولئك الجنود الذين ساهموا في بناء هذا الوطن وحافظوا على امنه واستقراره وحموا هويته حتى هذا التاريخ وابقوا العلم مرفوعا عاليا وقد عرف عن العسكر انهم لا يخوضون حربا هجومية ما لم تتوفر لديهم معلومات كافية عن الموقف واستعدادات وتجهيزات تؤهلهم من امكانية خوض تلك المعركة وبعكس الحرب الدفاعية والتي يخوضوها بما هو متوفر لديهم ولكننا بتنا نلاحظ مؤخرا تغيرا واضحا في تلك الاستراتيجية بعد اجتماع عدد من القادة والذين نعتز ونفتخر بهم حينما اجتمعوا وقرروا اجراءات دونما استعداد وتحضير جيد للموقف المعلن والغير مؤكد فقد تم استبعاد فئات كثيرة من المتقاعدين العسكريين وعلى رأسهم مكون رئيسي لذلك الجسم وهو اللجنة التحضيرية والتي كان لها الدور الابرز خلال الفترات السابقة ولا اريد هنا ان اخوض في تلك السلبية ولكنني كنت اتمنى على اولئك القادة اولا ان يجمعوا معلومات عما يقال هنا وهناك ويتأكدوا جيدا من صحة تلك المعلومات لاننا كعسكر نهتم بالاشاعات ولكننا لا نثق بها ولا نسير خلفها وبعد ذلك نعمل على تجميع الصفوف لمواجهة ذلك الموقف فالاتحاد قوة ولا يجوز لنا ان ندخل في حرب قد تكون نتيجتها بالتأكيد خاسرة نظرا لتبني البعض منا افكارا قد تكون متطرفة وغير مقنعة لاطياف الشعب الاردني وانني كاحد اولئك الجنود لا ارغب في تغيير نظرة الشعب لنا واتمنى ان نبقى نموذجا مثاليا في الوطنية وتقدير الموقف الوطني الصحيح وعدم خلط الامور ببعضها البعض فهنالك مطالب محقة ولكن هنالك مطالب تتعارض مع التوجه الصحيح نحو تحسين الاقتصاد وتشجيع الاستثمار والحفاظ على الهوية فيجب ان ننخرط مع النظريات الاقتصادية الحديثة ونستفيد من خبرات من سبقونا ولا نتمترس خلف معيقات بحجج قد لا تكون صحيحة بالضرورة
انني اتمنى على الاخوة جميعا ان لا يضعوا العسكر في مهب الريح وان يكونوا واقعيين في الطرح لما فيه مصلحة الاردن والامة العربية والتي نحن جزء منها وان لا يتبنوا ويتخندقوا حول ملفات قد تثير الفتنة وقد تؤدي الى خلخلة تلك الصورة المشرقة للعسكر .
ان هنالك دستور اردني يدير شؤون الدولة الاردنية نحترمه بغض النظر عن سلبياته ويجب علينا ان نصبر ونتروى لحين ظهور اي نتائج حول ما يشاع هنا وهناك وان يكون لدينا بعد نظر استراتيجي شمولي يراعي المصالح الوطنية للشعب الاردني والامة العربية ومن الممكن لنا تشكيل وفد لمقابلة رئيس الحكومة وتوجيه الاستفسارات والاستماع الى الاجابة الحكومية الرسمية واخذ تطمينات عن المستقبل القادم عوضا عن الزج بنا في حرب قد تكون خاسرة ويقال عنا بعد ذلك بالفرار .
اتمنى علينا جميعا ان نحافظ على وحدة الصف للمتقاعدين العسكريين والالتفاف حول الثوابت الوطنية والاهداف النبيلة التي ترتقي بالمواطن وتحافظ على الهوية الاردنية وان تكون لدينا القابلية لمناقشة اي موضوع يطرح واذا ما كانت ايجابيات ذلك الطرح تزيد عن السلبيات نأخذ به وبعكس ذلك نرفض اي طرح قد يسيء للهوية وللاقتصاد وللمواطن على حد سواء .
ان الامم تتجه نحو الوحدة ونحن نتجه نحو الانقسام وتعدد اللجان وهذا السلوك لن يكون مفيدا في اي مرحلة لا لنا ولا للوطن والخاسر في النهاية هو الوطن
ارجوكم ثم ارجوكم ايها القادة ان تحافظوا على اللحمة وتستمعوا الى الجميع وتضموا الجميع وان لا يتم استبعاد احد حفاظا على هذا الجسم الذي بنى هذا الوطن وحفاظا على بقاء ذلك العلم مرفوعا عاليا .
سائلا العلي القدير ان يحمي الاردن ويحمي شعبه ويحمي جنوده ..انه نعم المولى ونعم النصير .
*عميد متقاعد