الآثار النفسيه والاجتماعية للاستثمار في البورصه
يمتاز الاستثمار في البورصه بشكل عام عن غيره بكثرة وسرعة التقلبات في الاسعار ومن ثم العوائد المتوقعه نتيجة للبيع او الشراء وهذه السرعه في التقلبات او حدتها في كثير من الاحيان قد لا نجدها في العديد من المجالات الاستثماريه الاخرى حيث تميل بشكل عام الى نوع من الاستقرارية واذا ما حدثت تقلبات فتكون ليست بالحاده او السريعه وبالتالي تكون نتائجها على الربح المتوقع او الخساره المتوقعه ليست بالكبيره او الضخمه وبذلك تبقى ضمن المعقول والمقبول بشكل او اخر .
وكما هو معروف فان الاستثمار في البورصه معرض للعديد من العوامل المتشابكه التي قد تؤثر عليها صعودا او هبوطا والتي يمكن حصر بعضها علميا والبعض الاخر لا يمكن حصره بشكل علمي فعلى سبيل المثال اثاره اشاعه معينه حول سهم معين او تسريب معلومه معينه عن شركه او سهم معين كيف يمكن لخبراء الاستثمار ان يحددوا لنا اثر تلك الشائعه على ارض الواقع وبالارقام والنسب الماليه الخ ؟ والتي قد يكون من اثرها ارتفاع غير طبيعي بالسعر ومن ثم حصد ارباح غير طبيعيه ومرتفعه بشكل غير متوقع او العكس ؟
اذن من احد اهم مزايا الاستثمار في البورصات هو انه قد يشهد ارتفاعات كبيره ومتكرره ربما في كثير من الاحيان ولكنه ايضا عرضه ولاسباب متعدده قد نجد انخفاضات وانحدارات ايضا غير متوقعه ومتكرره بشكل يصعب تفسير امرها بشكل علمي ومن هنا فان هناك من استثمر في البورصه وقد حصد الملايين من الارباح في فتره قصيره من الزمن لم يحلم بها من قبل وهي اقرب الى الخيال من الواقع وكان لايمكن له من تحقيق تلك الارباح في اي فرصه استثماريه اخرى .
وبلا شك فان هذه الارباح التي تحققت شكلت للرابحين مصدر سعادة وفرح متواصل على جباههم وبكل تاكيد انعكس ذلك الفرح والسعاده على بقيه افراد الاسره بذات الشيء فمنهم من غير سيارته واخر غير اثاث بيته ومنهم من طار على وجه السرعه للاستمتاع باجازه هو واسرته واخر اشعرته تلك الارباح بالمزيد من الثقه بالنفس بانه حقق نجاحا غير مسبوق من خلال تلك الارباح الغير متوقعه وبكل تاكيد عملت تلك الارباح والنجاحات على تمتين الروابط الاسريه ورفعت من مستوى معيشه جميع افراد الاسره واخر اخذ بالتفكير الجدي بالزواج ربما من اخرى دون الاخذ بالاعتبار نتائج ذلك على جميع افراد الاسره من النواحي الاجتماعيه وغيرها الخ
وجرت العاده ان يتم قياس اسعار الاسهم بالبورصه فيها بالمؤشر فتجد المستثمرين يتابعون لحظه بلحظه مشدودين بكل حواسهم الى شاشات الكمبيوتر ليتابعوا المؤشر او اسعار الاسهم التي بين ايديهم او التي يرغبون بشرائها او بيعها لان في كل لحظه من لحظات التداول اما ربح او خساره او فرصه مجديه او فرصه ضائعه بالنسبه له , واخر نجده يقود سيارته مسرعا ويهاتف بجواله وبصوت عال لاعطاء امر شراء اوبيع غير مكترث بعواقب ذلك واخر ترك وظيفته من اجل الالتحاق بفرصة العمر والاستثمار بالاسهم والبورصه واخر قام ببيع مايملك او استدان ودخل نادي المقترضين بمبالغ كبيره من اجل الالتحاق بركب من سبقوه في البورصه , لما لا طالما اننا نتحدث عن حقائق بان هناك العديد ممن حققوا عوائد وارباح كبيره وكبيره جدا في فتره زمنيه قصيره وقصيره جدا .
ان الارتفاعات في البورصه كما لها وقعها المادي على المستثمرين فيها ايضا لها وقعها النفسي والاجتماعي والاقتصادي على المستثمرين فيها وما تشكله في بعض الاحيان من توتير للاعصاب والنفسيه ايضا من المتوقع ان يكون هناك نفس التأثيرات ولكن بشكل اكثر حديه عندما نلاحظ انخفاضا او انخفاضات غير متوقعه في الاسعار لانه من الطبيعي ان يصعب على الانسان ان يتلقى او ينظر بعين الرضا او ان لاتتاثر حواسه ومشاعره عندما تلحق به خسائر غير متوقعه وبخاصه اذا ماكانت هناك ديون وقروض واجبه السداد وبكل تاكيد من المنطقي ان تنعكس كل تلك المشاعر على من حوله وعلى اقرب المقربين اليه بشكل او باخر .
ولهذا فان خبراء الاستثمار في البورصه يقدمون لنا اقتراحاتهم بان افضل حل لتلافي الاثار السلبيه المتوقعه ومنها على سبيل المثال هو التوازن بمعنى التنويع في المحفظه الاستثماريه والاستعداد النفسي والمادي لكل ما قد يحصل مما يحد من المخاطر الفجائيه والغير متوقعه مما يريح المستثمر وان لايجعله عرضه للاهتزازات والتقلبات المفاجئه الماديه والنفسيه والاجتماعيه ويجعله يتعامل مع تلك التغيرات ومهما كانت بكثير من الهدوء والسكينه ويبعده عن كل الاثار النفسيه والاجتماعيه الغير محببه له ولنا جميعا ويجعلنا اكثر استمتاعا بالاستثمار في البورصه وفي حياتنا العامه والخاصه .