الشركات العائليه بين الازدهار والاندثار
هناك مئات من الشركات في العالم العربي تخضع بالكامل لادارة واشراف وتخطيط عائلات باتت اسماؤها لامعة في عالم التجارة والصناعة وحتى الخدمات وليس هذا فحسب وانما هي مملوكه بالكامل الى هذه الاسر وهي التي تمولها بشكل مباشر وتورث من جيل الى جيل ولكن في داخل العائله الواحده وهذه الشركات باتت تعرف بالشركات العائلية.
ويشهد لهذه الشركات ولملاكها بانها ساهمت ولازال العديد منها يساهم بشكل ايجابي وفاعل في مختلف النواحي الاقتصاديه والتجاريه والصناعيه والخدميه للبلدان المتواجده فيها وكان العديد منها ولايزال حجز زاويه مهم وهام في العديد من مجالات الاقتصاد بمختلف وجوهه وسجل العديد منها على مدار سنوات عمرها العديد من النجاحات والنمو ومواكبه التطورات الهائله في عالم التكنولوجيا الحديثه وعالم التطورات على صعيد الاداره واتجاهاتها العلميه الخ ولكن في ذات الوقت هناك بعض منها اندثر مع الزمن وجرفتها التطورات العلميه والتكنولوجيه الهائله التي حدثت في العالم حتى اصبحت في خبر كان والبعض منها لايزال يبذل جهدا كبيرا للمحافظه على الوجود من الاندثار امام ما يواجهه من تحديات كثيره وكبيره داخليه و خارجيه وكثير منهم نجح في الامتحان ولايزال يعمل بنمو وازدهار.
ولهذا يرى العديد من المراقبين والمختصين بان هذه الشركات تتأرجح بين فكرتان اساسيتان الاولى وهي هل انها ستبقى قادره على ان تحافظ على وجودها وازدهارها ونموها و على تطوير نفسها في مختلف النواحي الفنية والاداريه والتسويقيه والمعلوماتيه وهل ستكون قادره على تجاوز كل العقبات التي تواجها سواء من داخلها او خارجها فيجيب بعضهم بنعم ويستندون في ذلك الى ما تتمتع به هذه الشركات من خبرات سابقه وفيما لديها من عادات عائليه تلزم الجميع بالسمع والطاعه لراي الجيل الذي يتولى الاداره والتخطيط والرقابه وبانها قادره كذلك على تمويل نفسها بما تمتلكه من مدخرات وبان الجيل الناجح الموجود سيورث هذه النجاحات الى الجيل الجديد ليس فقط في جانب الملكية وانما ايضا في مجال مالديه من خبره وحنكه في الاداره ولهذا فان العديد من الخبراء والمختصين وحتى القائمين على هذه الشركات يرون بان العديد منها ستبقى قادره على مواجه كل التحديات الداخليه والخارجيه وبانها قابله للاستمرار والازدهار ويعطون امثله عديده لهذه الشركات التي لازالت موجوده ومستمره ومتطوره ومزدهره
واما الفكرة الثانيه وهي بان مستقبل الشركات العائليه محفوف بالمخاطر والتحديات الجسام تجعلها مهدده بالاندثار اكثر من اي وقت مضى ومن هذه المخاطر ماهو موضوعي داخلي من حيث التنافس العائلي والسيطره المطلقه للراي الابوي في الاداره ومن حيث القدره على التجديد والتحديث والتطوير والذي في اغلب الحالات يحتاج الى ادخال اموال وتمويلات قد لا تتوافر من داخل العائله وبالتالي الالتجاء الى الاستدانه والتمويل الخارجي والذي قد يجد من يعترض عليه لاسباب عديده ومختلفه او من حيث رغبه بعض افراد العائله في ادخال دماء جديده من الجيل الجديد والذي قد لا يستحسنه القائمون على هذه الشركات بدافع ان لديهم وحدهم من الخبره والحنكه وتجارب السنين الشيئ الكثير الخ .
وكذلك هناك مخاطر خارجيه بمعنى ما بات يعرف بقطار العولمه الجارف الذي بات يهدد مستقبل كل الشركات المحليه العائليه منها والغير عائليه بما يشهده العالم من زحف هائل من قبل الشركات المتعدده الجنسييات وتكتل الشركات الكبرى وقدرتها لاسباب كثيره من مزاحمه العديد من الشركات المحليه في العديد من دول العالم والعمل على ازاحتها بالكامل من طريقها وهذه الشركات العملاقه والمدعومه بقوه المال والساسه باتت قادره لانها تمتلك العديد من المقومات وعلى راسها التكنولوجيا المتطوره والاستناد الى الاداره العلميه وكذلك ضخامه رؤوس الاموال وامتلاك القدرات الهائله في الدعايه والتسويق فهي لكل ذلك قادره والى حد كبير على جرف كل من يقف في طريقها للسيطره الكليه على الانتاج والاسواق معا فهل سيبقى للشركات العائليه وغيرها من مكانه امام هذه التحديات الكبيره والجسيمه في المحافظه على الوجود ومن ثم الازدهار
واخيرا علينا التنويه الىان تعريف الشركات العائليه لم يعد يقتصر على جانب الملكيه وانما على اسلوب ونهج الاداره ومن هنا فانه ليس مستغربا ان هناك العديد من الشركات الغير عائليه وحتى من كبريات الشركات تدار بذات الطريقه بما فيها من ايجابيات وسلبيات ولكنها بكل تاكيد بعيده كل البعد عما يشهده العالم من تطورات على مختلف الصعد وبخاصه الاداره منها ولهذا فهي ايضا تواجه تحديات الازدهار او الاندثار ان لم يكن الجميع مستعد لمواجهة هذه التحديات بكل قدره واقتدار.