مصر تدخل دائرة التفجير
منذ شهرين كانت المؤشرات تشي بصراحة بالغة ،أن المحروسة مصر سوف تدخل قريبا دائرة التفجير ،بمعنى أن الشارع المصري ،سيكون مسرحا للتفجيرات بكافة أشكالها وأنواعها ،مثل تفجير السيارات المفخخة وتفجير الأمكنة ..على طريق تفجير المحروسة كلها وفقا للأجندة الإسرائيلية.
هناك مقولة لرئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق ديفيد بن غوريون عام 1953نصها:"إن تدمير الجيش العراقي وتقسيم العراق، وتدمير الجيش السوري وتقسيم سوريا، وتدمير الجيش المصري وتفتيت مصر ،أحد أهم وأقوى ضمانات بقاء إسرائيل؟؟؟!!!! وآخر ما صدر عن "مستعمرة "إسرائيل بخصوص المحروسة مصر ما ورد مؤخرا على لسان وزير الحرب الإسرائيلي موشيه يعالون،حيث قال أن مصر لن ترى الإستقرار ولن تتخطى المرحلة الحالية؟؟!!!!
الغريب في الأمر أن قادة الإنقلاب العسكري في مصر برئاسة عبد الفتاح السيسي، ينفذون هذه النبوؤات الشريرة بحجة مكافحة الإرهاب، يساعدهم في ذلك الإعلام المصري الذي يستحق جائزة الردح عن جدارة وبتقدير ممتاز، ناهيك عن دور مشيخة الأزهر التي تميل حسب ميل العسكر ،مع أنها يجب أن تكون صمام الأمان للمحروسة مصر.
الأمر ليس رجما بالغيب ،ولا ضربا في الرمل ،أو قراءة في الفنجان، ولا أدعي أنني أستقي معلوماتي من مصادر "عليا"،بل هو إستشراف للمستقبل ،بعد قراءة معمقة للحاضر وإستلهام عميق لدروس الماضي.
"مستعمرة "إسرائيل ،ومنذ تأسيسها عام 1948،وهي تعمل على تفتيت مصر ،وكم شاغبت عليها في الساحة الدولية ،وحرضت الغرب عليها ،ولا ننسى موجات التفجيرات التي قامت بها في مصر بعيد تسلم الزعيم الخالد جمال عبد الناصر الحكم ،وقد هللوا فرحا عندما زارهم السادات ورفع الراية البيضاء ووقع معاهدة كامب ديفيد عام 1979،حيث عادوا إلى مصر بعد أن طهرها عبد الناصر منهم.
كانت إسرائيل حريصة على زرع خلايا الموساد في مصر ،سواء كانوا يهودا أو من ضعاف النفوس المصريين الذين شكلوا بتوجيه إسرائيلي ما يعرف في عالم التجسس بالخلايا النائمة.
كما أن الموساد نشط بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير من خلال الإعلاميين الذين دخلوا مصر بجوزات سفر غربية ،ناهيك عن دخول الإسرائيليين من خلال السفارة الإسرائيلية في القاهرة .
لو راجعنا المسيرة منذ الإطاحة بالرئيس المخلوع حسني مبارك ،لوجدنا أن إسرائيل عملت جاهدة على توتير الأوضاع في مصر ،وهناك عمليات سواء في سيناء أو القاهرة أو كبرى المدن المصرية ،وكذلك الإعتداءات على الكنائس المسيحية، قامت بها خلايا الموساد التي إستيقظت نشيطة حاقدة ،وجل همها تعميق الأزمة في المحروسة مصر،كي تصل إلى مرحلة التفتيت.
ما نراه ونسمعه حاليا من تفجيرات وإعتداءات من قبل مجهولين على العسكر ومؤسسات الدولة الحساسة ،إنما هو نتاج حراك هذه الخلايا التي زودها الموساد بخرائط واهداف ومهام تهدف إلى تفجير المحروسة مصر.
المرحلة المقبلة ستشهد دخان بارود كثيف ،وأعني بذلك ترشح السيسي للرئاسة ،وسينجح بطبيعة الحال ،وسيدخل في قائمة نادي رؤساء مصر ،بغض النظر عن طريقة وصوله ومسار حياته وسر إلتصاقه بالناصرية.
ما أود قوله أن وصول السيسي رسميا إلى سدة الحكم في مصر سيكون إيذانا صريحا بتفتيت مصر بعد إرهاقها بالتفجيرات كما هو الحال بالنسبة للعراق ولبنان وسوريا ،وستكون "مستعمرة"إسرائيل هي المستفيد الأكبر من تغييب مصر وتفتيتها .