وعد كيري!
حديث الناس في هذه الايام قال كيري، وجاء كيري، التقى كيري ولم نعد نسمع بغير ذلك حتى ان هذه الكلمات طغت على تداولنا لقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وانني هنا اتسائل لماذا يحدث هذا؟ وأين دور الحكومة وما الذي يمنع الحكومة من ان تكون شفافة وتخرج وتجاهر بالحقيقة وتبطل كل ما يقال هنا وهناك من سيناريوهات قد تكون صحيحة وقد تكون خاطئة هنالك سياسات جديدة عبرت مؤخراً الى المنطقة ومنها التقارب الامريكي الايراني والفوضى المصطنعة في سوريا وما يجري في مصر كل ذلك تم استيراده عنوه من الدول التي ما زالت تستعمر هذه المنطقة وسياساتُها.
ويبدو ان وعد كيري سيكون خليفة وعدبلفور وسيحقق ما لم يحققه ذلك الوعد المشؤوم وسيتم ذلك من خلاله تحديد ملامح المنطقة واحداثياتها والتركيبة الاجتماعية والخارطة السياسية لشرق اوسط جديد خلال القرن القادم ولكننا لا ندري متى ستظهر بنود ذلك الوعد فنحن الآن في مرحلة قياس وتقويم لما تبثه الاجهزه الاستخبارية المعادية من سموم هنا وهناك فقد بتنا نتقاتل وباتت الأقلام تتعارك وبات البعض منا يخط عبارات مؤيدة لليهود أما بعض أولئك الساسة الكبار والذين يلعبون من وراء الكواليس فها هم يحشدون لوعد كيري معتمدين بذلك على جهل الناس وفقرهم ولهفتهم وراء لقمة العيش ويرافق ذلك مراقبة وتحليل حكومي ودولي بغية التعرف على ردود الفعل الشعبية والحزبية والنقابية تمهيداً للاعلان عن ذلك الوعد وما هو مؤسف حقاً انه لا يوجد حتى هذا التاريخ مقاومة شعبية منظمة لما يطرح هنا وهناك حتى تلك المجموعات القليلة المقاومة لوعد كيري ليست منظمة تنظيماً جيداً في عملها وهي غير قادرة على كسب الاخرين والتفاف الشعب حولها لأنها لم تركز على هدف محدد وانما تشعبت وشوشت على الهدف الأسمى بمشاريع اخرى لا تلاقي استحسان الشعب بل على العكس هي تغذي وعد كيري من خلال بثها سموم الفتنة والتفرقة معاً وهذه هي احدى اهم واجبات حرس المقدمة لوعد كيري ويرافق ذلك استغفال الحكومة للشعب واستمرار انكارها لاية معلومات متوفرة لديها تعنى بالفترة الزمنية القادمة أياً كانت الحقيقة.
من هنا تأتي خطورة المرحلة القادمة في ظل وجود عوامل مساعدة لاستقبال وعد كيري والاعلان عنه قريباً وفي ظل عدم وجود موقفاً وطنياً أردنياً وعربياً يمنع ويقاوم ذلك الاستعمار ويقصقص اجنحته قبل ان يهبط على الارض العربية .
سائلاً العلي القدير ان يحمي الاردن ويحمي شعبه ويقينا شر الفتن ما ظهر منها وما بطن انه نعم المولى ونعم النصير .
*عميد المتقاعد