الجابي ورجل الدولة !
أسعد العزوني
جو 24 : مناسبتان شرفت بقبول دعوة حضورهما ،الأولى كانت بمناسبة إجتماعات رجال الأعمال الأردنيين والألمان في العاصمة عمان ،بحضور دولة رئيس الوزراء د. عبد الله النسور الذي ألقى كلمة مطولة ،وطلب من الحضور مسبقا عدم توجيه أي سؤال، وكان هذا قبل نحو عشرة أيام، والثانية دعوة من الجامعة الأردنية ممثلة بكلية الأمير الحسين بن عبد الله للعلوم السياسية والدولية يوم أمس الأربعاء ،للإستماع لمحاضرة لدولة رئيس الوزراء الأسبق سمير الرفاعي ،والتي أعقبها حسب البرنامج ،سيل جارف من الأسئلة، التي نالت حظها من الإجابات ،بطريقة خلت تماما من الفوقية رغم ماهية بعضها وفحواها وطريقة طرحها.
بداية آمل ألا يفهم من كلامي أنني منحاز لشخص ضد آخر، أو امتدح فكرة وأهجو أخرى ،فمعاذ الله ان اكون كذلك ،لأنني لست شاعر القبيلة ولا أرغب بهذا الدور، بل أنا أقرأ حالتين كنت شاهدا عليهما ،ولا أزكي على الله احدا.
عندما تحدث دولة الرئيس النسور أمام رجال الأعمال ومن حضر المناسبة ،كان جارحا وتخيلته يمسك مبضعا ويغوص في جسد مريض جاءه فجأة ،ومارس الجراحة بدون بنج ،غير آبه بصراخ المريض، ومن جملة ما قاله: أبشروا ،سوف ينتهي دعم الحكومة بنهاية العام 2017،وواصل على هذا المنوال .
كنت آمل ان يتحدث أمام رجال الأعمال عن ضرورة قيام القطاع الخاص بدوره المنوط به، وأن الحكومة بصدد إقرار قانون ضرائب جديد يطال كبريات الشركات والبنوك وغير ذلك من أصحاب الدخول المرتفعة الذين يكدسون الثروات ويجنون الأرباح دون أن يؤدوا ما يتوجب عليهم لهذا البلد .
مجمل كلام د. النسور في تلك الليلة كان ينطق بلسان جابي ولم ألمس منه طبيعة رجل الدولة، الذي يقلقه واقع شعبه الذي بات يتولى مسؤوليته، ويفترض فيه أن يكون عطوفا عليه رحيما به ،لا أن يكتشف الشعب أنه جلاد ليس إلا يتلذذ على أصوات المعذبين وما أكثرهم في هذا البلد الذي بات منكوبا بسياسات لا تمت إلى الرحمة بصلة وجل همها إرضاء إسرائيل وصندوق النقد والبنك الدوليين.
في محاضرة الأمس لمست خطابا ناضجا ،وطريقة مثلى تكاد تكون عفوية في التخاطب مع الآخر ،وراحة نفس تدل على ثقة كبيرة بالنفس، رغم أن فحوى الخطابين واحد وهو هموم وتحديات الأردن الداخلية والخارجية، لكن رسالة الرفاعي وصلت بدون طابع بريد ،عكس رسالة النسور التي أوصلها كل سعاة البريد ووضعوا عليها كل طوابع الواردات.
إتسم خطاب الرفاعي بالأمل والرجاء ،وهذا لسان وخطاب رجل الدولة ،سواء إتفقنا أو إختلفنا معه، فأسلوب المسؤول يعبر عن هويته ،وعن طريقة تفكيره، وتبين أن دولة سمير الرفاعي رجل دولة بإمتياز ،ولست معنيا بما قيل عنه إبان تجربته الأولى في الدوار الرابع ،لأنني لست صاحب أجندة من إياهم، ولم اكن يوما طرفا في صراع من هذا النوع ،فهذا الصراع له رجاله الذين تربوا على ذلك ،وشعارهم :مصلحتي أولا ومن يضع القرش في طبلي أطبل له.
أذكر يوما انه في إحدى المناسبات أرسل أكواما من الشيكولا الفاخرة لبعض الصحافيين من إياهم،وكم إمتدحوه يومها ،لكنهم ولم أعلم السبب إنقلبوا عليه بعد أن إختفى طعم الشيكولا في أفواهههم ،وقلت آنذاك:أي نوع من الصحافيين انتم؟
تحدث الرفاعي في محاضرته عن العدالة الإجتماعية ،وضرورة إنصاف المحافظات، وتعزيز التنمية فيها، ودعم وتعزيز الطبقة الوسطى التي لم نعد نرى لها أثرا ،وعرج على الشباب فرسان التغيير ،وما يتوجب على الحكومة ان توفر لهم من إمكانيات ، وتحدث عن ضرورة توفير فرص العمل للشباب،وطالب بإعادة النظر في التعليم الجامعي ،ووعد بتنزيل فاتورة الطاقة من خلال تنويع مصادر شرائها.
لا أنكر انه راوغ في بعض المحاور ،وهذا حق له ،لأن المرواغة هي إحدى سمات رجل السياسة، بقي القول أن الرفاعي أظهر في خطابه انه رجل دوله ،فيما حرص النسور ان يظهر وطيلة فترة إقامته في الدوار الرابع على انه شيخ الجباة ورئيسهم، وشتان بين الجابي وبين رجل الدولة.
بداية آمل ألا يفهم من كلامي أنني منحاز لشخص ضد آخر، أو امتدح فكرة وأهجو أخرى ،فمعاذ الله ان اكون كذلك ،لأنني لست شاعر القبيلة ولا أرغب بهذا الدور، بل أنا أقرأ حالتين كنت شاهدا عليهما ،ولا أزكي على الله احدا.
عندما تحدث دولة الرئيس النسور أمام رجال الأعمال ومن حضر المناسبة ،كان جارحا وتخيلته يمسك مبضعا ويغوص في جسد مريض جاءه فجأة ،ومارس الجراحة بدون بنج ،غير آبه بصراخ المريض، ومن جملة ما قاله: أبشروا ،سوف ينتهي دعم الحكومة بنهاية العام 2017،وواصل على هذا المنوال .
كنت آمل ان يتحدث أمام رجال الأعمال عن ضرورة قيام القطاع الخاص بدوره المنوط به، وأن الحكومة بصدد إقرار قانون ضرائب جديد يطال كبريات الشركات والبنوك وغير ذلك من أصحاب الدخول المرتفعة الذين يكدسون الثروات ويجنون الأرباح دون أن يؤدوا ما يتوجب عليهم لهذا البلد .
مجمل كلام د. النسور في تلك الليلة كان ينطق بلسان جابي ولم ألمس منه طبيعة رجل الدولة، الذي يقلقه واقع شعبه الذي بات يتولى مسؤوليته، ويفترض فيه أن يكون عطوفا عليه رحيما به ،لا أن يكتشف الشعب أنه جلاد ليس إلا يتلذذ على أصوات المعذبين وما أكثرهم في هذا البلد الذي بات منكوبا بسياسات لا تمت إلى الرحمة بصلة وجل همها إرضاء إسرائيل وصندوق النقد والبنك الدوليين.
في محاضرة الأمس لمست خطابا ناضجا ،وطريقة مثلى تكاد تكون عفوية في التخاطب مع الآخر ،وراحة نفس تدل على ثقة كبيرة بالنفس، رغم أن فحوى الخطابين واحد وهو هموم وتحديات الأردن الداخلية والخارجية، لكن رسالة الرفاعي وصلت بدون طابع بريد ،عكس رسالة النسور التي أوصلها كل سعاة البريد ووضعوا عليها كل طوابع الواردات.
إتسم خطاب الرفاعي بالأمل والرجاء ،وهذا لسان وخطاب رجل الدولة ،سواء إتفقنا أو إختلفنا معه، فأسلوب المسؤول يعبر عن هويته ،وعن طريقة تفكيره، وتبين أن دولة سمير الرفاعي رجل دولة بإمتياز ،ولست معنيا بما قيل عنه إبان تجربته الأولى في الدوار الرابع ،لأنني لست صاحب أجندة من إياهم، ولم اكن يوما طرفا في صراع من هذا النوع ،فهذا الصراع له رجاله الذين تربوا على ذلك ،وشعارهم :مصلحتي أولا ومن يضع القرش في طبلي أطبل له.
أذكر يوما انه في إحدى المناسبات أرسل أكواما من الشيكولا الفاخرة لبعض الصحافيين من إياهم،وكم إمتدحوه يومها ،لكنهم ولم أعلم السبب إنقلبوا عليه بعد أن إختفى طعم الشيكولا في أفواهههم ،وقلت آنذاك:أي نوع من الصحافيين انتم؟
تحدث الرفاعي في محاضرته عن العدالة الإجتماعية ،وضرورة إنصاف المحافظات، وتعزيز التنمية فيها، ودعم وتعزيز الطبقة الوسطى التي لم نعد نرى لها أثرا ،وعرج على الشباب فرسان التغيير ،وما يتوجب على الحكومة ان توفر لهم من إمكانيات ، وتحدث عن ضرورة توفير فرص العمل للشباب،وطالب بإعادة النظر في التعليم الجامعي ،ووعد بتنزيل فاتورة الطاقة من خلال تنويع مصادر شرائها.
لا أنكر انه راوغ في بعض المحاور ،وهذا حق له ،لأن المرواغة هي إحدى سمات رجل السياسة، بقي القول أن الرفاعي أظهر في خطابه انه رجل دوله ،فيما حرص النسور ان يظهر وطيلة فترة إقامته في الدوار الرابع على انه شيخ الجباة ورئيسهم، وشتان بين الجابي وبين رجل الدولة.