حالة عجز بامتياز ..!
طارق مصاروة
جو 24 : لا يعتقد مراقبون كثيرون أن تتطوّر وقائع العلاقات بين إسرائيل وحزب الله إلى صدام واسع النطاق. مع أن من المتوقع أن تبقى العين الإسرائيلية على تفاصيل الحركة بين لبنان وسوريا، وانتقال الأسلحة والأفراد.. وأن تحدث ضربات جوية لا تعلن عنها إسرائيل، ويمررها حزب الله مع الوعد بالرد عليها في الزمان والمكان الملائمين!!.
ولبنان المحدود القوة، دخل الصراع العربي - الإسرائيلي منذ عام 1975. كحالة عربية منفردة، خاصة بعد السلام مع مصر والأردن، وبعد أن تجمّد الوضع على الجولان السورية بانتظار «التوازن الاستراتيجي». فكانت الاجتياحات الإسرائيلية للجنوب اللبناني، ثم كان الهجوم الذي وصل بيروت والجبل، وأدى إلى سحب القوات الفدائية الفلسطينية عام 1982.
.. وقتها اخذت قوات حزب الله مواقع الفلسطينيين وبدأت تعد «لمقاومة الاحتلال» بمساندة سوريا التي كانت مسيطرة أمنياً وعسكرياً وسياسياً على لبنان، وبمساندة إيران التي لم تبخل بالدعم المالي ثم بالدعم التدريبي والتسليحي، ليكون القوة القابلة دائماً للتحريك حسب مناورات طهران ودمشق السياسية، ومماحكتها للقوى الكبرى!!.
ليس من المهم الدخول في استعراض مراحل نمو حزب الله، ووجود القوة العسكرية - الأمنية السورية على الأرض اللبنانية، وتكثيف عناصر الحرس الثوري الإيراني في الجنوب، ولكن من المهم أن نشير إلى حركتين مفصليتين مهمتين:
- الأولى: إنسحاب إسرائيل من جنوب لبنان دون معاهدة سلام.
- والثانية اغتيال الحريري، وغليان الشعب اللبناني وشعار «السوري يطلع برّا»، وما سُميّ بانتفاضة آذار. حيث قرّر الرئيس الأسد سحب قواته من لبنان، وخلق حالة تعاون وثيق أمني مع حزب الله. وصدام 2006 مع إسرائيل، الذي اعترف فيه نصر الله بأنه اخطأ الحسابات. لكن التدمير لمعامل الكهرباء والجسور ومرافق الخدمات أدى إلى وضع اقتصادي.. سيء، لم تنفع معه تبرعات الدول النفطية العربيّة!!.
الآن، وسوريا أصبحت ساحة الصراعات المسلحة بين القوى الإقليمية والدولية، يعود لبنان الصغير الضعيف ليلعب دوراً عسكرياً قتالياً بامتياز، باشتراك حزب الله ودفعه آلافاً متطوعيه إلى لبنان، وبحماس السُنّة الذين يعادون نظام الأسد، ودخولهم الحرب من خلال العمليات الإرهابية.. التي بدل أن تصادم حزب الله في سوريا، ركزت على الأحياء التي يتمركز بها حزب الله.. في صراع مذهبي تعيس، تدفع الدولة اللبنانية بسببه ثمناً باهظاً، ليس من حيث اثره التدميري المادي.. وإنما من حيث تأثيره على النسيج الوطني، وتوازن قوى الطوائف والمذاهب الذي يقوم عليه الكيان اللبناني!!.
دفع العجز العربي لبنان إلى مواجهة إسرائيل عسكرياً فيما هم يفاوضون ويسالمون إسرائيل. ثم دفعوه إلى معركة سوريا القاتلة. وإبقائه في وضع يواجه إسرائيل.. حتى لو اقتصرت هذه المواجهة على ضربات جوية أشبه ما تكون بالعقوبات الأمنية!!.
.. لبنان بشقاء شعبه ومعاناته هو حالة عجز عربي بامتياز!!.الراي
ولبنان المحدود القوة، دخل الصراع العربي - الإسرائيلي منذ عام 1975. كحالة عربية منفردة، خاصة بعد السلام مع مصر والأردن، وبعد أن تجمّد الوضع على الجولان السورية بانتظار «التوازن الاستراتيجي». فكانت الاجتياحات الإسرائيلية للجنوب اللبناني، ثم كان الهجوم الذي وصل بيروت والجبل، وأدى إلى سحب القوات الفدائية الفلسطينية عام 1982.
.. وقتها اخذت قوات حزب الله مواقع الفلسطينيين وبدأت تعد «لمقاومة الاحتلال» بمساندة سوريا التي كانت مسيطرة أمنياً وعسكرياً وسياسياً على لبنان، وبمساندة إيران التي لم تبخل بالدعم المالي ثم بالدعم التدريبي والتسليحي، ليكون القوة القابلة دائماً للتحريك حسب مناورات طهران ودمشق السياسية، ومماحكتها للقوى الكبرى!!.
ليس من المهم الدخول في استعراض مراحل نمو حزب الله، ووجود القوة العسكرية - الأمنية السورية على الأرض اللبنانية، وتكثيف عناصر الحرس الثوري الإيراني في الجنوب، ولكن من المهم أن نشير إلى حركتين مفصليتين مهمتين:
- الأولى: إنسحاب إسرائيل من جنوب لبنان دون معاهدة سلام.
- والثانية اغتيال الحريري، وغليان الشعب اللبناني وشعار «السوري يطلع برّا»، وما سُميّ بانتفاضة آذار. حيث قرّر الرئيس الأسد سحب قواته من لبنان، وخلق حالة تعاون وثيق أمني مع حزب الله. وصدام 2006 مع إسرائيل، الذي اعترف فيه نصر الله بأنه اخطأ الحسابات. لكن التدمير لمعامل الكهرباء والجسور ومرافق الخدمات أدى إلى وضع اقتصادي.. سيء، لم تنفع معه تبرعات الدول النفطية العربيّة!!.
الآن، وسوريا أصبحت ساحة الصراعات المسلحة بين القوى الإقليمية والدولية، يعود لبنان الصغير الضعيف ليلعب دوراً عسكرياً قتالياً بامتياز، باشتراك حزب الله ودفعه آلافاً متطوعيه إلى لبنان، وبحماس السُنّة الذين يعادون نظام الأسد، ودخولهم الحرب من خلال العمليات الإرهابية.. التي بدل أن تصادم حزب الله في سوريا، ركزت على الأحياء التي يتمركز بها حزب الله.. في صراع مذهبي تعيس، تدفع الدولة اللبنانية بسببه ثمناً باهظاً، ليس من حيث اثره التدميري المادي.. وإنما من حيث تأثيره على النسيج الوطني، وتوازن قوى الطوائف والمذاهب الذي يقوم عليه الكيان اللبناني!!.
دفع العجز العربي لبنان إلى مواجهة إسرائيل عسكرياً فيما هم يفاوضون ويسالمون إسرائيل. ثم دفعوه إلى معركة سوريا القاتلة. وإبقائه في وضع يواجه إسرائيل.. حتى لو اقتصرت هذه المواجهة على ضربات جوية أشبه ما تكون بالعقوبات الأمنية!!.
.. لبنان بشقاء شعبه ومعاناته هو حالة عجز عربي بامتياز!!.الراي