لا قمة كلام
طارق مصاروة
جو 24 : ظاهرة تستحق الاهتمام. فاجتماع مجلس الوحدة الاقتصادي والاجتماعي مع مؤتمر القمة في الكويت، عودة إلى مؤسسة نسيناها كما نسينا.. الوحدة!!. وصارت وراء ظهر جيل كامل تحوّل إلى متفرج على التلفزيون،.. يدرس، ويذهب إلى الجامعات، وتتوفر له الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني لكنه لا يشعر بالحرج حين يجد نفسه يدافع عن الديكتاتورية وأنظمة القمع.. أو حين يجد نفسه يدافع عن داعش والنصرة وكل إرهابيي الكون!!.
لا نعرف من الذي أيقظ مجلس الوحدة من سباته، أو أيقظنا عليه. قد يكون عجائز الجامعة العربية، وقد يكون أناس في الكويت لا يريدون التعايش مع هذا الذي يجري في وطنهم.
المهم أن المجلس انعقد، ونحن نطالبه بالمقترحات التي أعدها، وبرعاية د. سعدون حمادي، رحمه الله، في قمة عمان عام 1980، فهذه مقترحات وحدة عربية حقيقية تتناول الاقتصاد فقط: النقل والمواصلات وسكك الحديد، الجمارك والرسوم، تمويل مشروعات عربية في كل قُطر تتوفر فيه المواد الخام ويفتقد رأس المال، ويعاني من تخلّف العمالة المتقدمة.
أبواب كثيرة وردت في المشروع الذكي الذي لا يمس المزارع السياسية العربية، ولا أنظمة الحكم فيها، ويجدد التنفيذ بمسمى جميل اسمه عقد التنمية من 80-1990.
لقد كان أمام الجميع أكثر من تجربة، وأبرزها هنا في الأردن: شركة البوتاس العربية، وشركات محدودة للمعادن والدواء. ومع الأسف فقد تحوّلت القمة، واجتماعات وزراء الخارجية إلى سيرك، لعب فيه عبدالحليم خدام دور الساحر، واصطدم بجماعات لا تعتقد بالسحر.
المهم الآن، وقادة عرب يجتمعون في الكويت، ولا نقول القادة.. لأن الذين سيحضرون قلّة.. المهم أن لا تحاول القلّة الحريصة رعاية شيء اسمه العروبة، وحمل هم أناس اسمهم العرب، ايجاد مصالحات نعرف أنها لن تنجح، لأن أحداً لا يغني عن رأسه، ونعرف أن اجماع الجامعة العربية أمر مستحيل وخاصة في هذه الأيام.
يمكن للقادة الذين يغامرون بحضور القمة أن يعودوا إلى «عقد التنمية» العربي فرؤوس الأموال تتكدس.. حتى أن بلداً كالجزائر يتفاخر بأن احتياطياته بلغت 167 مليار دولار.. مع أنها دولة تقول إنها اشتراكية!!. والفائدة التي تقدمها بنوك العالم على العملات القابلة للتحويل لا تصل إلى 1% وسندات الدين الأميركي، وقد استثمر فيها العرب مئات المليارات لا تعطي أكثر من الفوائد الرائجة. فلماذا لا يفكر العرب بتحويل بعض فوائضهم إلى الاستثمار الجماعي في مشروعات عربية، ففي موريتانيا اكتشف الخبراء كميات هائلة من فلز الحديد.. ويقال إن هناك نفط كثير. فلماذا يبقى هذا البلد العربي يغصّ بفقره، ونبقى نحن نستورد الحديد، ونبيع الطاقة بأبخس الأثمان؟؟.
في المغرب والأردن وسوريا والعراق احتياطيات هائلة من الفوسفات، فلماذا لا ننشئ صناعات كيماوية تستوعب كبريت العراق، وبوتاس البحر الميت؟؟. لماذا والغاز يحترق فوق كل بئر لا نستعمل هذه الطاقة المهدورة في انتاج الألمنيوم وغيره من المعادن التي تُشكل فيها الطاقة الكلفة الأساسية؟؟.
لماذا لا نزرع ملايين الفدادين الصحراوية في مصر والسودان بالقمح والشعير والذرة وبقية المنتجات الغذائية؟. لماذا لا نرى على ضفاف النيل الممتد لأكثر من ثلاثة آلاف كيلومتر مواشي تشبع العرب لحماً؟!. ولماذا لا نجعل من السواحل على المتوسط والأطلسي والأحمر والخليج العربي مصائد سمك تجوب المياه بسفن صيد مجهزة لإعداد السمك الطازج، وتعليبه، وتمليحه.. فهناك سوق عظيمة له، وأفواه أربعمائة مليون مفتوحة لاستقباله؟.
نريد قمة عربية تبدأ بعقد التنمية.. ذاته الذي وضع في عمان، وهو في حقائب خبراء مجلس الوحدة الاقتصادية!!.. لا قمة.. كلام!!.الراي
لا نعرف من الذي أيقظ مجلس الوحدة من سباته، أو أيقظنا عليه. قد يكون عجائز الجامعة العربية، وقد يكون أناس في الكويت لا يريدون التعايش مع هذا الذي يجري في وطنهم.
المهم أن المجلس انعقد، ونحن نطالبه بالمقترحات التي أعدها، وبرعاية د. سعدون حمادي، رحمه الله، في قمة عمان عام 1980، فهذه مقترحات وحدة عربية حقيقية تتناول الاقتصاد فقط: النقل والمواصلات وسكك الحديد، الجمارك والرسوم، تمويل مشروعات عربية في كل قُطر تتوفر فيه المواد الخام ويفتقد رأس المال، ويعاني من تخلّف العمالة المتقدمة.
أبواب كثيرة وردت في المشروع الذكي الذي لا يمس المزارع السياسية العربية، ولا أنظمة الحكم فيها، ويجدد التنفيذ بمسمى جميل اسمه عقد التنمية من 80-1990.
لقد كان أمام الجميع أكثر من تجربة، وأبرزها هنا في الأردن: شركة البوتاس العربية، وشركات محدودة للمعادن والدواء. ومع الأسف فقد تحوّلت القمة، واجتماعات وزراء الخارجية إلى سيرك، لعب فيه عبدالحليم خدام دور الساحر، واصطدم بجماعات لا تعتقد بالسحر.
المهم الآن، وقادة عرب يجتمعون في الكويت، ولا نقول القادة.. لأن الذين سيحضرون قلّة.. المهم أن لا تحاول القلّة الحريصة رعاية شيء اسمه العروبة، وحمل هم أناس اسمهم العرب، ايجاد مصالحات نعرف أنها لن تنجح، لأن أحداً لا يغني عن رأسه، ونعرف أن اجماع الجامعة العربية أمر مستحيل وخاصة في هذه الأيام.
يمكن للقادة الذين يغامرون بحضور القمة أن يعودوا إلى «عقد التنمية» العربي فرؤوس الأموال تتكدس.. حتى أن بلداً كالجزائر يتفاخر بأن احتياطياته بلغت 167 مليار دولار.. مع أنها دولة تقول إنها اشتراكية!!. والفائدة التي تقدمها بنوك العالم على العملات القابلة للتحويل لا تصل إلى 1% وسندات الدين الأميركي، وقد استثمر فيها العرب مئات المليارات لا تعطي أكثر من الفوائد الرائجة. فلماذا لا يفكر العرب بتحويل بعض فوائضهم إلى الاستثمار الجماعي في مشروعات عربية، ففي موريتانيا اكتشف الخبراء كميات هائلة من فلز الحديد.. ويقال إن هناك نفط كثير. فلماذا يبقى هذا البلد العربي يغصّ بفقره، ونبقى نحن نستورد الحديد، ونبيع الطاقة بأبخس الأثمان؟؟.
في المغرب والأردن وسوريا والعراق احتياطيات هائلة من الفوسفات، فلماذا لا ننشئ صناعات كيماوية تستوعب كبريت العراق، وبوتاس البحر الميت؟؟. لماذا والغاز يحترق فوق كل بئر لا نستعمل هذه الطاقة المهدورة في انتاج الألمنيوم وغيره من المعادن التي تُشكل فيها الطاقة الكلفة الأساسية؟؟.
لماذا لا نزرع ملايين الفدادين الصحراوية في مصر والسودان بالقمح والشعير والذرة وبقية المنتجات الغذائية؟. لماذا لا نرى على ضفاف النيل الممتد لأكثر من ثلاثة آلاف كيلومتر مواشي تشبع العرب لحماً؟!. ولماذا لا نجعل من السواحل على المتوسط والأطلسي والأحمر والخليج العربي مصائد سمك تجوب المياه بسفن صيد مجهزة لإعداد السمك الطازج، وتعليبه، وتمليحه.. فهناك سوق عظيمة له، وأفواه أربعمائة مليون مفتوحة لاستقباله؟.
نريد قمة عربية تبدأ بعقد التنمية.. ذاته الذي وضع في عمان، وهو في حقائب خبراء مجلس الوحدة الاقتصادية!!.. لا قمة.. كلام!!.الراي