نعم ... معان عظام الرقبة و معان كبيرة على كل الصغار !
محمد داودية
جو 24 : الزمان: 29 أيار 1993.
المكان: الديوان الملكي الهاشمي.
أدى دولة الدكتور عبد السلام المجالي و أعضاء حكومته القسم بين يدي الملك الحسين بمناسبة حكومة عبد السلام المجالي الأولى. انصرف الوزراء مغتبطين خفافا مثل فراشات نيسان و ظل الملك و الرئيس و الحاشية وقوفا.
خاطب الملك محمد عفاش العدوان رئيس التشريفات الملكية قائلا: خلي الشباب يحضرولنا غداء يا محمد.
على طاولة الغداء جلس الملك و اصحاب السمو الملكي الامير الحسن و الامير رعد و الامير علي بن نايف و رئيس الوزراء و خالد الكركي رئيس الديوان الملكي و مصطفى القيسي مدير المخابرات العامة و محمد عفاش العدوان و منير الدرة امين عام الديوان الملكي و انا - مدير الاعلام و العلاقات العامة.
كان الملك يستعد للسفر في زيارة رسمية الى اميركا.
وجه الملك السؤال الى مدير المخابرات: مصطفى باشا، ممكن تفهمنا شو اللي صار في معان سنة 1989؟
قال القيسي بعد فاصل صمت قصير: اكتشفنا ان معان تدار من عمان !!!
ذهلت، وجوه القوم ذاهلة ايضا، شفتا الملك فقط كانتا تنشقان عن ابتسامته الطيبة.
بعد اربع سنوات و نيف يسأل الملك عن احداث معان الفاصلة في تاريخ الاردن معلنا انه يجهلها و انه لم يفهمها بعد !!!
قال الملك: بدي اسافر لأميركا، الله يستر من هالسفرة.
و استطرد الملك العظيم: ارسلنا الى حلفائنا الاميركان قائمة بالاسلحة الضرورية التي يحتاجها جيشنا فماطلونا طويلا فالححنا في الطلب الى ان ضربوا لنا موعدا للزيارة بهدف التفاوض على قائمة طلبياتنا للاسلحة.
فجر الملك قنبلته الاولى قائلا: لما وصلت الى واشنطن وقعت احداث السّكر عام 1973 فقطعت الزيارة و عدت على عجل لاحتواء تلك الاحداث التي وقعت في الجيش،عظام الرقبة.
استطرد الملك: عام 1988 كنت في لندن فاذا بالسفير الامريكي لدى بريطانيا يبلغ تشريفاتي بان جورج شولتز وزير خارجية اميركا سوف يكون في لندن لمدة ساعات و يرغب في مقابلتي فوافقت مرحبا.
تحدث جورج شولتز وزير الخارجية الامريكي عن الاوضاع في الشرق الاوسط وعن تباطؤ الاردن في دعم عملية السلام و عن اوضاع الاردن الاقتصادية الصعبة. و لما نهض الوزير و حاشيته "نسي" ملفا كان امامه على الطاولة غادر دون ان يأخذه.
نهر الملك احد الذين حاولوا ان ينبهوا الاميركان الى الملف و اومأ الى رجاله ان سارعوا الى تصوير محتويات الملف الذي " تناساه" شولتز عامدا متعمدا قاصدا ان نطلع على محتوياته. و طلب الملك ان يتم ارسال الملف الى السفير الامريكي في مطار هيثرو.
قال الملك و هو يضع قطعة الخبز المحملة بالحمص امام فمه: فتحنا الملف فاذا به يتحدث عن الاردن و "يتنبأ" باحداث ستقع في جنوب الاردن تحت عناوين اقتصادية – سياسية.
و قال الملك: وقعت احداث نيسان 1989 اثناء زيارتي الى الولايات المتحدة الامريكية، فعدت على عجل ايضا فقد اندلعت الاحداث من معان، عظام الرقبة.
اضاف الملك مطلقا ضحكته المجلجلة التي يعشقها الاردنيون و تبعث الثقة في نفوسهم:
الله يستر من هالزيارة، ما بنعرف شو رح يطلعلنا من وراها.
الجيش في توصيف الملك الحسين هو عظام الرقبة، كان كذلك عام 1973 رغم التمرد و الغضب و معان في توصيف الملك الحسين هي عظام الرقبة كانت كذلك عام 1989 رغم الهبة و السخط على تردي وضع الاردن الاقتصادي.
هكذا كان الجيش و هكذا كانت معان، فما الذي تغير و تبدل؟
لماذا كلما وقعت مشكلة في معان تحولت الى ازمة و ارسلت جحافل من ابنائنا قوات الدرك في "حملة تاديبية" الى معان ؟
يفشل السياسون في المعالجة فيستقوون بقوات الدرك لتقع المواجهة، و السياسيون الفاشلون القابعون في عمان او على "سطح معان" يرسلون قنابل الغاز التي لا تؤذي الا النساء الحوامل و الاطفال الرضع و المرضى بالربو.
يقولون ان المعانية يتسترون على الزعران و السرسرية و الخارجين على القانون و كأن الزعران يمارسون سطوتهم في غير معان، و كأن المتضررين من انفلاتهم ليسوا المعانية، و كان المعانية لا ينتظرون من حكومتهم الفرج و الخلاص من هؤلاء المنفلتين الذين يجبرون التجار و الاهالي على دفع الخاوات و الاتاوات !!!!.
شيطنة معان هي المحاولة البائسة التي لا تحل المشكلة و لا تنطلي على ابناء الاردن.
في معان زعران و خارجون على القانون و مسلحون يطلقون النار على ابنائنا في الشرطة و الدرك و المخابرات و الامن العام و الدفاع المدني، و في معان اشقياء محرضون على حرق المؤسسات العامة و البنوك و سيارات الاسعاف و المراكز الامنية يجب ان يتم وضع حد لانفلاتهم.
في معان زعران نعم ، لكن اهل معان ليسوا زعرانا و لن يكونوا، و لا يتضرر من افعال الزعران و مقارفاتهم و جرائمهم احد سوى المعانية الذين ينبذون الشر و العدوان.
المعانية وطنيون حتى العظم و النخاع، كانوا عظام الرقبة و سيظلون، و المعانية اهل دين و حق و خير و نخوة و عون و مرؤة و شرف و المعانية اهل عزة و انفة لا تنفع معهم "الحملات التاديبية" و لا تكسر انفتهم التهديدات و الزعبرات، و لا تولد العقوبات الجماعية الا الضغائن و الاحساس بالظلم و الاستهداف، و لا تفعل التهديدات و العقوبات الجماعية سوى ان تستفز المعانية عظام الرقبة و توحدهم على التحدي و التصدي. فمعان كبيرة على كل الصغار.
ان لدى المعانية، كما هو لدى كل ابناء الاردن، اسئلة الوطن الحارة الحائرة الحارقة: اين هو المجرم وليد الكردي؟ اين هم الفاسدون الذين نهبوا عشرات و مئات الملايين و ما يزالون، في حين ان الدولة "تتمرجل" على سائق حافلة او تاكسي عمومي و تخالفه لان غماز سيارته قد تعطل دون ان يلاحظه.
توقفوا عن اسلوب العاجزين: "أخذ الطائع بالعاصي". فان "معان عيّت لا تطيع " قدمت للاردن "الحق يعلو" اول الحرف و الصحافة و الحصافة و استقبلت معان بالدفء والبارود و الورود و الحماية، الملك المؤسس عبد الله الاول ابن الحسين و قدمت معان للوطن كوكبة من خيرة ابناء الاردن:
يوسف العظم و سليمان عرار و حامد الشراري و منصور كريشان و محمود كريشان و علي عوجان و سليمان عوجان و عبد الله كريشان و علي هويمل الخطيب و عادل شفيق المحاميد و محمد خليل خطاب و داود صلاح و مرعي كريشان و عبد الله العزب و محسن مشري و عادل الخوالدة و محمد خليل عبد الدايم و محمد صالح صلاح(الحصان) و خليل الفناطسة و صالح شفيق صلاح و خضر شكري يعقوب وسلامة ابو هلالة و محمد فياض ال خطاب و فخري اسماعيل عبد الغني البزايعة و محمد ابو مرعي البزايعة و محمد خليل خطاب و يونس ابو هلالة و نجيب ابو كركي و محمد سكر و توفيق كريشان و احمد ابو عقلة و خالد الغزاوي و احمد العقايلة و رياض ابو كركي و وليد المعاني.
لقد اوصلنا نهج القابعين بعيدا عن الميدان، الى ان تصبح المواجهة بين الحكومة و بين اهالي معان، بدل ان تكون مواجهة بين القانون و بين الخارجين عليه بمساندة و دعم المعانية.
هل يؤكد لنا احد ان اي جهة خارجية "صديقة" ليس لها اصابع في احداث معان ؟؟!!
واضح للجميع ليس عجز الحكومة عن معالجة الازمة فحسب، بل نجاح الحكومة في مفاقمة الازمة، فالرصاص لا يزيد النار الا نارا و كلمات ككلمة "الحسم" التي وردت على لسان الشاب وزير الاعلام الناطق الرسمي، لا تستخدم في الاردن البتة، و لا استبعد ان يستخدم المعانية ردا عليها كلمتهم الشهيرة " سحسل".
الامر خطير وهو يستدعي تدخل الملك الذي ورث العرش و الجملة السديدة الحكيمة: معان عظام الرقبة.
المكان: الديوان الملكي الهاشمي.
أدى دولة الدكتور عبد السلام المجالي و أعضاء حكومته القسم بين يدي الملك الحسين بمناسبة حكومة عبد السلام المجالي الأولى. انصرف الوزراء مغتبطين خفافا مثل فراشات نيسان و ظل الملك و الرئيس و الحاشية وقوفا.
خاطب الملك محمد عفاش العدوان رئيس التشريفات الملكية قائلا: خلي الشباب يحضرولنا غداء يا محمد.
على طاولة الغداء جلس الملك و اصحاب السمو الملكي الامير الحسن و الامير رعد و الامير علي بن نايف و رئيس الوزراء و خالد الكركي رئيس الديوان الملكي و مصطفى القيسي مدير المخابرات العامة و محمد عفاش العدوان و منير الدرة امين عام الديوان الملكي و انا - مدير الاعلام و العلاقات العامة.
كان الملك يستعد للسفر في زيارة رسمية الى اميركا.
وجه الملك السؤال الى مدير المخابرات: مصطفى باشا، ممكن تفهمنا شو اللي صار في معان سنة 1989؟
قال القيسي بعد فاصل صمت قصير: اكتشفنا ان معان تدار من عمان !!!
ذهلت، وجوه القوم ذاهلة ايضا، شفتا الملك فقط كانتا تنشقان عن ابتسامته الطيبة.
بعد اربع سنوات و نيف يسأل الملك عن احداث معان الفاصلة في تاريخ الاردن معلنا انه يجهلها و انه لم يفهمها بعد !!!
قال الملك: بدي اسافر لأميركا، الله يستر من هالسفرة.
و استطرد الملك العظيم: ارسلنا الى حلفائنا الاميركان قائمة بالاسلحة الضرورية التي يحتاجها جيشنا فماطلونا طويلا فالححنا في الطلب الى ان ضربوا لنا موعدا للزيارة بهدف التفاوض على قائمة طلبياتنا للاسلحة.
فجر الملك قنبلته الاولى قائلا: لما وصلت الى واشنطن وقعت احداث السّكر عام 1973 فقطعت الزيارة و عدت على عجل لاحتواء تلك الاحداث التي وقعت في الجيش،عظام الرقبة.
استطرد الملك: عام 1988 كنت في لندن فاذا بالسفير الامريكي لدى بريطانيا يبلغ تشريفاتي بان جورج شولتز وزير خارجية اميركا سوف يكون في لندن لمدة ساعات و يرغب في مقابلتي فوافقت مرحبا.
تحدث جورج شولتز وزير الخارجية الامريكي عن الاوضاع في الشرق الاوسط وعن تباطؤ الاردن في دعم عملية السلام و عن اوضاع الاردن الاقتصادية الصعبة. و لما نهض الوزير و حاشيته "نسي" ملفا كان امامه على الطاولة غادر دون ان يأخذه.
نهر الملك احد الذين حاولوا ان ينبهوا الاميركان الى الملف و اومأ الى رجاله ان سارعوا الى تصوير محتويات الملف الذي " تناساه" شولتز عامدا متعمدا قاصدا ان نطلع على محتوياته. و طلب الملك ان يتم ارسال الملف الى السفير الامريكي في مطار هيثرو.
قال الملك و هو يضع قطعة الخبز المحملة بالحمص امام فمه: فتحنا الملف فاذا به يتحدث عن الاردن و "يتنبأ" باحداث ستقع في جنوب الاردن تحت عناوين اقتصادية – سياسية.
و قال الملك: وقعت احداث نيسان 1989 اثناء زيارتي الى الولايات المتحدة الامريكية، فعدت على عجل ايضا فقد اندلعت الاحداث من معان، عظام الرقبة.
اضاف الملك مطلقا ضحكته المجلجلة التي يعشقها الاردنيون و تبعث الثقة في نفوسهم:
الله يستر من هالزيارة، ما بنعرف شو رح يطلعلنا من وراها.
الجيش في توصيف الملك الحسين هو عظام الرقبة، كان كذلك عام 1973 رغم التمرد و الغضب و معان في توصيف الملك الحسين هي عظام الرقبة كانت كذلك عام 1989 رغم الهبة و السخط على تردي وضع الاردن الاقتصادي.
هكذا كان الجيش و هكذا كانت معان، فما الذي تغير و تبدل؟
لماذا كلما وقعت مشكلة في معان تحولت الى ازمة و ارسلت جحافل من ابنائنا قوات الدرك في "حملة تاديبية" الى معان ؟
يفشل السياسون في المعالجة فيستقوون بقوات الدرك لتقع المواجهة، و السياسيون الفاشلون القابعون في عمان او على "سطح معان" يرسلون قنابل الغاز التي لا تؤذي الا النساء الحوامل و الاطفال الرضع و المرضى بالربو.
يقولون ان المعانية يتسترون على الزعران و السرسرية و الخارجين على القانون و كأن الزعران يمارسون سطوتهم في غير معان، و كأن المتضررين من انفلاتهم ليسوا المعانية، و كان المعانية لا ينتظرون من حكومتهم الفرج و الخلاص من هؤلاء المنفلتين الذين يجبرون التجار و الاهالي على دفع الخاوات و الاتاوات !!!!.
شيطنة معان هي المحاولة البائسة التي لا تحل المشكلة و لا تنطلي على ابناء الاردن.
في معان زعران و خارجون على القانون و مسلحون يطلقون النار على ابنائنا في الشرطة و الدرك و المخابرات و الامن العام و الدفاع المدني، و في معان اشقياء محرضون على حرق المؤسسات العامة و البنوك و سيارات الاسعاف و المراكز الامنية يجب ان يتم وضع حد لانفلاتهم.
في معان زعران نعم ، لكن اهل معان ليسوا زعرانا و لن يكونوا، و لا يتضرر من افعال الزعران و مقارفاتهم و جرائمهم احد سوى المعانية الذين ينبذون الشر و العدوان.
المعانية وطنيون حتى العظم و النخاع، كانوا عظام الرقبة و سيظلون، و المعانية اهل دين و حق و خير و نخوة و عون و مرؤة و شرف و المعانية اهل عزة و انفة لا تنفع معهم "الحملات التاديبية" و لا تكسر انفتهم التهديدات و الزعبرات، و لا تولد العقوبات الجماعية الا الضغائن و الاحساس بالظلم و الاستهداف، و لا تفعل التهديدات و العقوبات الجماعية سوى ان تستفز المعانية عظام الرقبة و توحدهم على التحدي و التصدي. فمعان كبيرة على كل الصغار.
ان لدى المعانية، كما هو لدى كل ابناء الاردن، اسئلة الوطن الحارة الحائرة الحارقة: اين هو المجرم وليد الكردي؟ اين هم الفاسدون الذين نهبوا عشرات و مئات الملايين و ما يزالون، في حين ان الدولة "تتمرجل" على سائق حافلة او تاكسي عمومي و تخالفه لان غماز سيارته قد تعطل دون ان يلاحظه.
توقفوا عن اسلوب العاجزين: "أخذ الطائع بالعاصي". فان "معان عيّت لا تطيع " قدمت للاردن "الحق يعلو" اول الحرف و الصحافة و الحصافة و استقبلت معان بالدفء والبارود و الورود و الحماية، الملك المؤسس عبد الله الاول ابن الحسين و قدمت معان للوطن كوكبة من خيرة ابناء الاردن:
يوسف العظم و سليمان عرار و حامد الشراري و منصور كريشان و محمود كريشان و علي عوجان و سليمان عوجان و عبد الله كريشان و علي هويمل الخطيب و عادل شفيق المحاميد و محمد خليل خطاب و داود صلاح و مرعي كريشان و عبد الله العزب و محسن مشري و عادل الخوالدة و محمد خليل عبد الدايم و محمد صالح صلاح(الحصان) و خليل الفناطسة و صالح شفيق صلاح و خضر شكري يعقوب وسلامة ابو هلالة و محمد فياض ال خطاب و فخري اسماعيل عبد الغني البزايعة و محمد ابو مرعي البزايعة و محمد خليل خطاب و يونس ابو هلالة و نجيب ابو كركي و محمد سكر و توفيق كريشان و احمد ابو عقلة و خالد الغزاوي و احمد العقايلة و رياض ابو كركي و وليد المعاني.
لقد اوصلنا نهج القابعين بعيدا عن الميدان، الى ان تصبح المواجهة بين الحكومة و بين اهالي معان، بدل ان تكون مواجهة بين القانون و بين الخارجين عليه بمساندة و دعم المعانية.
هل يؤكد لنا احد ان اي جهة خارجية "صديقة" ليس لها اصابع في احداث معان ؟؟!!
واضح للجميع ليس عجز الحكومة عن معالجة الازمة فحسب، بل نجاح الحكومة في مفاقمة الازمة، فالرصاص لا يزيد النار الا نارا و كلمات ككلمة "الحسم" التي وردت على لسان الشاب وزير الاعلام الناطق الرسمي، لا تستخدم في الاردن البتة، و لا استبعد ان يستخدم المعانية ردا عليها كلمتهم الشهيرة " سحسل".
الامر خطير وهو يستدعي تدخل الملك الذي ورث العرش و الجملة السديدة الحكيمة: معان عظام الرقبة.