مسؤول لا يرد على هاتفه!!
كلنا يجمع ان المنصب تكليف وليس تشريف ومن يعتلي كرسي المسؤولية يتوجب عليه ان يعلم انه جاء لفترة زمنية محددة لكي يقدم خدمة مميزة لابناء مجتمعه ويستغل تلك الفترة من المسؤولية في تطوير الاداء الحكومي الخاص بالموقع الذي يشغله , وهذا ما يجب ان يكون لكن واقع الحال ياتي مختلف تماما فنحن نتفاجأ ببعض اولئك المسؤولين وهم كغثاء السيل يغيرون ارقام هواتفهم ومنهم من يلجأ الى تغيير رقم هاتفه بشكل دوري تهربا من الاجابة على اتصالات المواطنين وقد نسي انه جاء لخدمة اولئك وغيرهم ولو انه وامثاله يقومون بواجباتهم الوظيفية على اكمل وجه لما كان هنالك حاجة للجوء اليهم او الاتصال بهم
وليس بالضرورة ان يكون الهدف من تلك الرنات هو الحاجة لأمر ما فقد يكون ذلك الهاتف بقصد تمرير معلومات ضرورية الهدف منها المصلحة العامة الا ان ذلك المسؤول يفقد تلك الفرصة الذهبية من خلال عدم رده على الهاتف
ان هذه الظاهرة الوظيفية السيئة تحتاج الى رقابة ومتابعة من قبل اصحاب الشأن لاجبار اولئك المسؤولين من اصحاب تلك النفوس المريضة على ضرورة التجاوب والتواصل مع ابناء المجتمع من خلال جميع القنوات المتاحة سواء كانت مقابلات او اتصالات او البريد الالكتروني او اي وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي وانني لا استطيع ان انسى قصة ذلك الحاكم النموذج والذي حاول ان يتصل باحد اشقائه المسؤولين من رقم غريب الا ان شقيقه لم يقم بالرد الا بعد يوم كامل من الاصرار وعندما فتح الهاتف لم يجامله اي الحاكم وقال له لماذا لا ترد على هاتفك , قد يكون هنالك مواطن بحاجة اليك واغلق الهاتف وفي صبيحة اليوم التالي عاود الحاكم الاتصال من هاتف اخر حيث قام شقيقه بالرد على الهاتف من اول مكالمة وما كان من ذلك الحاكم المثال الا ان قال لشقيقه شكرا اردت ان اتأكد من انك ترد على الهاتف ام لا !
هذا هو الحس بالمسؤولية وهذا هو الحاكم النموذج وهذه فوائد الرقابة والمتابعة للمسؤولين اما ان يترك المسؤول يعيث في الارض فسادا دونما رقيب او عتيد وكأنها مزرعة الوالد فهذا من شأنه ان يخلخل المؤسسية ويعيق جودة وتطور الاداء الحكومي ويقلل من مستوى الخدمة المقدمة للمواطن الاردني فمدير الشرطة مثلا الذي يتفاعل مع المواطنين في منطقة المسؤولية ويتعايش معهم ويطبق مفهوم الشرطة المجتمعية من شانه ان يتميز ويحقق نتائج باهرة في تحقيق الامن والامان والقضاء على الجريمة لان جميع ابناء تلك المنطقة سيتحولون الى افراد امن عام بعكس ذلك المدير الذي لا يتفاعل والذي لا يزور مسرح الجريمة ويغلق الهاتف امام زملائه والاخرين فان الاحصائيات بالتاكيد ستشير الى تفشي الجريمة وانتشارها في منطقة مسؤولية ذلك المدير من جراء ذلك الاسلوب الوظيفي المتآكل
ان بعض المسؤولين بحاجة الى صدمات كهربائية لتحسين ادائهم الوظيفي واذا لم يتجاوبوا مع تلك الصدمات فالافضل لهم ان يغادروا تلك المواقع ويتيحوا الفرصة امام الاخرين من زملائهم القادرين على التواصل مع ابناء الوطن وتحقيق نتائج خدماتية بجودة عالية سائلا العلي القدير ان يرزقنا مسؤولين يفهمون معنى العمل العام والوظيفة الرسمية فهماً وطنيا جيدا ويجنبنا شر اولئك الذين افشوا الفساد من خلال اهمالهم بالقيام بواجباتهم لان الاهمال يعادل الخيانة اذا ما تعلق الامر بالوطن وكما قال المرحوم وصفي التل انه نعم المولى ونعم النصير .