نوّاب يفزعون للنواب ولا يفزعون للشعب !
أنا وأ خوي على إبن عمي وأنا وإبن عمي على الغريب، هذا ما كشفه مهرجان جرش مؤخراً إثر خلاف نيابي حكومي على نظام الجلوس، وأعتقد أنه كان على السادة النواب أن ينصاعوا ويحترموا تلك التعليمات الحكومية والتي تمثل بروتوكولاً كان من المفترض على النواب الإنصياع له والتقيد به بدلاً من الإنقلاب عليه بحجة أنهم ممثّلين للشعب ، إن ممثلي الشعب الحقيقيون لا ينقلبوا على القوانين ومن المفترض أن ينصاعوا للتعليمات قبل الآخرين ويكونوا مثلاً يُحتذى به في التقيّد والإنضباطية، وما يهمنا كشعب هو أن الثلج قد ذاب وبان المرج في تلك الجلسة الجرشية عندما فزِع النواب لبعضهم البعض ضد أبناء عمومتهم الحكومة، وارتفعت أصواتهم عالياً لإسقاط الحكومة و التي لم نكن نسمعها من قبل، وقد تبين لنا أن الاخوة النواب وأبناء العمومة الحكومة كانوا يقفون ويتحزمون معاً خلال الفترات السابقة ضد الغريب وهو الشعب، وهو ما أدمى القلوب وأعيا النفوس، فقد كنا في السابق نلتمس عذراً للنواب من أنهم ضعفاء وغير قادرين على مواجهة الحكومة ولا التصدي لها بفعل ما اقترفت ضد الشعب ولكننا تفاجأنا عقب تلك الليلة الجرشية بأن حدسنا لم يكن في مكانه، فقد تبيّن لنا خلال اليومين الماضيين بأن السادة النواب أقوياء جداً وقادرون على الإطاحة بالحكومة إذا ما كان الأمر يتعلق بهم وبمصالحهم وحتى بمقاعد جلوسهم ، أما إذا كان الأمر يتعلق بأولئك الغرباء وهم الشعب الاردني فإن الموضوع مختلف تماماً ولا يوجد دواعي لأي شيء لأن الأمر لايعنيهم وليس من أولوياتهم ولاعلى أجنداتهم.
لقد بات واضحاً لنا بأن مجلس النواب لا يمثّلنا كشعب بل يمثل شخوصه ومصالحه، باستثناء قلة من أولئك السادة النواب المحترمين من الجنسين والذين لا حول لهم ولا قوة إلا الصبر والدعاء في ظل هذه المنظومة المعقدة.
وا أسفاه على كل نائب لا يحترم القانون ولا ينصاع للتعليمات ولا يتأثر بما يُثقل على الشعب ويَلهث خلف مكتسباته الشخصية ويعتبر الشعب غريباً والحكومة أبناء عمومة، فلترحل أيها المجلس، فلترحل فلترحل ، فالشعب أبقى والحكومة أرحم لأنك أنت من أجزت للحكومة ممارساتها الخاطئة وتغوّلها على الشعب، أما أنتم أيها النواب المحترمون، فلا بأس عليكم متمنين لكم زاهر المستقبل وتكرار العودة لأنكم فعلاً تستحقون ذلك.
سائلاً العلي القدير أن يزيل عنا هم هذا المجلس ويستبدله بالذي هو خير، إنه نعم المولى ونعم النصير.
