ماذا يعمل الوزراء في رمضان؟؟
يُعتبر الوزير موظفاً عاماً في الدولة ، لذلك من حق المواطنين أن يراقبوا أعماله ويقيّموا أداءه، كونه جاء للقيام بواجبات وطنية وأهداف نبيلة تراعي مصلحة المواطن وظروفه الإجتماعيه، ونحن نعيش الآن في أيام مباركة من شهر رمضان الفضيل، وهذه الأيام الربّانية توجب على الوزراء وعلى رئيس الحكومة أن يقوموا بدورهم الوطني حيال المواطنين وبما يتناسب مع موجبات هذا الشهر الكريم، لذلك كان من المفروض عليهم جميعاً و بدون استثناء أن يكونوا ميدانيين وينتشروا على البقاع الأردنية طيلة الثلاثين يوماً، تتبعهم طرود الخير بحيث يوزعوها ويتأكدوا من وصولها لمستحقيها ويتناولوا طعام الإفطار مع تلك الأسر والتي جار عليها الزمان بدلاً من المشاركة في ولائم أولئك الذين يتنعمون في رمضان، وبدلاً من متابعة مباريات كأس العالم والمشاركة في الإحتفالات والسهر مع الأراجيل .
يجب أن يعلم الوزير أن وقته ملك للدولة وللشعب وليس ملكاً لأهوائه وملذاته، لذلك يجب أن تراعي سلوكيات الوزير في هذا الشهر الفضيل مشاعر المواطنين ويتقيّد بما نصّت عليه التعاليم الدينية المختلفة، هذا إذا ما كُنا كالجسد الواحد حكومةً وشعبا، وإذا ما كانت الحكومة تعطف على الشعب وتتحسس همومه وتدق أبوابه قبل الإفطار لتعيش تلك اللحظات الجميلة مع أولئك الناس البسطاء والذين لاحول لهم ولاقوة،ولينظروا ويقلّدوا أولئك المحسنين الذين يقيمون الخيمات الرمضانية ويتفقدون تلك الأسر و يقومون بدور وزارة التنمية الإجتماعية والتي لم نسمع لها شيئاً ملفتاً حتى هذا اليوم، أما إذا بقي الوزراء كما هم عليه الآن فأعتقد أن هذا المشهد الحكومي يعتبر مشهداً قبيحاً، لأنه لايراعي الأصول ولا الأهداف ولا الواجبات التي جاء الوزير من أجلها، فالولائم التي تقام هنا وهناك لاتتماشى مع تعاليم هذا الشهر الفضيل، فمن يرتادها أناس غير محتاجون للإفطار، بل على العكس يقع عليهم واجب تقديم طعام الإفطار لأولئك المحتاجين، من هنا تأتي ضرورة و وجوب تغيير نهج وسلوكيات الحكومة والتي يجب أن تتمثّل بالإعتناء بالفقراء خلال هذا الشهر الفضيل بدلاً من الترف والقيام بالواجبات حيال الأغنياء والوجهاء.
سائلاً العلي القدير أن يحمي الأردن ويحمي فقراء الأردن ويسخّر لهم حكومة تتحسّس همومهم وقضاياهم، إنه نعم المولى ونعم النصير.