إعلان دولة الخلافة.. رد متأخر على دولة «ولاية الفقيه»؟
مأمون المساد
جو 24 : لعل منطلق ومحور البحث والحديث السياسي العربي والدولي حول تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) ،البعض ربما يذهب إلى أن هذا التنظيم ولد بشكل مفاجئ وبلا مقدمات وفرض سيطرته على أجزاء كبيرة من العراق وسورية ،وبات «داعش» اليوم فوفيا في المنطقة والعالم اجمع يتداولون أخر أخباره وحضوره وظهوره ليس بدءً من ساعة البغدادي التي تم تسليط الضوء عليها مرورا ً بإصدارهم جوازات سفر وأرقام لوحات لسياراتهم باسم دولة الخلافة وبعضا من السلوك اليومي في الميداني وعلى ساحة الحرب وأحاديث لا تنتهي دون تكليف النفس في بحث ولو تاريخي في دراسة لظاهرة السلفية الجهادية التي يمتد عمرها لأكثر من 30 عاماً، كيف نشأت هذه الحركة وما الذي أوصل المنطقة لهذه المرحلة.
الحقيقة التي نبني عليها المقارنة والمقاربة في إن تفشي الطائفية علامة بارزة على ضعف الدولة في العراق وسورية و غيابها في لبنان. وغياب الدولة أو ضعفها يخلق فراغاً سياسياً في الداخل والخارج معاً. والفراغ جاذب بطبيعته لكل من هبّ ودبّ من أنواع التنظيمات والتدخلات الأجنبية. وبالمنطق نفسه، ولأن إيران تعاني الحال ذاتها، ستسير في ذات المسار الذي سارت وصارت فيه سوريا ولبنان والعراق .
بعد 11 أيلول (سبتمبر) كتب برنارد لويس كتابه «ما الخطأ الذي حصل؟ الصدام بين الإسلام والمعاصرة في الشرق الأوسط"
The Clash Between Islam and Modernity in the Middle East
حاول فيه أن يجيب عن سؤال ما الذي أدى بالمسلمين إلى حالة التخلف عن الحضارة الغربية بعدما كانوا رواداً في الحضارة والعلوم والإنجازات البشرية، وعاد يبحث في أسباب فشل الدولة العثمانية في قرنها الأخير من إتمام مشاريع عدة للعصرنة، على رغم أنها شرعت فيها، داعبت العصرنة ولكن لم تأخذ بكل أسبابها، ولكن لعل أهم نتائج بحثه هو اعتقاده أن المسلمين اشتغلوا أكثر بالبحث عمن فعل هذا بهم أكثر من انشغالهم بماذا فعلنا بأنفسنا.
إذا عدت إلى «داعش» كجزء مستجد لظاهرة السلفية الجهادية التي يمتد عمرها لأكثر من 30 عاماً وكامتداد لتنظيم «القاعدة» الأم، و التفت بالسؤال عن الفرق بين ظهور «داعش» (التنظيم السنّي) وظهور «حزب الله» اللبناني (التنظيم الشيعي) عام 1982 ، خصوصا وان كلا الظاهرتين يسعى إلى تحقيق الهدف نفسه (هيمنة الخطاب الديني المذهبي) لكن من رؤية دينية مغايرة، خصوصا أن كلاً منهما يتبنى رؤية تكفيرية وطائفية متطرفة تجاه ما يعتبره الآخر. والأهم من ذلك أن كلاً منهما يمثل استجابة لحال سياسية واحدة تسود المنطقة.
وإذا نظرت في الفرق بين مفهوم الخلافة كما أعلن عنه تنظيم «الدولة الإسلامية»، ومفهوم «ولاية الفقيه» في إيران منذ الثورة عام 1979 نكون أمام دولة دينية تنتظر عودة الإمام من غيبته التي لا يزال فيها منذ أكثر من 1200 عام. إذ تستند «ولاية الفقيه» إلى مفهوم الإمامة وعصمة الإمام عند الشيعة، أما الخلافة فتستند إلى مجرد خلافة النبي في أمر دنيوي محض «حراسة الدين وسياسة الدنيا».
على أية حال الدراسة لم تتوقف معي هنا ولها أيضاً تتمة بالأرقام حول التمويل والثراء ولكن الحقائق والمرتكزات بان الدعوة الإسلامية سنية سلفية شيعية تقوم أن علاقة الإنسان مع ربه ليست بحاجة إلى وسيط وأنها دعوة قامت على إعمال الفكر والتدبر في أوامر الله وخلقه سبحانه وتعالى دعوة قائمة على الحكمة والموعظة الحسنة ومن بعد تفويض الأمر لله رب العالمين.. وأما حال الظاهرتين وما أزال مصر على ذلك – ظاهرتين - وظهور داعش فهو أمر دنيوي وسياسي مصلحي.
الحقيقة التي نبني عليها المقارنة والمقاربة في إن تفشي الطائفية علامة بارزة على ضعف الدولة في العراق وسورية و غيابها في لبنان. وغياب الدولة أو ضعفها يخلق فراغاً سياسياً في الداخل والخارج معاً. والفراغ جاذب بطبيعته لكل من هبّ ودبّ من أنواع التنظيمات والتدخلات الأجنبية. وبالمنطق نفسه، ولأن إيران تعاني الحال ذاتها، ستسير في ذات المسار الذي سارت وصارت فيه سوريا ولبنان والعراق .
بعد 11 أيلول (سبتمبر) كتب برنارد لويس كتابه «ما الخطأ الذي حصل؟ الصدام بين الإسلام والمعاصرة في الشرق الأوسط"
The Clash Between Islam and Modernity in the Middle East
حاول فيه أن يجيب عن سؤال ما الذي أدى بالمسلمين إلى حالة التخلف عن الحضارة الغربية بعدما كانوا رواداً في الحضارة والعلوم والإنجازات البشرية، وعاد يبحث في أسباب فشل الدولة العثمانية في قرنها الأخير من إتمام مشاريع عدة للعصرنة، على رغم أنها شرعت فيها، داعبت العصرنة ولكن لم تأخذ بكل أسبابها، ولكن لعل أهم نتائج بحثه هو اعتقاده أن المسلمين اشتغلوا أكثر بالبحث عمن فعل هذا بهم أكثر من انشغالهم بماذا فعلنا بأنفسنا.
إذا عدت إلى «داعش» كجزء مستجد لظاهرة السلفية الجهادية التي يمتد عمرها لأكثر من 30 عاماً وكامتداد لتنظيم «القاعدة» الأم، و التفت بالسؤال عن الفرق بين ظهور «داعش» (التنظيم السنّي) وظهور «حزب الله» اللبناني (التنظيم الشيعي) عام 1982 ، خصوصا وان كلا الظاهرتين يسعى إلى تحقيق الهدف نفسه (هيمنة الخطاب الديني المذهبي) لكن من رؤية دينية مغايرة، خصوصا أن كلاً منهما يتبنى رؤية تكفيرية وطائفية متطرفة تجاه ما يعتبره الآخر. والأهم من ذلك أن كلاً منهما يمثل استجابة لحال سياسية واحدة تسود المنطقة.
وإذا نظرت في الفرق بين مفهوم الخلافة كما أعلن عنه تنظيم «الدولة الإسلامية»، ومفهوم «ولاية الفقيه» في إيران منذ الثورة عام 1979 نكون أمام دولة دينية تنتظر عودة الإمام من غيبته التي لا يزال فيها منذ أكثر من 1200 عام. إذ تستند «ولاية الفقيه» إلى مفهوم الإمامة وعصمة الإمام عند الشيعة، أما الخلافة فتستند إلى مجرد خلافة النبي في أمر دنيوي محض «حراسة الدين وسياسة الدنيا».
على أية حال الدراسة لم تتوقف معي هنا ولها أيضاً تتمة بالأرقام حول التمويل والثراء ولكن الحقائق والمرتكزات بان الدعوة الإسلامية سنية سلفية شيعية تقوم أن علاقة الإنسان مع ربه ليست بحاجة إلى وسيط وأنها دعوة قامت على إعمال الفكر والتدبر في أوامر الله وخلقه سبحانه وتعالى دعوة قائمة على الحكمة والموعظة الحسنة ومن بعد تفويض الأمر لله رب العالمين.. وأما حال الظاهرتين وما أزال مصر على ذلك – ظاهرتين - وظهور داعش فهو أمر دنيوي وسياسي مصلحي.