الذهب الأسود والذهب الأصفر
جمال الدويري
جو 24 : لا هذا ولا ذاك من أشكال والوان الذهب مقدر لنا بظل هذه الحكومات "الطحلبية" ان نستفيد منه او أن يعود علينا ولو بيسير من النفع والفائدة مثل بقية خلق الله وشعوب هذه الارض.
سبحان الله, الأقليم من حولنا بحيرة من البترول (الذهب الأسود) ونحن نملأ قداحاتنا بالعملة الصعبة, ونطبخ على كرم مصر الشقيقة تارة وإسرائيل "العديقة" تارة أخرى.
لتفسير هذا التناقض العجيب وغير المبرر أحيانا, لفقرنا البترولي دونا عن الجيران, تسوق حكوماتنا ونظامنا دائما الكثير من الأسباب والتوضيحات واللغو والكذب دون ان يرف لهما طرف, وقد اعتادوا من شعبنا العزيزعلى احتجاجات حيية متحفظة وسريعة نفاذ الطاقة والنَفَس, وكفى الله المؤمنين شر القتال.
أما الذهب الذهب, يعني الذهب الأصفر, وعلى شكل دفائن تاريخية من عصور ساحقة في القدم وحضارات مرت على هذا الارض من قرون, من آدم عليه السلام, مرورا بالرومان واليونان والأنباط والأتراك وغيرهم, لم يكن لها بنوك مركزية على غرار تلك التي نعرفها الآن, فتركت ثمينها ومخزونها من النفائس في مستودعات تحت الأرض, وربما أصبحت تحت الأرض بسبب عوامل طبيعية وبيئية وتراكمات زمنية طويلة,
وقد اعتدنا في هذا البلد المحترم, على سماع أخبار عن عثور بعض المواطنين مصادفة او بعد بحث وتحفيير على دفائن ذهبية وبرونزية وغير ذلك من المعادن والمسكوكات والأواني القيمة تاريخيا, وكثيرا ما سمعنا, والله أعلم, بأن دولتنا هرعت بقضها وقضيضها وأجهزتها وآلياتها وشرائطها الحمراء لتطويق منطقة ما, وأخذ الجمل بما حمل من أشياء تاريخية قيمة كشفت عنها حفرية لشارع او تنقيب عن آثار, أو ربما معلومة حاسد عن مواطن وجد كذا وكذا.
وفي بلدتنا العزيزة كتم أو "جتم" واكبت شخصيا تعذيب عائلة قريبة من قبل ممثلي الدولة في اربد, قيل أنهم وجدوا في مكان ما شيئا ما, لم تظهر آثار نعمته عليهم ومنذ عقود حتى يومنا هذا.
على أي حال, ولو تحدثنا بموضوعية, فإنني أعتقد جازما, ان هناك قوانين تنظم كيفية التعامل مع الدفائن والموجودات القيمة تحت الأرض وفوقها, وأعتقد ان صاحب العقار الذي يعثر به على شئ ما, يطاله من الود جانبا وبنسبة محددة تماما, في حين يؤول الغالب في الغالب الى خزينة الدولة او متاحفها.
أما في الواقع والمتداول على مر الأزمان الاردنية, فإن الدولة تضع يدها على كل شئ وتدعي دائما انها لم تجد الا "كم تعريفة" برونزية او جمجمة كلب روماني نفق من عضة زميل له مسعور, وفي أحسن الأحوال, يعترفون بأشياء قليلة لا تسمن ولا تغن من جوع, وكأن الرومان واليونان والأتراك قد أخذوا كل ثرواتهم معهم عندما غادروا من مطار هرقل الدولي في جرش على طائراتهم العملاقة ذات الطابقين على غرار الدريم لاين 787 , أو أنهم كانوا لا يملكون شروى نقير.
والمهم في الأمر, أنه لو كانت الدولة تطمع بحصة المواطن من "اللقية" وتحولها الى خزينة الدولة لسد عجز ما او الدفع لتنمية او مشاريع او مكرمة ما, فلن يكون لنا على ذلك اعتراضا, أما واقع الأمر, فهو كارثي فاسد, يتمثل بنهب منظم لما أعتقد انه بديل هذا الوطن عن الذهب الأسود, وتغادر سيارات الدولة أو قافلة أمير او مدير او صاحب سلطة ما مكان الواقعة وبها خيراتنا المنهوبة التي تختفي الى غير رجعة تماما مثل طائرة محملة بالذهب والنفائس غادرت عمان ذات مساء ولم تصل أية وجهة كانت ودون المرور بمثلث بارمودا الخطر, بالع الأشياء كلها.
يتحدث البعض هذه الساعات عن كنز ضخم يقدر بمليارات الدنانير اقتلعته الدولة من جذوره في منطقة ما في عجلون, بعد ان عزلت المنطقة أمنيا, ولم تترك حتى للكواسر فضاء للمرور,
ولا أريد تصديق كل ما أسمع دون توثيق وتحقق, وربما قيمة الموجودات المبالغ بها احيانا (10 مليار) تدفعني الى التحفظ والتريث, ولكنني متأكد من شئ واحد فقط:
ان للشعب الأردني الحق الكامل وغير المنقوص بتصريح رسمي ملزم وقابل للفحص, يفند ما يذكر, يؤكد الأمر او ينفيه او يرشّده ويضع الأرقام في نصابها, ثم يتحدث بالقانون عن مآل ما وجد وأوجه التصرف به.
النفي لوحده كما تعودنا لم يعد مجديا ولا مصدقا, وترك الأمور للشائعات وتجاذب الأرقام الفلكية لقيمة الذهب والتماثيل لا ينفع القضية ولا الوطن بشئ.
أين ذهبنا الأصفر أيها السادة بعد أن قطعتوا ايدكو وحلفتوا عليها بخصوص ذهبنا الأسود؟
سبحان الله, الأقليم من حولنا بحيرة من البترول (الذهب الأسود) ونحن نملأ قداحاتنا بالعملة الصعبة, ونطبخ على كرم مصر الشقيقة تارة وإسرائيل "العديقة" تارة أخرى.
لتفسير هذا التناقض العجيب وغير المبرر أحيانا, لفقرنا البترولي دونا عن الجيران, تسوق حكوماتنا ونظامنا دائما الكثير من الأسباب والتوضيحات واللغو والكذب دون ان يرف لهما طرف, وقد اعتادوا من شعبنا العزيزعلى احتجاجات حيية متحفظة وسريعة نفاذ الطاقة والنَفَس, وكفى الله المؤمنين شر القتال.
أما الذهب الذهب, يعني الذهب الأصفر, وعلى شكل دفائن تاريخية من عصور ساحقة في القدم وحضارات مرت على هذا الارض من قرون, من آدم عليه السلام, مرورا بالرومان واليونان والأنباط والأتراك وغيرهم, لم يكن لها بنوك مركزية على غرار تلك التي نعرفها الآن, فتركت ثمينها ومخزونها من النفائس في مستودعات تحت الأرض, وربما أصبحت تحت الأرض بسبب عوامل طبيعية وبيئية وتراكمات زمنية طويلة,
وقد اعتدنا في هذا البلد المحترم, على سماع أخبار عن عثور بعض المواطنين مصادفة او بعد بحث وتحفيير على دفائن ذهبية وبرونزية وغير ذلك من المعادن والمسكوكات والأواني القيمة تاريخيا, وكثيرا ما سمعنا, والله أعلم, بأن دولتنا هرعت بقضها وقضيضها وأجهزتها وآلياتها وشرائطها الحمراء لتطويق منطقة ما, وأخذ الجمل بما حمل من أشياء تاريخية قيمة كشفت عنها حفرية لشارع او تنقيب عن آثار, أو ربما معلومة حاسد عن مواطن وجد كذا وكذا.
وفي بلدتنا العزيزة كتم أو "جتم" واكبت شخصيا تعذيب عائلة قريبة من قبل ممثلي الدولة في اربد, قيل أنهم وجدوا في مكان ما شيئا ما, لم تظهر آثار نعمته عليهم ومنذ عقود حتى يومنا هذا.
على أي حال, ولو تحدثنا بموضوعية, فإنني أعتقد جازما, ان هناك قوانين تنظم كيفية التعامل مع الدفائن والموجودات القيمة تحت الأرض وفوقها, وأعتقد ان صاحب العقار الذي يعثر به على شئ ما, يطاله من الود جانبا وبنسبة محددة تماما, في حين يؤول الغالب في الغالب الى خزينة الدولة او متاحفها.
أما في الواقع والمتداول على مر الأزمان الاردنية, فإن الدولة تضع يدها على كل شئ وتدعي دائما انها لم تجد الا "كم تعريفة" برونزية او جمجمة كلب روماني نفق من عضة زميل له مسعور, وفي أحسن الأحوال, يعترفون بأشياء قليلة لا تسمن ولا تغن من جوع, وكأن الرومان واليونان والأتراك قد أخذوا كل ثرواتهم معهم عندما غادروا من مطار هرقل الدولي في جرش على طائراتهم العملاقة ذات الطابقين على غرار الدريم لاين 787 , أو أنهم كانوا لا يملكون شروى نقير.
والمهم في الأمر, أنه لو كانت الدولة تطمع بحصة المواطن من "اللقية" وتحولها الى خزينة الدولة لسد عجز ما او الدفع لتنمية او مشاريع او مكرمة ما, فلن يكون لنا على ذلك اعتراضا, أما واقع الأمر, فهو كارثي فاسد, يتمثل بنهب منظم لما أعتقد انه بديل هذا الوطن عن الذهب الأسود, وتغادر سيارات الدولة أو قافلة أمير او مدير او صاحب سلطة ما مكان الواقعة وبها خيراتنا المنهوبة التي تختفي الى غير رجعة تماما مثل طائرة محملة بالذهب والنفائس غادرت عمان ذات مساء ولم تصل أية وجهة كانت ودون المرور بمثلث بارمودا الخطر, بالع الأشياء كلها.
يتحدث البعض هذه الساعات عن كنز ضخم يقدر بمليارات الدنانير اقتلعته الدولة من جذوره في منطقة ما في عجلون, بعد ان عزلت المنطقة أمنيا, ولم تترك حتى للكواسر فضاء للمرور,
ولا أريد تصديق كل ما أسمع دون توثيق وتحقق, وربما قيمة الموجودات المبالغ بها احيانا (10 مليار) تدفعني الى التحفظ والتريث, ولكنني متأكد من شئ واحد فقط:
ان للشعب الأردني الحق الكامل وغير المنقوص بتصريح رسمي ملزم وقابل للفحص, يفند ما يذكر, يؤكد الأمر او ينفيه او يرشّده ويضع الأرقام في نصابها, ثم يتحدث بالقانون عن مآل ما وجد وأوجه التصرف به.
النفي لوحده كما تعودنا لم يعد مجديا ولا مصدقا, وترك الأمور للشائعات وتجاذب الأرقام الفلكية لقيمة الذهب والتماثيل لا ينفع القضية ولا الوطن بشئ.
أين ذهبنا الأصفر أيها السادة بعد أن قطعتوا ايدكو وحلفتوا عليها بخصوص ذهبنا الأسود؟