تسعف المريض لكنها لا تشفيه
عصام قضماني
جو 24 : أنفقت الحكومة من المنحة الخليجية 57% ما يعادل 405 ملايين دينار في أول 10 أشهر من أصل 708 ملايين دينار مخصصة من المنحة للعام 2014, فما الذي أعاق أن يكون الانفاق 100% ؟.
في لقائه برؤساء التحرير والكتاب عزا رئيس الوزراء بطء الانفاق الى البيروقراطية فالمشروع يحتاج الى إجراءات طويلة بين الدراسة والاعداد وطرح العطاء والاحالة وبدء التنفيذ , وأضيف الى ذلك ألية طلبتها دول الخليج تشترط موافقتها على المراحل السابقة قبل منح إذن الصرف.
هذه شروط لم تكن موجودة , لكنها أصبحت واقعا لأسباب كثيرة بعضها مبرر وبعضها غير ذلك.
العام المقبل , قدرت المنح الخارجية بنحو 1128 مليون دينار منها 806 ملايين دينار من دول مجلس التعـاون الخليجي ومع المبالغ المتبقية من العام الحالي فسيكون المخصص كبيراً.
باستثناء حصة قطر حولت دول الخليج المبالغ المخصصة الى البنك المركزي , وهي بصدد تحويل ما تبقى لكن هل سيتم ذلك إن لم يجر الانفاق كما يجب ؟
تقول الصناديق الخليجية المعنية أن تحويل أية مبالغ أخرى لن يكون ممكنا ما لم يتم الانتهاء من صرف مبالغ سابقة , فالعجز عن الانفاق مشكلة تواجه الحكومة والسبب البيروقراطية , فما هي الحلول ؟.
ما دام اتخاذ القرار مكبلا بالبيروقراطية والروتين فان الحديث عن الاستثمار لن يفارق الحناجر .
آلية صنع القرار الذي لازالت مكبلة بالبيروقراطية والروتين لكنها ليست وحدها أسبابا وراء التردد في اتخاذ القرار وتعطيل المشاريع ,فمن وجهة نظر الحكومة فان البيروقراطية هي على الدوام « حامية « الإدارة العامة من الفساد ؟.
لا علاقة بين البيروقراطية والتحصين ضد الفساد , كما لا علاقة بين سرعة اتخاذ القرار والوقوع في الخطأ فهذه النظرية ليست صواباً دائما .
بقي أن ما خصصته دول الخليج من منح هي بلا شك مشكورة عليه , لكن مع تطور الاحتياجات التمويلية للمملكة في مواجهة حاجات الأمن الداخلي وتشابكات الاقليم , سيقتضي الأمر نظرة مختلفة.
صحيح أن الانفاق الرأسمالي المولد للنمو وفرص العمل يعتمد على المنح والمساعدات , لكن ليس صحيحا أن يربط ذلك كله بشروط تسعف المريض لكنها لا تشفيه.
qadmaniisam@yahoo.com
(الرأي)
في لقائه برؤساء التحرير والكتاب عزا رئيس الوزراء بطء الانفاق الى البيروقراطية فالمشروع يحتاج الى إجراءات طويلة بين الدراسة والاعداد وطرح العطاء والاحالة وبدء التنفيذ , وأضيف الى ذلك ألية طلبتها دول الخليج تشترط موافقتها على المراحل السابقة قبل منح إذن الصرف.
هذه شروط لم تكن موجودة , لكنها أصبحت واقعا لأسباب كثيرة بعضها مبرر وبعضها غير ذلك.
العام المقبل , قدرت المنح الخارجية بنحو 1128 مليون دينار منها 806 ملايين دينار من دول مجلس التعـاون الخليجي ومع المبالغ المتبقية من العام الحالي فسيكون المخصص كبيراً.
باستثناء حصة قطر حولت دول الخليج المبالغ المخصصة الى البنك المركزي , وهي بصدد تحويل ما تبقى لكن هل سيتم ذلك إن لم يجر الانفاق كما يجب ؟
تقول الصناديق الخليجية المعنية أن تحويل أية مبالغ أخرى لن يكون ممكنا ما لم يتم الانتهاء من صرف مبالغ سابقة , فالعجز عن الانفاق مشكلة تواجه الحكومة والسبب البيروقراطية , فما هي الحلول ؟.
ما دام اتخاذ القرار مكبلا بالبيروقراطية والروتين فان الحديث عن الاستثمار لن يفارق الحناجر .
آلية صنع القرار الذي لازالت مكبلة بالبيروقراطية والروتين لكنها ليست وحدها أسبابا وراء التردد في اتخاذ القرار وتعطيل المشاريع ,فمن وجهة نظر الحكومة فان البيروقراطية هي على الدوام « حامية « الإدارة العامة من الفساد ؟.
لا علاقة بين البيروقراطية والتحصين ضد الفساد , كما لا علاقة بين سرعة اتخاذ القرار والوقوع في الخطأ فهذه النظرية ليست صواباً دائما .
بقي أن ما خصصته دول الخليج من منح هي بلا شك مشكورة عليه , لكن مع تطور الاحتياجات التمويلية للمملكة في مواجهة حاجات الأمن الداخلي وتشابكات الاقليم , سيقتضي الأمر نظرة مختلفة.
صحيح أن الانفاق الرأسمالي المولد للنمو وفرص العمل يعتمد على المنح والمساعدات , لكن ليس صحيحا أن يربط ذلك كله بشروط تسعف المريض لكنها لا تشفيه.
qadmaniisam@yahoo.com
(الرأي)