الشكوى من الأسعار ..هل هو انطباعي؟
عصام قضماني
جو 24 : إذا كان تحرير أسعار المشتقات النفطية ساهم برفع المستوى العام للأسعار 5ر2 نقطة مئوية
فمع خصم مساهمة أسعار المحروقات وتمس الوقود والإنارة والنقل فإن تأثير باقي مكونات سلة مؤشر التضخم لن يتجاوز هذه النسبة في أحسن الأحوال , فما بالك وقد تراجعت هذه المساهمة بفضل إنخفاض الأسعار لأكثر من مرة.
معدل التضخم بلغ 3 % خلال الشهور العشرة الأولى من العام الحالي مقارنة مع 1ر6 % لنفس الفترة من عام 2013, فلماذا يشعر الناس بارتفاع الأسعار ؟.
توقعات المالية أن يبلغ معدل التضخم مقاساً بالتغير النسبي في الرقم القياسي لأسعار المستهلك نحــو 4ر2 % في كل من عامي2015 و2016 ونحو2ر2 % في عام 2017 , وهي أغلب الظن مرتبطة بالتغيرات التي ستطرأ على أسعار الكهرباء بحسب خطة الحكومة , فإن صدقت التوقعات فإن مثل هذه المعدلات تعتبر طبيعية , لكنها تضيق كلما ثبت أو تراجع معدل الدخل المرتبط بالقدرة على تحقيق نمو إقتصادي مكافيء للزيادة في عدد السكان.
هناك إنطباع بأن الأسعار مرتفعة وما يعزز هذا الإنطباع أن إنخفاض أسعار المحروقات مثلا لم ينعكس في تراجع الكلف بذات القدر الذي رفعها , لكنها في النهاية أليات السوق , وتخفيضها لا يتم بقرار حكومي وبجرة قلم !!.
سبق وان تدخلت الحكومة بقرارات من هذا القبيل وكانت النتيجة تشوهات سعرية سرعان ما أتت بنتائج عكسية , فكل ما تستطيع أن تفعله الحكومة هو تهيئة الظروف لتراجع الأسعار عبر تخفيض الكلف وتوازن الضرائب والرسوم.
إرتفاع الأسعار في جزء كبير منه هو إنطباع يتولد في ذهن المواطن , فما أن تلتقط المتابعات الإعلامية اراء مواطنين بينما هم يجوبون الأسواق فإن الإجابات غالبا ما تكون حانقة ومتذمرة تشكو إرتفاع الأسعار وتعبر عن عدم الرضا , حتى لو كان الواقع مغايرا تماما , فالمواطنون , بعضهم , يرغبون في تقديم صورة سلبية حول الأسعار , عل وعسى أن يساعد ذلك في تخفيضها بما يتناسب ورغباتهم بالسعر الذي يناسبهم.
لا نزعم هنا أن الأسعار لم ترتفع , فإرتفاعها هو سلوك طبيعي , ينجم عن زيادة الطلب كذلك تراجعها , بل على العكس لو أن زيادة الطلب لم ترفع الأسعار فهذا يعني أن خللا ما قد وقع , فإما أن التاجر يخسر أو يستغني عن الربح ولا يتجاوب مع ألية السوق أو أن جهة ما تكفلت بتغطية الفرق لقاء تثبيت الأسعار.
الشعور بإرتفاع الأسعار فيه جانب صحيح ولكنه قيد الجدل , وهو في ذات الوقت يعكس أن الدخول لم تعد مكافئة لكلف المعيشة , بينما لم يتوقف أحد ليضع دراسة موضوعية وعلمية ليس حول أسبابها فحسب بل حول النسب الحقيقية للزيادة التي تطرأ على أسعار بعض السلع بما في ذلك إقتراح حلول لتجاوز الشكوى والشعور والإنطباع في آن معا.
qadmaniisam@yahoo.com
(الرأي)
فمع خصم مساهمة أسعار المحروقات وتمس الوقود والإنارة والنقل فإن تأثير باقي مكونات سلة مؤشر التضخم لن يتجاوز هذه النسبة في أحسن الأحوال , فما بالك وقد تراجعت هذه المساهمة بفضل إنخفاض الأسعار لأكثر من مرة.
معدل التضخم بلغ 3 % خلال الشهور العشرة الأولى من العام الحالي مقارنة مع 1ر6 % لنفس الفترة من عام 2013, فلماذا يشعر الناس بارتفاع الأسعار ؟.
توقعات المالية أن يبلغ معدل التضخم مقاساً بالتغير النسبي في الرقم القياسي لأسعار المستهلك نحــو 4ر2 % في كل من عامي2015 و2016 ونحو2ر2 % في عام 2017 , وهي أغلب الظن مرتبطة بالتغيرات التي ستطرأ على أسعار الكهرباء بحسب خطة الحكومة , فإن صدقت التوقعات فإن مثل هذه المعدلات تعتبر طبيعية , لكنها تضيق كلما ثبت أو تراجع معدل الدخل المرتبط بالقدرة على تحقيق نمو إقتصادي مكافيء للزيادة في عدد السكان.
هناك إنطباع بأن الأسعار مرتفعة وما يعزز هذا الإنطباع أن إنخفاض أسعار المحروقات مثلا لم ينعكس في تراجع الكلف بذات القدر الذي رفعها , لكنها في النهاية أليات السوق , وتخفيضها لا يتم بقرار حكومي وبجرة قلم !!.
سبق وان تدخلت الحكومة بقرارات من هذا القبيل وكانت النتيجة تشوهات سعرية سرعان ما أتت بنتائج عكسية , فكل ما تستطيع أن تفعله الحكومة هو تهيئة الظروف لتراجع الأسعار عبر تخفيض الكلف وتوازن الضرائب والرسوم.
إرتفاع الأسعار في جزء كبير منه هو إنطباع يتولد في ذهن المواطن , فما أن تلتقط المتابعات الإعلامية اراء مواطنين بينما هم يجوبون الأسواق فإن الإجابات غالبا ما تكون حانقة ومتذمرة تشكو إرتفاع الأسعار وتعبر عن عدم الرضا , حتى لو كان الواقع مغايرا تماما , فالمواطنون , بعضهم , يرغبون في تقديم صورة سلبية حول الأسعار , عل وعسى أن يساعد ذلك في تخفيضها بما يتناسب ورغباتهم بالسعر الذي يناسبهم.
لا نزعم هنا أن الأسعار لم ترتفع , فإرتفاعها هو سلوك طبيعي , ينجم عن زيادة الطلب كذلك تراجعها , بل على العكس لو أن زيادة الطلب لم ترفع الأسعار فهذا يعني أن خللا ما قد وقع , فإما أن التاجر يخسر أو يستغني عن الربح ولا يتجاوب مع ألية السوق أو أن جهة ما تكفلت بتغطية الفرق لقاء تثبيت الأسعار.
الشعور بإرتفاع الأسعار فيه جانب صحيح ولكنه قيد الجدل , وهو في ذات الوقت يعكس أن الدخول لم تعد مكافئة لكلف المعيشة , بينما لم يتوقف أحد ليضع دراسة موضوعية وعلمية ليس حول أسبابها فحسب بل حول النسب الحقيقية للزيادة التي تطرأ على أسعار بعض السلع بما في ذلك إقتراح حلول لتجاوز الشكوى والشعور والإنطباع في آن معا.
qadmaniisam@yahoo.com
(الرأي)