فوائد فيتامين ب3 الصحية

يعتبر فيتامين ب3، المعروف أيضًا بالنياسين، من الفيتامينات الأساسية التي تلعب دورًا حيويًا في تعزيز الصحة العامة. يُعتبر هذا الفيتامين جزءًا من مجموعة فيتامينات ب، وهو ضروري للعديد من العمليات الحيوية في الجسم. يوفر فيتامين ب3 العديد من الفوائد الصحية التي تختلف حسب درجة فعاليته. في هذا السياق، سنستعرض الفوائد المحتملة لفيتامين ب3، مقسمة إلى ثلاث فئات: الفوائد المؤكدة، الفوائد المحتملة، والفوائد غير المثبتة.

الفوائد المؤكدة لفيتامين ب3

تتضمن الفوائد المؤكدة لفيتامين ب3 ما يلي:

خفض مستويات الدهون والكولسترول

يُستخدم فيتامين ب3 بشكل شائع لخفض ارتفاع مستويات الدهون الثلاثية والكولسترول في الدم. تشير الدراسات إلى أن فيتامين ب3 يمكن أن يزيد من مستوى الكولسترول الجيد (HDL) بنسبة تتراوح ما بين 15% إلى 35%. كما أنه يُقلل من إنتاج الكولسترول الضار (LDL) بما نسبته 10% إلى 25%. يُعتبر هذا الفيتامين فعالًا بشكل خاص عند استخدامه بجرعات مرتفعة، حيث يمكن أن يُستخدم كعلاج إضافي للأشخاص الذين يعانون من ارتفاع مستويات الكولسترول والدهون الثلاثية، سواء بمفرده أو مع أدوية أخرى مثل الستاتين.

تقليل خطر الإصابة بمرض البلاغرا

يُستخدم النياسين والنياسيناميد لتقليل خطر الإصابة بمرض البلاغرا، وهو حالة صحية ناتجة عن نقص حاد في فيتامين ب3. يُعرف مرض البلاغرا بأنه داء شامل يؤثر على مجموعة من الأنسجة والأعضاء، ويمكن أن يؤدي نقص هذا الفيتامين إلى أعراض خطيرة مثل التهاب الجلد، الإسهال، والخرف. في الحالات الشديدة، قد يؤدي نقص فيتامين ب3 إلى الوفاة. لذلك، من المهم تناول كميات كافية من هذا الفيتامين للحفاظ على الصحة العامة.

الفوائد المحتملة لفيتامين ب3

تشمل الفوائد المحتملة لفيتامين ب3 ما يلي:

المتلازمة الأيضية

تتضمن المتلازمة الأيضية مجموعة من الاضطرابات التي تشمل ارتفاع نسبة الدهون والكولسترول في الجسم، بالإضافة إلى اضطرابات في وظائف الأوعية الدموية. أظهرت الدراسات أن استهلاك فيتامين ب3 يمكن أن يزيد من مستوى الكولسترول الجيد، خاصة عند تناوله مع الأحماض الدهنية أوميغا-3. في دراسة أجريت في جامعة داكوتا الشمالية عام 2012، تم إعطاء 60 شخصًا مصابًا بالمتلازمة الأيضية جرعات من فيتامين ب3 والأوميغا-3 لمدة 16 أسبوعًا، وأظهرت النتائج انخفاضًا في مستويات الدهون الثلاثية وزيادة في مستويات الكولسترول الجيد. ومع ذلك، لا تزال هناك حاجة للمزيد من الدراسات لتأكيد هذه الفوائد.

تخفيف حدّة الإسهال الناتج عن عدوى الكوليرا

يمكن أن يُساعد فيتامين ب3 في تخفيف فقدان السوائل الناتج عن عدوى الكوليرا. يُعتبر الإسهال الناتج عن الكوليرا من الحالات الصحية الخطيرة التي تتطلب علاجًا فوريًا، وقد يُساعد تناول فيتامين ب3 في تقليل شدة الأعراض وتحسين حالة المريض.

تقليل مستويات الدهون في الدم لدى الأشخاص المصابين بالإيدز

تشير بعض الدراسات إلى أن استهلاك فيتامين ب3 قد يُحسن من مستويات الدهون الثلاثية والكولسترول لدى الأشخاص المصابين بالإيدز، خاصةً أولئك الذين يتلقون علاجًا بمضادات الفيروسات القهقرية. في دراسة نُشرت في مجلة The Journal of Clinical Endocrinology and Metabolism عام 2011، أظهرت النتائج أن فيتامين ب3 يمكن أن يُساعد في تحسين مستويات الدهون في الدم لدى هؤلاء المرضى.

الفوائد غير المثبتة لفيتامين ب3

على الرغم من الفوائد المحتملة لفيتامين ب3، إلا أن هناك بعض الادعاءات التي لا تزال بحاجة إلى مزيد من البحث والدراسة:

علاقة فيتامين ب3 في تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب

أشارت دراسة نُشرت في The American Journal of Medicine عام 2017 إلى أن استهلاك فيتامين ب3 لا يُقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، مثل السكتة الدماغية والنوبة القلبية. وبالتالي، يُنصح بتجنب استخدام فيتامين ب3 كعلاج لأمراض القلب أو المضاعفات الناتجة عنها.

تقليل خطر الإصابة بمرض ألزهايمر

أظهرت دراسة أولية نُشرت في مجلة Journal of Neurology, Neurosurgery, and Psychiatry عام 2004 أن فيتامين ب3 قد يُقلل من خطر الإصابة بمرض ألزهايمر والقصور الإدراكي المرتبط بالعمر. ومع ذلك، لا توجد أدلة كافية لدعم هذا الادعاء، ويجب إجراء المزيد من الأبحاث لتحديد فعالية فيتامين ب3 في هذا السياق.

في الختام، يُعتبر فيتامين ب3 عنصرًا غذائيًا مهمًا له فوائد صحية متعددة. ومع ذلك، يجب استشارة الطبيب قبل تناول أي مكملات غذائية أو تغيير النظام الغذائي، خاصةً للأشخاص الذين يعانون من حالات صحية معينة أو يتناولون أدوية معينة.