كيف يعيش الجنين داخل الرحم
تبدأ حياة الجنين في الرحم منذ اللحظة الأولى التي يتم فيها التلقيح، حيث يلتقي الحيوان المنوي بالبويضة. في هذه المرحلة، يبدأ انقسام الخلايا الكروموسومية لتشكيل جنين صغير يحمل صفات من كلا الوالدين. يبقى الجنين في الرحم لمدة تسعة أشهر، وهي الفترة الطبيعية للحمل. تساؤلات عديدة تثار حول كيفية عيش الجنين خلال هذه الفترة، وما هي مشاعره، وما هي المؤثرات التي تؤثر فيه. هذه الأسئلة تثير فضول الأمهات والمهتمين، وهنا نستعرض بعض الدراسات التي أُجريت على الأجنة في مراحل مختلفة من الحمل، والتي أثارت اهتمام العلماء بدلالاتها على قدرة الله في خلق الإنسان.
وقت بداية الحركة
من خلال مراقبة الجنين باستخدام الأجهزة الحديثة، تبيّن أن أولى الحركات تحدث بين الأسبوع السادس والثامن. هذه الحركات غير محسوسة من قبل الأم، وتحدث عبر الجدار الداخلي للرحم. تكون حركات لا إرادية ولا تعبر عن استجابة لمؤثر خارجي، ولا تزيد مدة الحركة الواحدة عن ثلاث ثوانٍ كحد أقصى. مع تقدم الحمل، يبدأ الجنين بتحريك يديه ورجليه والتثاؤب، مما يدل على نشاطه. يمكن للأم أن تشعر بهذه الحركات بشكل جيد، حيث تتراوح من القوية إلى الضعيفة حسب المؤثرات المحيطة.
حركاته داخل الرحم
تتعدد الحركات التي يقوم بها الجنين داخل الرحم، ومن أبرزها:
- الحازوقة: من المدهش أن الجنين في رحم أمه يتعرض للحازوقة، وهي عملية انقباض للحجاب الحاجز. هذه الحازوقة تتكرر بشكل مستمر في الأسبوع التاسع، ومن النادر أن تحدث مرة واحدة في اليوم.
- حركات الفم: في الأسبوع العاشر، يبدأ الجنين بتحريك فمه، مما يعبر عن نشاطه. وفي الأسبوع الحادي عشر، تتطور الحركات للتثاؤب، مما يدل على حاجته للأكسجين.
- حركة الأطراف: في الأسبوع الثالث عشر، يستطيع الجنين البلع، ويتذوق السائل الأمينوسي المحيط به. وقد أظهرت الدراسات أن الجنين يصبح أكثر نشاطاً عندما تتناول الأم الأطعمة ذات الطعم الحلو، مما يزيد من حركة البلع لديه.
- حركة العيون: يقضي الجنين حوالي 90% من وقته داخل الرحم نائماً، ويظهر على وجهه علامات السعادة والغضب. مع تقدم الحمل، تزداد قدرته على التحكم في النوم واليقظة، مما يعكس تطور نمو الدماغ والخلايا العصبية.
تأثير الأصوات والأضواء
أثبتت الدراسات أن الأجنة تتأثر بشكل كبير بالأصوات الخارجية، وخاصة صوت الأم. تستجيب الأجنة لحديث الأم الهادئ، وقد تنام عند سماع القصص. كما أن الأضواء القوية تؤثر على الجنين، حيث يظهر علامات الضيق عند تعرضه لضوء مركز. وقد أظهرت الأبحاث أن الضوء غير الطبيعي يؤثر سلباً على شبكية العين، مما دفع بعض الجمعيات إلى منع إجراء أي تجارب من هذا النوع لحساسية هذا العضو.
كما أظهرت التجارب أن الأجنة تستجيب للألم، حيث تحاول الابتعاد عن مصدر الألم، مما يدل على اكتسابها القدرة على الإحساس بالألم في مراحل مبكرة من الحمل. هذه النتائج تعكس مدى تعقيد وتطور حياة الجنين داخل الرحم، مما يثير تساؤلات حول كيفية تأثير البيئة المحيطة به على نموه وتطوره.













