مدة غيبوبة السكر: الأسباب والأعراض والإسعافات
مرض السكري هو من الأمراض المزمنة التي تؤثر على ملايين الأشخاص حول العالم. يعاني مرضى السكري من عدم استقرار مستويات السكر في الدم، مما يؤدي إلى مضاعفات خطيرة إذا لم يتم التحكم بها بشكل جيد. على الرغم من التطورات الكبيرة في العلاجات المتاحة، إلا أن الحلول الجذرية لا تزال غير موجودة، مما يجعل مضاعفات المرض، مثل غيبوبة السكر، خطرًا قائمًا.
غيبوبة السكر
غيبوبة السكر تشير إلى حالة فقدان الوعي التي قد تحدث نتيجة لارتفاع أو انخفاض شديد في مستويات السكر في الدم. في هذه الحالة، لا يستطيع المريض الاستجابة أو الحركة، مما يجعلها حالة طبية طارئة. إذا لم يتم التعامل مع غيبوبة السكر بسرعة وبشكل صحيح، فقد تؤدي إلى تلف دائم في خلايا الدماغ، حيث أن هذه الخلايا تتحكم في جميع وظائف الجسم. كما أن الغيبوبة قد تؤدي إلى الوفاة إذا لم يتم إنقاذ المريض في الوقت المناسب.
مدة غيبوبة السكر
تختلف مدة غيبوبة السكر بناءً على عدة عوامل. هناك نوعان من الغيبوبة: الغيبوبة الخفيفة، حيث يمكن للمريض الاستجابة، والغيبوبة العميقة، حيث يفقد المريض الوعي تمامًا. في حالة الغيبوبة الخفيفة، يمكن أن تنتهي بسرعة مع العلاج المناسب. أما الغيبوبة العميقة، فلا يمكن تحديد مدتها بشكل دقيق، حيث تعتمد على:
- عمر الشخص المصاب: الأفراد الأصغر سنًا والأكثر صحة لديهم فرص أكبر للاستجابة بشكل أسرع.
- نوع السكري: مرضى السكري من النوع الأول هم أكثر عرضة للغيبوبة، وغالبًا ما تكون حالتهم حرجة.
- طريقة التعامل مع الغيبوبة: يمكن أن يستعيد المريض وعيه بمجرد تعديل مستويات السكر تحت إشراف طبي.
- سرعة التعامل مع الغيبوبة: كلما تم التعامل معها بشكل أسرع، زادت فرص الشفاء.
أعراض تسبق الغيبوبة
من المهم التعرف على الأعراض التي تسبق غيبوبة السكر، حيث يمكن أن تساعد في تجنب حدوثها. تشمل الأعراض:
- أعراض غيبوبة نقص السكر في الدم: صداع شديد، تشنجات، تعرق، شعور بالبرودة، عصبية، عدم القدرة على التركيز، دوار، تسارع ضربات القلب.
- أعراض غيبوبة ارتفاع السكر في الدم: ضعف التركيز، آلام شديدة في البطن، رائحة كريهة للفم، حمّى، جفاف الجلد، اضطراب الرؤية.
الإسعافات اللازمة
الإسعافات الأولية تلعب دورًا حاسمًا في التعامل مع غيبوبة السكر. يجب أن يكون المريض قادرًا على التعرف على الأعراض ومعالجتها بسرعة. الأطفال دون سن الثالثة هم الأكثر عرضة للخطر، حيث لا يمكنهم التعبير عن حالتهم. تشمل الإسعافات الموصى بها لكل حالة:
- إسعافات نقص السكّر الحاد: شرب كوب من الماء المحلّى بملعقة سكر أو ملعقة عسل. وهي الطريقة الأسرع في رفع السكر؛ لمنع دخول المريض في غيبوبة. إن لم يتوفر الماء، يُنصح بتناول قطعة من الحلوى التي تحتوي على كمّية كبيرة من السكر، على أن يضعَها تحت لسانه؛ كي يصل السكر بسرعةٍ إلى الدم. ولا نعني بقطعة الحلوى هنا الشوكولاتة؛ فالشوكولاتة تحتوي على نسبةٍ عاليةٍ من الدهون وليس السكر. وفي الحالتين يجب على المريض أن يسترخيَ ولا يبذل أيّ مجهود؛ حتّى لا يتمّ استهلاك المزيد من السكر.
- إسعافات ارتفاع السكّر الحاد: قياسُ السكّر للتأكّد من ارتفاعه؛ حيث يُعطي قراءة مرتفعة جداً تصل إلى 600 ملغم/ديسيل. وبعض أجهزة قياس السكّر لا تُعطي قياساً في مثل هذه الحالات. وتسجّل على الشاشة حرف (H) بالإنجليزي وهو يشير إلى ارتفاع حموضة الدم. أي إنّ نسبة السكّر فيه مرتفعة جداً. التوجّه إلى أقرب مشفى بشكل سريع. ويجب أن لا يذهب المريض وحده وإن كان يشعر أنّه بخير، بل يجب أخذ مرافق.
- إسعافات المريض غير الواعي: في حالة فقدان الوعي، يجب عدم إعطاء المريض أي شيء عن طريق الفم، بل يجب الاتصال بالطوارئ فوراً.
في الختام، فإنّ التعرف على غيبوبة السكر وأعراضها والإسعافات اللازمة يمكن أن ينقذ حياة المريض. من الضروري أن يكون لدى مرضى السكري وعائلاتهم المعرفة الكافية للتعامل مع هذه الحالات الطارئة.













