مراحل اكتمال رئة الجنين خلال الحمل

تكتمل رئة الجنين عادةً بحلول الأسبوع 36 من الحمل، مما يمكّن الطفل من أخذ أنفاسه الأولى بعد الولادة. ومع ذلك، يعتقد معظم الأطباء أن اكتمال وظيفة الرئتين وقدرتهما على العمل لا يحدث قبل الأسبوع 37 من الحمل. وهذا يفسر لماذا قد يمتلك بعض الأطفال الذين يولدون ولادة مبكرة رئتين تعملان بشكل كامل، بينما قد يعاني آخرون الذين يولدون في وقت لاحق من مشاكل في الرئتين عند الولادة.

في سياق الحديث، يعتمد الأطباء على تطور ونمو الرئتين عند الجنين في اتخاذ قرارات مهمة. فإذا كانت الرئتين غير مكتملة، قد يُنصح أحيانًا بتجنب الولادة المبكرة بالتحريض، إلا إذا كان هناك سبب طبي خطير. من المهم أن نلاحظ أن نمو رئتي الجنين لا يتوقف عند الولادة، بل يستمر في النمو والتطور خلال السنوات الثلاث الأولى من عمر الطفل، مما يعني زيادة كمية الهواء المتبادل في الرئتين.

مراحل تطور رئة الجنين

لا يحتاج الجنين إلى استخدام رئتيه حتى ولادته، حيث يحصل على الأكسجين من مجرى الدم عبر المشيمة. ومع ذلك، يتطور جهازه التنفسي طوال فترة الحمل استعدادًا لمرحلة ما بعد الولادة. وتحدث مراحل تطور رئة الجنين على خمس مراحل رئيسية خلال الحمل، وقد تختلف الفترة التي تحدث فيها هذه التغيرات من جنين لآخر:

المرحلة الأولى

تحدث هذه المرحلة تقريبًا بين الأسبوع 3-5 من الحمل، حيث ينمو برعم الرئة من أنبوب صغير من الخلايا يسمى المعي الأمامي، والذي يشكل لاحقًا القناة الهضمية. ينقسم برعم الرئة لاحقًا إلى قسمين يشكلان الرئة اليمنى واليسرى.

المرحلة الثانية

تمتد هذه المرحلة من الأسبوع 5 حتى الأسبوع 16 من الحمل، حيث تتكون الممرات الهوائية في الرئة. بحلول الأسبوع 16، تكون الشعب الهوائية والقصيبات الهوائية قد تشكلت، وتبدأ الأكياس الهوائية بالظهور في نهاية الممرات الهوائية.

المرحلة الثالثة

تمتد هذه المرحلة من الأسبوع 16 حتى الأسبوع 26، حيث ينمو المزيد من الخلايا التي ستصبح أكياس هوائية، بالإضافة إلى نمو الشعيرات الدموية بالقرب من هذه الخلايا. هذه المرحلة تعتبر حاسمة في تطوير الرئتين.

المرحلة الرابعة

تمتد هذه المرحلة من الأسبوع 26 حتى الولادة، حيث تتطور الكُييسات الهوائية إلى حويصلات هوائية، لكنها لا تكون ناضجة كما لدى البالغين في هذه المرحلة. تصبح جدران الكييسات أرق لزيادة المساحة المتاحة للهواء، ويبدأ إنتاج مادة خافضة للتوتر السطحي، والتي تساعد في الحفاظ على الأكياس الهوائية من الانهيار في نهاية كل زفير.

المرحلة الخامسة

تمتد هذه المرحلة من الأسبوع 32 وحتى مرحلة الطفولة بعد الولادة، حيث تتطور الأكياس الهوائية لتصبح حويصلات هوائية فعلية، مع استمرار إنتاج المادة الخافضة للتوتر السطحي واستمرار تطور الرئتين. هذه المرحلة تعتبر مهمة للغاية لضمان قدرة الطفل على التنفس بشكل طبيعي بعد الولادة.

الولادة المبكرة وتأثيرها على رئة الجنين

قد تتعرض بعض النساء لحالات الولادة المبكرة، مما قد يؤثر على تطور رئة الجنين. لذلك، قد يلجأ الأطباء في هذه الحالة إلى إعطاء الأم حقن الكورتيكوستيرويد، التي تساعد على تهيئة رئتي الطفل واستعدادها للتنفس والعمل بشكلٍ جيد. هذه الحقن تقلل من مخاطر التعرض لمشاكل الرئة لاحقًا، خاصةً عند استخدامها لحالات الولادة التي تحدث بين الأسبوع 29 و34 من الحمل.

إن فهم مراحل تطور رئة الجنين وأهمية كل مرحلة يمكن أن يساعد الأطباء والآباء على اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن الرعاية الصحية للطفل قبل وبعد الولادة. من الضروري متابعة الحمل بشكل دقيق لضمان صحة الجنين وتطوره السليم.