فيفي عبده
م. أسعد البعيجات
جو 24 : تُطل علينا السيدة فيفي عبده بين الحين والآخر من خلال الفضائيات في محاوله منها لتذكير المشاهد بأيام الزمن الجميل. تحاول جاهدة اخفاء تجاعيد الزمان وتحاول أيضاً اخفاء دهون الأيام لكن دون جدوى. كيف للمشاهد العربي ان يغير قناعته من نانسي ل فيفي ؟ كيف له ان يتابع فيفي ودومنيك حوراني تهز على فضائية اخرى ؟ كيف له ان يتسمّر ساعة لمتابعة فيفي وهيفاء وهبي تصدح على قناة اخرى: رجب حوش صاحبك عني ؟
أطلت علينا برامج الحكومة الموقرة من خلال التلفزيون ببرنامج من ثلاثين سنة مضت لتعيد للمواطن ذكرياته وايام الزمن الجميل وكأن الذكريات تدفع رسوم طالب جامعي او تدفع فاتورة مريض او تسد رمق جائع او تُخفض عجز الميزانية !
عندما كنا نحضر مثل هذه البرامج يا حكومة كانت أسطوانة الغاز بدنانير معدودة، كان الكاز والكستناء بتناول الجميع. كنا نستمتع ليس بـ "بطتنا بطت بطتكو" ولا بـ "خشبات الحبس خمس خشبات"، كنا نستمتع بلقاء العائلة وكل فرد بيده رغيف خبز مُشبّع بالزيت والزعتر وكاسة شاي بالنعنع... كيف تريد مني ان استرجع الذكريات دون ذلك الرغيف ؟
متعة هذه البرامج كانت عادلة، بمعنى أنها كانت للفقير والغني، للمواطن والمسؤول، كانت للجميع بمختلف الطبقات والفئات ... كيف تريد مني ان استمتع بها وانت تتابع أفلام وبرامج ال "ثري دي" و"الانيميشن" و"الاسبيس" في مسارح لندن و"اليونيفيرسل استوديو" في جبال الهوليود بلوفارد ؟
تلك البرامج كانت تحقق المتعة يوم كانت
البوتاس أردنية
والفوسفات أردنية
والاتصالات أردنية
والإسمنت أردنية
والتربية والتعليم أردنية
والوقود أردنية
والأراضي أردنية
والمواصلات أردنية
وسنابل القمح أردنية
والمياة أردنية
والخبيزة أردنية
كنت أفكر وأربح "صوبة فوجيكا" و"انبسط" عليها، لم أكن اعلم ان هناك من لم يفكر -ولم يفكر ان يفكر- بينما حصل على بعثة او منحة او وظيفة او امتياز !!
كيف لي ان استرجع الذكريات والغاز مش غازي والكاز مش كازي والقمح مش قمحي؟
كان الاولى ان تفكر الحكومة كيف تسترجع المنهوب والمسلوب وتجلب الهارب وتقف الى جانب المنكوب !
هل هذا كل ما في جُعبة الحكومة في زمن التكنولوجيا والمعلومات، ام انها لم تعد تملك لهذا المواطن المغلوب سوى ذكريات سمعه و مرزوق ؟
ما هكذا تورد الإبل !
أطلت علينا برامج الحكومة الموقرة من خلال التلفزيون ببرنامج من ثلاثين سنة مضت لتعيد للمواطن ذكرياته وايام الزمن الجميل وكأن الذكريات تدفع رسوم طالب جامعي او تدفع فاتورة مريض او تسد رمق جائع او تُخفض عجز الميزانية !
عندما كنا نحضر مثل هذه البرامج يا حكومة كانت أسطوانة الغاز بدنانير معدودة، كان الكاز والكستناء بتناول الجميع. كنا نستمتع ليس بـ "بطتنا بطت بطتكو" ولا بـ "خشبات الحبس خمس خشبات"، كنا نستمتع بلقاء العائلة وكل فرد بيده رغيف خبز مُشبّع بالزيت والزعتر وكاسة شاي بالنعنع... كيف تريد مني ان استرجع الذكريات دون ذلك الرغيف ؟
متعة هذه البرامج كانت عادلة، بمعنى أنها كانت للفقير والغني، للمواطن والمسؤول، كانت للجميع بمختلف الطبقات والفئات ... كيف تريد مني ان استمتع بها وانت تتابع أفلام وبرامج ال "ثري دي" و"الانيميشن" و"الاسبيس" في مسارح لندن و"اليونيفيرسل استوديو" في جبال الهوليود بلوفارد ؟
تلك البرامج كانت تحقق المتعة يوم كانت
البوتاس أردنية
والفوسفات أردنية
والاتصالات أردنية
والإسمنت أردنية
والتربية والتعليم أردنية
والوقود أردنية
والأراضي أردنية
والمواصلات أردنية
وسنابل القمح أردنية
والمياة أردنية
والخبيزة أردنية
كنت أفكر وأربح "صوبة فوجيكا" و"انبسط" عليها، لم أكن اعلم ان هناك من لم يفكر -ولم يفكر ان يفكر- بينما حصل على بعثة او منحة او وظيفة او امتياز !!
كيف لي ان استرجع الذكريات والغاز مش غازي والكاز مش كازي والقمح مش قمحي؟
كان الاولى ان تفكر الحكومة كيف تسترجع المنهوب والمسلوب وتجلب الهارب وتقف الى جانب المنكوب !
هل هذا كل ما في جُعبة الحكومة في زمن التكنولوجيا والمعلومات، ام انها لم تعد تملك لهذا المواطن المغلوب سوى ذكريات سمعه و مرزوق ؟
ما هكذا تورد الإبل !