يوم سحل المعلم
م. أسعد البعيجات
جو 24 :
اليوم وعلى الرغم من كل التعتيم الاعلامي الذي حاولت وسائل الاعلام -التابعة لعقلية الدولة العرفية الشمولية- ممارسته تجاه قضية اعتصام المعلمين، إلا أنّ ما وثقه المعلمون والصحفيون الوطنيون وحتى المواطنون المساندون للاعتصام، كشف الكثير من عورات السلطة السياسية المنافقة، مثلما كشف زيف ادعاءات الليبرالي الرزاز وضعف قدرته في السيطرة على "قطاريز" الحقبة العرفية!
المعلم الذي تعرض للسحل والضرب واستنشاق الغاز المسيل للدموع ومن ثم الاعتقال للمرة الأولى اليوم، يشعر الآن بما شعر به كل المناضلون الوطنيون في مواجهة السلطة الغاشمة وآلتها الاعلامية وتتجذر لديه معالم الصراع الاجتماعي بين من هم فوق ومن هم تحت، هنا على المعلم ومن يسانده أن يعي تماما أنه لا يقبع في موقع "أخلاقي متعال" يحرّم الاعتداء عليه ويحلل الاعتداء على غيره من قبل السلطة المستبدة وأدواتها، بل يترسخ في وعيه قيمة النضال من أجل العدالة الاجتماعية جنبا إلى جنب مع كل الكادحين والمقموعين من أبناء هذا الوطن.
على الرغم من كل المعيقات و"رهن الدولة لنزوات قطروز العرفية"، نجح المعلمون في تنفيذ اعتصامهم وفي كسب السواد الأعظم من المواطنين إلى صفهم، والأهم أنهم رفضوا الانصياع لرغبات السلطة، التي لا يحق لها تحديد زمان ومكان احتجاج المعلمين أو غيرهم، خصوصا وهي تكشف عن قناعها اليوم وتتمادى حتى تصدّر نفسها كعدو أكثر منها خصم، في مواجهة مواطنين متخمين بالمعاناة والخيبات!