صبة ميلان
م. أسعد البعيجات
جو 24 :
علاقتنا في البيت مع الطوبرجي علاقة أثرية تمتد من ايام عبدالناصر لدرجة أنّ اخي الكبير سمى أحد ابناءه على اسمه.
سر علاقتنا معه تنحصر في صبة الميلان للسقف ليتسنى لنا تجميع مياه الأمطار للبير ولتجنب اي عملية تجمع لبرك المياه على السطح تجنباً للدلف من السقف.
من سنوات وصديقنا الطوبرجي في زيارات لنا في الشتاء والصيف ومناقشات لحل مشكله الدلف. في الشتاء عقد الاجتماعات، تحديد الخلل، وضع الخطط، تحديد نقاط الدلف وتجمع المياه وتعليمها باللون الأحمر يتخلل ذلك شوي الكستناء، شرب السحلب وأكل الكراوية وأكل بعض المعجنات المقحمشة.
احيانا يتم سلخ طنجرة رشوف مع زيت الزيتون البلدي والبصل الأخضر من وادي شعيب مع مقطوعة موسيقية من صديقنا الموسيقار المخضرم ' المزراب ' بعد كل هذا نخرج بتوصيات ما بتدلف منها الميه.
في الربيع يتم البدء بالتحضير مع العائلة لما تم مناقشته في الشتاء مع صديقنا لتحديد الميزانية لذلك المشروع فيتم بيع أربع خرفان مع مصاري خمس تنكات زيت وتأجيل فصل دراسي لأحد الأخوة لتغطية تكاليف الصبّة ويتم دعوة صديقنا للاطلاع على سير العمل فيؤكد سلامة الإجراءات وأنها حسب المواصفات والمقاييس العالمية ولا يفصلنا عن الحل السرمدي سوى الزمن. يتم بعدها احتساء طبق بسيط صحي خالي من الكولسترول من خيرات الربيع من الخبيزة والفرففحينا.
في الصيف يبدأ التنفيذ الفعلي لما تم الاتفاق والوقوف عليه في فصل الشتاء ومباركته وتأكيده في فصل الربيع من شراء الاسمنت والاتصال مع أبو عزام لتوفير البودرة والرمل فيُحضر صديقنا الطوبرجي بربيش الشقلة والميزان والبدء بتتبع نقاط الدلف يتخلله شرب الشاي ولا ضرر من وجود قلاية البندورة مع قرن فلفل حار.
يتم الانتهاء من صبة الميلان والدعاء لصديقنا بالخير والبركة ومنحه وسام العطاء والمثابرة مع بعض خيرات الصيف من بكس العنب والتين والخبيصة والقطين على ما تم إنجازه لغاية الان بانتظار ثمرة هذا الجهد في الموسم القادم.
في فصل الشتاء ومع وصول اول هبة مطر واول منخفض جوي تجد المياة وللأسف تربعت في غرفه الضيوف بدون استئذان او حتى الانتظار لمنتصف الموسم او لثلجة محرزة.
نتصل مع صديقنا الطوبرجي للحضور ليرى بأم عينيه. وبعد الحضور يصفن لبضع دقائق ويطلب ابريق شاي بالميرمية ويرمي شكوكه في رمل وبودرة ابو عزام.
يتم الاتصال مع أبو عزام فيؤكد تأكيداً لا يدعو للشك ان بودرته ورملاته من أنظف الرمل والبودرة وانه يتعامل مع مرمله الحُمرة أصحابها ' جماعة بعرفوا الله ' فيرجع صديقنا الطوبرجي مرة اخرى لصفنته ويطلب ابريق شاي ثاني مع التأكيد على زيادة الميرمية لوضع خطة جديدة لمواجهة الدلف القديم الجديد.
صديقنا الطوبرجي هذا هو:
ملخص عمل الحكومات
ملخص رد الحكومات على خطاب العرش
ملخص برامج عمل الحكومات
ملخص المبادرات وورشات العمل
ملخص المواثيق والحوارات والمؤتمرات
الخلل معروف من عشرات السنيين ..
الدراسات نفسها مع تغير التاريخ
الطوبرجي نفسه .. يتنقل من ورشة الى ورشة
الاجتماعات نفسها
المبادرات نفسها
بس ابريق شاي الميرمية صار أكبر
ومازال الدلف والبلف مستمر!
الجديد هنا هو صدور قرار بمنح صديقنا الطوبرجي جائزة الشاكوش الذهبي ووسام الاستحقاق من الدرجة 'الاولى
للمثابرة والاخلاص
والعمل
الجاد!