سياسيون أغرار وجهاديون..
ابراهيم عبدالمجيد القيسي
جو 24 : الطفل؛ رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه، لم يكن يجيد كتابة اسمه، وخبرته العملية الوحيدة كانت في محل زيوت وتشحيم، استحم يوما جيدا، ورافق أصحابه الجدد الى أكثر من مسجد، وفي طريق عودته الى المنزل قال للناس: يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ..الآية، ويبدو أنه تعرض لعصف ذهني ذلك اليوم، فطفق يردد ما سمع، ولم تمض على هذه المرحلة من الضياع سوى أسابيع، فإذا بالهاتف يبشر أهله: مبارك ابنكم شهيد، وانقطع الاتصال، ثم انطفأ الجهادي وعائلته، إذ لم تمض أيام فالتحقت به أمه كمدا وكذلك فعل أبوه.. مبارك.
وفي السياسة لدينا مثلهم، يفهمون أن الشعبية كسب حلال، حتى لو كانت على حساب الوطن وعلى حساب استقراره وأمنه، هم ليسوا بداعشيين أو حتى جهاديين ولا خبرة أو علاقة تجمعهم حتى بالمصلين من أي دين، ويحمر الوجه خجلا حين يصبح هؤلاء قادة شعبيين، يرشحون أنفسهم للانتخابات ثم ينجحون ليفشل الوطن.
لا أفهم ما معنى أن يقوم سياسي باستغلال مشاعر الناس، ويكيل الاتهامات «الديمقراطية» للحكومة، فيتهمها بأنها تكمم الأفواه، ولا تسمح للنواب والسياسيين الآخرين بالتحدث عن قصة أسر الطيار الأردني، ويدعون وجود معلومات لدى الحكومة وتحجبها، ولا تتعامل «بشفافية» مع أهل الديمقراطية وأهل «الدحية»..
والله عيب.. ولا يجوز استغلال وجع الناس وتأليبهم على الحكومة والوطن، والاستعراض بوجعهم بقلب سياقات الخطاب السياسي الوطني المحترم، ليصبح مجرد دعاية انتخابية رخيصة، تفخخ ساحات الحقيقة والاستقرار.
يا هؤلاء: داعش ليست دولة، ولا قانون يحكمها أو يحدد تصرفاتها، ولا قنوات اتصال ممكنة مع جماعات تنازلت حتى عن اللغة لصالح مصطلحات تعد على الأصابع..خلافة ، سلطان، كفار، ذبح، جزية، سبايا، سيوف....
فلا يوجد قناة ديبلوماسية أو حتى اعلامية للتعامل مع مثل هذه الجهات وتبادل المعلومات معها؟! حتى الصحفيون على قمة قائمة أهدافهم المشروعة ورؤوسهم مطلوبة بالنسبة لهؤلاء، فالمعلومة الممكنة أو الموجودة حول هؤلاء هي أمنية غالبا، ولا أعتقد أن سياسيا واحدا يفهم بالسياسة، ويطالب الجهات الأمنية بالشفافية في إطار سعيها تحرير ضابط أردني سقط في أيدي هؤلاء.. اتركوها للأمن ورجاله فهم أكثر قدرة على الوصول والحصول، إن كنتم تفقهون سياسة أو تملكون مشاعر تجاه الأردنيين ومشاعرهم.
في إحدى مقالاتي طالبت بأن يتم إجراء فحص طبي دقيق لكل مسؤول يتم تعيينه في موقع قيادي رسمي، فبعضهم «فاقد» التركيز واللغة، واليوم أطالب بإجراء مثل هذا الفحص لكل من يرشح نفسه الى موقع قيادي لينتخبه الناس..
جهلكم يطعن الوطن وهو شتيمة لتاريخه، فافهموا أو اصمتوا ولا تتسببوا في تبديد نعمة وكرامة وهبهما الله لوطننا، واشكروا الله ثم اشكروا الملك والحكومة والجيش وسائر المؤسسات الأردنية الساهرة على أمن واستقرار ورفعة هذا الوطن.
والله اشي بسطح!.
ibqaisi@gmail.com
(الدستور)
وفي السياسة لدينا مثلهم، يفهمون أن الشعبية كسب حلال، حتى لو كانت على حساب الوطن وعلى حساب استقراره وأمنه، هم ليسوا بداعشيين أو حتى جهاديين ولا خبرة أو علاقة تجمعهم حتى بالمصلين من أي دين، ويحمر الوجه خجلا حين يصبح هؤلاء قادة شعبيين، يرشحون أنفسهم للانتخابات ثم ينجحون ليفشل الوطن.
لا أفهم ما معنى أن يقوم سياسي باستغلال مشاعر الناس، ويكيل الاتهامات «الديمقراطية» للحكومة، فيتهمها بأنها تكمم الأفواه، ولا تسمح للنواب والسياسيين الآخرين بالتحدث عن قصة أسر الطيار الأردني، ويدعون وجود معلومات لدى الحكومة وتحجبها، ولا تتعامل «بشفافية» مع أهل الديمقراطية وأهل «الدحية»..
والله عيب.. ولا يجوز استغلال وجع الناس وتأليبهم على الحكومة والوطن، والاستعراض بوجعهم بقلب سياقات الخطاب السياسي الوطني المحترم، ليصبح مجرد دعاية انتخابية رخيصة، تفخخ ساحات الحقيقة والاستقرار.
يا هؤلاء: داعش ليست دولة، ولا قانون يحكمها أو يحدد تصرفاتها، ولا قنوات اتصال ممكنة مع جماعات تنازلت حتى عن اللغة لصالح مصطلحات تعد على الأصابع..خلافة ، سلطان، كفار، ذبح، جزية، سبايا، سيوف....
فلا يوجد قناة ديبلوماسية أو حتى اعلامية للتعامل مع مثل هذه الجهات وتبادل المعلومات معها؟! حتى الصحفيون على قمة قائمة أهدافهم المشروعة ورؤوسهم مطلوبة بالنسبة لهؤلاء، فالمعلومة الممكنة أو الموجودة حول هؤلاء هي أمنية غالبا، ولا أعتقد أن سياسيا واحدا يفهم بالسياسة، ويطالب الجهات الأمنية بالشفافية في إطار سعيها تحرير ضابط أردني سقط في أيدي هؤلاء.. اتركوها للأمن ورجاله فهم أكثر قدرة على الوصول والحصول، إن كنتم تفقهون سياسة أو تملكون مشاعر تجاه الأردنيين ومشاعرهم.
في إحدى مقالاتي طالبت بأن يتم إجراء فحص طبي دقيق لكل مسؤول يتم تعيينه في موقع قيادي رسمي، فبعضهم «فاقد» التركيز واللغة، واليوم أطالب بإجراء مثل هذا الفحص لكل من يرشح نفسه الى موقع قيادي لينتخبه الناس..
جهلكم يطعن الوطن وهو شتيمة لتاريخه، فافهموا أو اصمتوا ولا تتسببوا في تبديد نعمة وكرامة وهبهما الله لوطننا، واشكروا الله ثم اشكروا الملك والحكومة والجيش وسائر المؤسسات الأردنية الساهرة على أمن واستقرار ورفعة هذا الوطن.
والله اشي بسطح!.
ibqaisi@gmail.com
(الدستور)