2024-11-27 - الأربعاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

دروس أردنية ومعلمون..

ابراهيم عبدالمجيد القيسي
جو 24 :
قليلة هي الفرص التي يكون الانسان فيها مهيأ أن يسمع ويفهم بأقل الكلام، وقد ينظر المنظرون والخطباء والمفكرون عقودا من زمن لتوضيح وترسيخ فكرة في ذهن المتلقي، لكن في ظرف خاص ما، وبأقل الكلام يمكن لأحدهم أن يوصل كل فكرته بكل وضوح، وظرفنا الوطني اليوم يشكل فرصة كبيرة لتذكير أنفسنا وتقديم درس أردني مفهوم للعالم كله، يوضح صورة الأردن الصابر المثابر، ويميط اللثام عن حقيقة أردنية كبيرة عنوانها «يسقط الارهاب والاجرام»..
منذ أكثر من أسبوعين؛ والأردن يحتل صدارة الاهتمام الاعلامي العالمي، والسبب بلا شك هو التداعيات المرتبطة بمشهد آخر من مشاهد المأساة الانسانية التي يؤسس لها الارهاب الساقط الأعمى، ومنذ أن توالت مشاهد التهديد ثم الاعدام المأساوي للرهينتين اليابانيتين، والأردن في عين الاهتمام الاعلامي من قبل كبريات المؤسسات الاعلامية العالمية، ولم تخل شاشة تلفزيونية عالمية أو صحيفة دولية أو محطة إذاعية حول العالم من وجه أردني، أو خبر أو تحليل أو مقال له علاقة بالأردن، وبموقفه الحاسم من الارهاب وشياطينه، ومما لا شك فيه أن الخطاب الأردني والردود النخبوية التي قدمتها النخب الأردنية إجابة عن أسئلة وسائل الاعلام، وإن كانت إجابات وتوضيحات بغير تحضير، إلا أنها كانت بمثابة درس فريد لتقديم الصورة الانسانية الناصعة التي يتمتع بها الوجه الأردني، بمواقفه المعبرة عن الاعتدال الاسلامي والوسطية، التي كانت غائبة غيابا عفويا أو مقصودا في وسائل الاعلام تلك.
بعد زفاف عريسنا الشهيد الطيار معاذ الكساسبة، عدنا بقوة الى المشهد الاعلامي الذي جعل من الأردن كله شاشة عالمية ثابتة، تنقل على مدار الساعة كل ما يدور على الساحة الشعبية والرسمية الأردنية.. الآن وقت كتابة هذه المقالة أتوقف، لسماع فقرة أولى في الدرس الأردني الأهم الذي يقدمه الأردنيون للعالم، وهذا هو جودت الكساسبة شقيق الطيار الشهيد، يتحدث للتلفزيون الأردني باتصال هاتفي، ويعزي كل الأردنيين بوفاة شقيقه معاذ، ويهنئهم بشهادته، ويقدم نفسه متطوعا لمحاربة الارهاب الأعمى، ويذكر الأردنيين بأن الرد الأبلغ على هذه الطغمة المجرمة هو بالالتفاف حول القيادة الأردنية والجيش العربي، داعيا الجميع عدم السماح للمجرمين أن يتاجروا باستشهاد الطيار البطل خدمة لأجندة الاجرام والارهاب..ومثل هذه المواقف الرجولية الوطنية من ذوي الشهيد ليست بغير المتوقعة، فهؤلاء هم أهل معاذ كلهم جنود أردنيون أوفياء، لا يقبلون بالتخلف عن الصفوف الأولى في الذود عن الحمى الأردني..
هذه مواقف الإدهاش الأردني، التي يجب أن يفهمها المجرمون الذين راهنوا على ظلامية نفوسهم وقلوبهم وأفكارهم.
عاش الملك عاش الوطن وعاش الشهيد الشامخ، الذي ما زالت روحه تحلق في سماء وطن الرباط والاستشهاد، وتسمو في سموات المؤمنين من كل دين..
طوبى للشهداء وللأردنيين الصابرين المؤمنين المحتسبين الذين قدموا أرواحهم فداء لنا ولأبنائنا.. ورغم كل المحن ما بدلوا تبديلا.


الدستور
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير