إنهم يغارون منا
جهاد المحيسن
جو 24 : راهن التنظيم الإرهابي "داعش"، منذ اللحظة الأولى لاختطاف الشهيد الطيار معاذ الكساسبة، على أن المجتمع الأردني سينقسم عمودياً وأن الأردنيين سيهبون في وجه دولتهم، ويهدمونها بأيديهم التي بنوها على مدى قرن من الزمان.
ولما فشل رهانهم على ذلك، عمدوا إلى طريقة بشعة في قتل الشهيد معاذ وهم بذلك يؤكدون على أوجه تشابه العقلية والأساليب بين المستوطنين المتطرفين اليهود في فلسطين المحتلة الذين أحرقوا الفتى المقدسي محمد أبو خضير حيا وبين مجرمي داعش الذين اغتالوا الطيار الشهيد معاذ "حرقا" فالإرهاب لادين له. الجريمتان تؤكدان أن للمجرمين رحما شيطانيا واحدا يخرجون منه لسفك الدماء الانسانية البريئة إرضاء لشهواتهم ورغباتهم وغرائزهم.
كانت تلك العصابات المجرمة التي تتقاطع بأفكارها مع أفكار العدو الصهيوني، تعتقد أن تنفيذ حكم الموت بهذه الطريقة، سيشعل الشارع الأردني، وأنه لا محالة من نهاية هذه الدولة على يد مجتمعها، والمثير ليست مراهنة "داعش" وحدها على هذه النهاية، بل ما سبقها من تحليلات ممن يقال عنهم إنهم "محللون استراتيجيون" عرب وأجانب، من أن الفوضى قادمة لا محالة.
وبعد أن خابت تحليلاتهم، شاهدنا وسمعنا على الفضائيات جيشا من المحللين، يستنكر البعض منهم شكل الوحدة الوطنية والالتفاف حول الوطن كموحّد لهذه الجماهير بعد معرفة استشهاد الطيار معاذ، لم يعجبهم ذلك بل إن البعض منهم أخذه الشطط، فذهب إلى أن الأردنيين والعشائر الأردنية على وجه الخصوص، بحكم طبيعتها المحافظة هي بيئة حاضنة لفكر "الدواعش"، ويستدلون بذلك على وجود بعض الجماعات منهم في السلط والزرقاء ومعان.
ما قدمه الأردنيون من نموذج في الوحدة الوطنية وفي عشق الإنسان والأرض، لم يرق لهم وينسون أن هذا البلد الطيب بأهله وقيمه، ينتفض بكل مشاعره للوقوف معهم عندما يسمع بأي حدث حول العالم فما بالك إذا كان الحدث عربياً أو أردنياً، فتكون ردود فعله مضاعفة وتكون بحجم الحدث.
لكن قدرنا أن البعض من السياسيين والمعلقين والمحدثين، يروننا بنصف عين، ولا يطيب لهم هذا الانسجام الاجتماعي الذي لا يفهمونه، ولذلك تراهم مثل "المستشرقين" في تحليل الواقع الاجتماعي الأردني.
لم يفهموا كلمات والد الشهيد العم صافي الكساسبة، الذي قدم نموذجاً ناصع البياض برأسه المرفوعة فوق كل الجراح، كعادة الأردنيين في المحن، نعم لن يشفي غل الأردنيين كل الدواعش ومن يدعمهم ومن يمولهم ومن يدربهم، لكن على العالم أن يفهم أننا مهما كان الخلاف بيننا وبين النهج السياسي لدولتنا، إلا أننا لن نهدم بيتنا بأيدينا كما فعل اليهود ويفعل الدواعش.
العناكب السوداء التي تزحف في كل مكان لن تغير من شخصيتنا، وعلى الذين يغارون منا أن يتعلموا معنى الشخصية الأردنية، فالغيرة قتلتهم !
(الغد)
ولما فشل رهانهم على ذلك، عمدوا إلى طريقة بشعة في قتل الشهيد معاذ وهم بذلك يؤكدون على أوجه تشابه العقلية والأساليب بين المستوطنين المتطرفين اليهود في فلسطين المحتلة الذين أحرقوا الفتى المقدسي محمد أبو خضير حيا وبين مجرمي داعش الذين اغتالوا الطيار الشهيد معاذ "حرقا" فالإرهاب لادين له. الجريمتان تؤكدان أن للمجرمين رحما شيطانيا واحدا يخرجون منه لسفك الدماء الانسانية البريئة إرضاء لشهواتهم ورغباتهم وغرائزهم.
كانت تلك العصابات المجرمة التي تتقاطع بأفكارها مع أفكار العدو الصهيوني، تعتقد أن تنفيذ حكم الموت بهذه الطريقة، سيشعل الشارع الأردني، وأنه لا محالة من نهاية هذه الدولة على يد مجتمعها، والمثير ليست مراهنة "داعش" وحدها على هذه النهاية، بل ما سبقها من تحليلات ممن يقال عنهم إنهم "محللون استراتيجيون" عرب وأجانب، من أن الفوضى قادمة لا محالة.
وبعد أن خابت تحليلاتهم، شاهدنا وسمعنا على الفضائيات جيشا من المحللين، يستنكر البعض منهم شكل الوحدة الوطنية والالتفاف حول الوطن كموحّد لهذه الجماهير بعد معرفة استشهاد الطيار معاذ، لم يعجبهم ذلك بل إن البعض منهم أخذه الشطط، فذهب إلى أن الأردنيين والعشائر الأردنية على وجه الخصوص، بحكم طبيعتها المحافظة هي بيئة حاضنة لفكر "الدواعش"، ويستدلون بذلك على وجود بعض الجماعات منهم في السلط والزرقاء ومعان.
ما قدمه الأردنيون من نموذج في الوحدة الوطنية وفي عشق الإنسان والأرض، لم يرق لهم وينسون أن هذا البلد الطيب بأهله وقيمه، ينتفض بكل مشاعره للوقوف معهم عندما يسمع بأي حدث حول العالم فما بالك إذا كان الحدث عربياً أو أردنياً، فتكون ردود فعله مضاعفة وتكون بحجم الحدث.
لكن قدرنا أن البعض من السياسيين والمعلقين والمحدثين، يروننا بنصف عين، ولا يطيب لهم هذا الانسجام الاجتماعي الذي لا يفهمونه، ولذلك تراهم مثل "المستشرقين" في تحليل الواقع الاجتماعي الأردني.
لم يفهموا كلمات والد الشهيد العم صافي الكساسبة، الذي قدم نموذجاً ناصع البياض برأسه المرفوعة فوق كل الجراح، كعادة الأردنيين في المحن، نعم لن يشفي غل الأردنيين كل الدواعش ومن يدعمهم ومن يمولهم ومن يدربهم، لكن على العالم أن يفهم أننا مهما كان الخلاف بيننا وبين النهج السياسي لدولتنا، إلا أننا لن نهدم بيتنا بأيدينا كما فعل اليهود ويفعل الدواعش.
العناكب السوداء التي تزحف في كل مكان لن تغير من شخصيتنا، وعلى الذين يغارون منا أن يتعلموا معنى الشخصية الأردنية، فالغيرة قتلتهم !
(الغد)