2024-08-28 - الأربعاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

حديث الطراونة

جهاد المحيسن
جو 24 :

لا يمكن تصديق ما صدر عن رئيس الوزراء في مقابلته على محطة رؤيا الفضائية وقوله بأنه غير مكترث بدعوات القوى المعارضة السياسية لمقاطعة الانتخابات، فهذا الحديث لا يمكن فهمه إلا من باب التصريحات التي تأتي في سياق الغيبوبة السياسية، إذا إنه من المستحيل في مثل هذه الظروف أن يعلن رئيس الوزراء عن عدم اكتراثه لمشاركة المعارضة في الانتخابات النيابية المقبلة.
ولكن رئيس الوزراء يصر على المضي في فلتته السياسية ويشير إلى أن المشاركة في الدول الديمقراطية لا تتجاوز في أغلب الأحيان الـ 55 %، وهذا الحديث صحيح، لكن ربما يجهل دولة الرئيس أن الجسم الأساسي في الانتخابات في الغرب يعتمد على الأحزاب والقوى السياسية والمعارضة التي تصطف تلقائيا بحسب موقعها من السلطة، والكم الذي تحصده من المقاعد البرلمانية في انتخابات نزيهة.
الغرب يعي تماما أن ممثليه والحزب الذي سيشكل الحكومة، سوف يقومون بمهمتهم على أكمل وجه، إرضاء لجمهور الناخبين، لأن عكس ذلك يعني نهاية الحزب السياسية والبرلمانية، ويبدو أن الجميع في الأردن يستشهد بالغرب، بما يخص بعض الإجراءات الشكلية، ولكنه يرفض تماما فكرة المشاركة السياسية التي تفرضها الجماهير في الغرب من خلال ممثليها، في الحكومات البرلمانية التي تتشكل!
رئيس الوزراء الذي خبر التجربة الأميركية في الحكم لم يبحث بشكل جوهري عن السبب في انخفاض نسبة التصويت في الانتخابات الاردنية، فمثلا لا يوجد أميركي واحد يشكك في نزاهة الانتخابات هناك، ولا يوجد واحد يحتج على قانون الانتخابات، أما في الأردن فإن هناك مفارقة تشير إلى أن توافقا وطنيا لم يحدث في يوم من الأيام بقدر التوافق على أمرين؛ قانون الانتخاب الذي رفضته القوى الشعبية والسياسية وأعلنت مقاطعتها للانتخابات، والأمر الثاني موقف حكومة الطراونة الرافض للاصلاح.
ويبدو أن الحكومة برئاسة الطراونة تصر على ركوب رأسها ورمي كل الرسائل الرافضة لجملة القوانين والقرارات التي تتخذها الحكومة. وبكل صراحة فإن الحكومة تغرد خارج السرب وهي بذلك تنهي كل فرص الإصلاح المتبقية وتتعامل مع المواطن على اعتبار أنه بقرة حلوب عندما تزيد من الأعباء المالية عليه، كما نرى التناقض في التصريحات بين الرئيس الطراونة ووزير خارجيته ناصر جودة حول الشأن السوري؛ ففي براغ قال الرئيس بأن الحوار لا يجدي نفعا ولا يصلح أن يكون مدخلا لحل الأزمة في سورية، وقام وزير الخارجية ناصر جودة بتفريغ تصريحات الرئيس من محتواها عندما اتهم على هامش مؤتمر صحفي مع نظيره البريطاني وليام هيج الإعلام بتحريف تصريحات الطراونة قائلا إن دعوة الطراونة لتدخّل مجلس الأمن لا تعني المطالبة بتدخل عسكري.



(الغد)

تابعو الأردن 24 على google news