ردا على اسامة الرنتيسي .. عمتي حمدة
م. أسعد البعيجات
جو 24 : من ميزات جيل أمهاتنا، خالاتنا، عماتنا وجدّاتنا الخجل والحياء المتطرف الجميل في أبهى صوره ومن تلك النماذج التي لا تغيب عن ذاكرتي عمتي حمده - رحمها الله -
كانت تردي الحجاب بطريقه التلثيم وكأنها من أبناء البادية الاردنية، وكأنها فلاح رسم التعب والكد ملامح وجهه، وكأنها حصّاد من مغاريب السلط يلتحف قمح السهول وشمس الصيف الحارقة .
ومن ذكرياتي معها انني رافقتها مره لأخذ صورة شخصية لها عند استديو الحياري في شارع اليرموك لإنجاز معاملة جواز سفر لتجديده لأداء فريضة الحج ، حياءها لم يسعفها ان تنظر الى الكاميرا فجاءت الصورة وهي تنظر الى الجهة الاخرى فأعادها المصور فكانت مراراً وتكراراً بنفس الطريقة.
اذكر كذلك في احدى المرات عندما كانت في زيارة لنا في منطقة الصوانية حيث بيتها في منطقة الميدان شارع الخضر. غادرت بيتنا مع بِدأ تساقط حبات الثلج ومع عجقة بداية التساقط ومقابل مديرية اشغال البلقاء على الشارع الرئيسي توقفت لها سيارة نجدة " شرطة " وقال لها الشرطي : وين بدك يا حجة فما كان منها أن هربت ولم تكلمه وأثرت ان تنتظر الباص العام وعندما قيل لها : كان ركبت معهم يا عمه فقالت والخجل يقطُر من وجنتيها " كيف بدي اركب معهم وكيف بدي انزل من سيارة شرطة امام الحارة .. يا عيب الشوم " فقطعت نصف المسافة مشياً حتى استدركها باص النقل العام عند محددة ابو سمير مقابل مدرسة الحسناء.... حتى الاكل في المطاعم كان يصنف عندها من العيب وقلة الهيبه .
أنهينا الثانوية العامة وانتقلنا الى الجامعة فوجدنا نماذج كثيرة من إخواتنا في جامعتنا الاردنية ممن ينتمين الى مدرسة الحياء والخجل متحجبات وغير متحجبات ينقلن صور جميلة من صور عماتنا وخالاتنا حتى اصبح سلوكهن عُرف دارج بين طلبة الجامعات فتجد لهن أماكن مخصصة في قاعات التدريس ، تجمعات الطلبة ، ممرات خاصة في درج الكليات حتى لا يصطدم طالب بطالبة.
وحتى داخل كافتيريا الجامعة تجدهن يتناولن وجباتهن من وراء ستار روحاني وليس من وراء ستار من القماش الذي لا يغني ولا يسمن من جوع عند غياب الضمير ..كل ذلك يحصل دون وجود هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، لا انت اجلس هناك، ولا أنتِ اجلسي هنا . كانت وما زالت شرطة الضمير والأخلاق هي من تُسير تلك القلوب والنفوس، اصيلة المعدن فلا يوجد شرطة على أبواب القاعات ولا في سكويرات الجامعات ولا على اول الدرج ولا اخره.
اصبحنا الان في زمن ننتقص من السلوك الفطري والطبيعي لأبناء وبنات أُمتنا وننعته بالسلوك الرجعي والمتخلف عند بعض كتاب الدعشة الفجائية حتى نحن كمواطنين عاديين وننسِبهُ الى التطرف وانه سلوك غير سوي ورجعي أقول اننا نستمد أخلاقنا وحياءنا من عاداتنا وتقاليدنا نستمدها من خجولة تراب ارضنا في فصل الربيع ومن شموخ جبالنا ومن رائحة شيح صحرائنا، من حضرنا وريفنا وباديتنا قبل نور و هداية و سماحة إسلامنا.
" بُعثت ل أتمم مكارم الأخلاق " .
رحمك الله عمتي حمده...
نسأل ان لا ندرك ذلك الزمن الذي يُصنف فيها اعمالك وسلوكياتك على انها رجس من عمل الشيطان وتطرف وسلوك داعشي تقشعر منه الابدان !
كانت تردي الحجاب بطريقه التلثيم وكأنها من أبناء البادية الاردنية، وكأنها فلاح رسم التعب والكد ملامح وجهه، وكأنها حصّاد من مغاريب السلط يلتحف قمح السهول وشمس الصيف الحارقة .
ومن ذكرياتي معها انني رافقتها مره لأخذ صورة شخصية لها عند استديو الحياري في شارع اليرموك لإنجاز معاملة جواز سفر لتجديده لأداء فريضة الحج ، حياءها لم يسعفها ان تنظر الى الكاميرا فجاءت الصورة وهي تنظر الى الجهة الاخرى فأعادها المصور فكانت مراراً وتكراراً بنفس الطريقة.
اذكر كذلك في احدى المرات عندما كانت في زيارة لنا في منطقة الصوانية حيث بيتها في منطقة الميدان شارع الخضر. غادرت بيتنا مع بِدأ تساقط حبات الثلج ومع عجقة بداية التساقط ومقابل مديرية اشغال البلقاء على الشارع الرئيسي توقفت لها سيارة نجدة " شرطة " وقال لها الشرطي : وين بدك يا حجة فما كان منها أن هربت ولم تكلمه وأثرت ان تنتظر الباص العام وعندما قيل لها : كان ركبت معهم يا عمه فقالت والخجل يقطُر من وجنتيها " كيف بدي اركب معهم وكيف بدي انزل من سيارة شرطة امام الحارة .. يا عيب الشوم " فقطعت نصف المسافة مشياً حتى استدركها باص النقل العام عند محددة ابو سمير مقابل مدرسة الحسناء.... حتى الاكل في المطاعم كان يصنف عندها من العيب وقلة الهيبه .
أنهينا الثانوية العامة وانتقلنا الى الجامعة فوجدنا نماذج كثيرة من إخواتنا في جامعتنا الاردنية ممن ينتمين الى مدرسة الحياء والخجل متحجبات وغير متحجبات ينقلن صور جميلة من صور عماتنا وخالاتنا حتى اصبح سلوكهن عُرف دارج بين طلبة الجامعات فتجد لهن أماكن مخصصة في قاعات التدريس ، تجمعات الطلبة ، ممرات خاصة في درج الكليات حتى لا يصطدم طالب بطالبة.
وحتى داخل كافتيريا الجامعة تجدهن يتناولن وجباتهن من وراء ستار روحاني وليس من وراء ستار من القماش الذي لا يغني ولا يسمن من جوع عند غياب الضمير ..كل ذلك يحصل دون وجود هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، لا انت اجلس هناك، ولا أنتِ اجلسي هنا . كانت وما زالت شرطة الضمير والأخلاق هي من تُسير تلك القلوب والنفوس، اصيلة المعدن فلا يوجد شرطة على أبواب القاعات ولا في سكويرات الجامعات ولا على اول الدرج ولا اخره.
اصبحنا الان في زمن ننتقص من السلوك الفطري والطبيعي لأبناء وبنات أُمتنا وننعته بالسلوك الرجعي والمتخلف عند بعض كتاب الدعشة الفجائية حتى نحن كمواطنين عاديين وننسِبهُ الى التطرف وانه سلوك غير سوي ورجعي أقول اننا نستمد أخلاقنا وحياءنا من عاداتنا وتقاليدنا نستمدها من خجولة تراب ارضنا في فصل الربيع ومن شموخ جبالنا ومن رائحة شيح صحرائنا، من حضرنا وريفنا وباديتنا قبل نور و هداية و سماحة إسلامنا.
" بُعثت ل أتمم مكارم الأخلاق " .
رحمك الله عمتي حمده...
نسأل ان لا ندرك ذلك الزمن الذي يُصنف فيها اعمالك وسلوكياتك على انها رجس من عمل الشيطان وتطرف وسلوك داعشي تقشعر منه الابدان !