ثلج وكهرباء..

جو 24 : في الأسبوع الماضي؛ الذي عبرت فيه وسائل إعلام رسمية وغيرها عن جاهزية مبنية على الإختصاص، باءت جهود بالفشل، حيث قررت «فلحة» وأخواتها الابتعاد عن المنطقة، فأمطرتنا الدنيا بوابل من طين بدل الثلج، وشاهدت وسمعت مذيعين ومذيعات عبر أثير وفضاء الأردن، يمضغون كلمات التأهب والاستعداد لمواجهة «فلحة» التي هربت من ألسنتهم، ونأت بنفسها عن كل غيبة ونميمة ..
هذا الأسبوع ظهرت تلك الطواقم من المذيعين والمذيعات بذات الصورة، ويبدو أنهم متأكدون هذه المرة، فبدأوا «إمطارنا» بالارشادات والاحاديث الثلجية الباعثة على الغثيان، واليوم كلنا على موعد مع منخفض من أصل إعلامي، يتداول فيه الاعلاميون حوالي 10 مصطلحات، وتتم مصادرة الفضاء والأثير وتثبت صورة «ثلج» وأغنية فيروز «عم بتشتي الدنيا ثلج».. ولا بواك على الذائقة او المهنية، كل القضايا تغيب لمدة قد تطول الى أسبوع منذ اليوم، والجميع يبشرنا بأن العاصفة «ساحقة وماحقة» وسوف تشل الحياة العامة..على شللها المقيم.
أنا قلق على المنخفض القادم، وعلى الكهرباء، لا أعلم لماذا تجتاحني حالة من «طمأنينة» بأن الكهرباء ستتكفل بهم هذه المرة، وسوف تنقطع عن كثير من الأحياء، فيبرد «سارقو الكهرباء»، وتنطفىء «التلفزيونات»، ونرتاح من غثيان الارشادات وخطابات الهمة، وإطلالات رئيس بلدية عمان التي تزيد المشهد سوريالية..
اليوم الخميس؛ وقررت الحكومة أن ينتهي الدوام في الساعة 12 ظهرا، لتتسنى الفرصة لانطلاق مهيب لمهرجان إعلامي مزعج، وهي فرصة لأجمع الأطفال في غرفة واحدة، وأحشد ما استطعت من نفس روائي، وأذكر لهم كل الموروث الشعبي المحلي والعالمي، حول حكايات «نص نصيص» و «أبو رجل مسلوخة» و»الغولة» و»جحا».. بالطبع سأحدثهم عن «ققص الأنبياء» اطمئنوا..سيدخل الأطفال عنوة في «دورة» قصصية، وسوف أجري لهم اختبارا مع نهاية فترة «البيات القسري»، وأتمنى أن تكون الكهرباء مقطوعة في حينا..
أعطوني ثلجا وعتمة إعلامية، وأنا أتعهد بإعادتكم الى العصور البدائية..وأنت يا راعي الغنم اعطني الناي وغني:
ثلج ورعد وبرق وريح
الدنيا «برا وجوا» مجنونة..مجنونة.
الدستور