jo24_banner
jo24_banner

السكّين

كامل النصيرات
جو 24 : الغضب يستبدّ بي ..الشرر يتقادح من عينيّ..من الآخر : مولعة معي؛ وقبعّتْ ليوم التقبيع ..! أين السكّين ..؟ لن أسكت..وسأجعل السكين تعمل عمايلها الآن ..! لكن أين هي السكين ..؟ أكيد موجودة بالمطبخ ولأن (ضوي منعمي) فأنا لا أراها ..
زوجتي و أولادي لم يستطيعوا الاقتراب منّي بسبب الوضع الهستيري الذي كنتُ به ..كلّهم مستسلمون لي و أنا شادّ على حالي ..وللأمانة لم يساعدني أحدهم في البحث عن السكين ..ووجدتها لحالي ..
أمسكتها ..تأملتها ..عملتُ فيها حركتين فوقاً و تحتاً في الخفاء كأنني لاعب سيرك محترف ..تذكرتُ ..نعم تذكرت لماذا أريد السكين ..غضبي يزداد ..صرختُ بلا وعي و بصوت زلل الجدران و الجيران : وينكم ؟؟ ..هرولت زوجتي و أولادي إليّ و الدموع في عيونهم ..رعب لا مثيل له ..قلت لهم : من وين حابين نبدأ ..؟ لم يردّ عليّ أحد ..زوجتي تريد أن تنقذ الموقف و تتكلّم فصرختُ فيها : أنت بالذات ولا كلمة ..لو كنتِ ما بدك يصير هيك موقف كان طبختي ..بس إلا تجبريني على هيك موقف..يلا يا أولادي ؛انت جهزْ البندورة و انت الخيار و انت الليمون و انت الخس ..سأعلمكم كيف نستخدم السكين في عمل السلطة دون أن ننجرح ولا حتى شخط ..!
انطلق الأولاد كالملائكة ينتشرون بنشوة و فرح يجهزون ما طلبته منهم ..وأحدهم يغنّي : أنا البندورة الحمرا ...ذهبتُ اشعلتُ التلفزيون المثبت مسبقاً على إحدى القنوات الإخبارية ..مشهد لسكاكين كثيرة لملثمين و هم يضعونها على رقاب أشخاص يلبسون البرتقالي ...
انهيار ..لا أصدّق ..رميتُ السكين التي بيدي بسرعة ..وعندما شاهدتُ أولادي قادمين نحوي غطيتُ شاشة التلفزيون بظهري حتى لا يرون ما رأيت ..قال أحدهم : يلا يا بابا نبلّش ..قلتُ لهم و الدموع في عينيّ : لقد تم تأجيل أو إلغاء درس استخدام السكين في صنع السلطة ..وسأعلمكم الآن كيف "تفغمون"البندورة بلا سكين وبلا طرطشة ..!

kamelnsirat@yahoo.com
تابعو الأردن 24 على google news