من يعيدُ الهيبةَ لصحن الحُمّص..؟
شبّ في ذاكرتي اليوم صحنُ الحمّص. كنتُ أنا على الأغلب من يذهب صباحاً ويصطفّ على الدور عند مطعم (أبو مدين) في البقعة أحياناً كثيرة. لم نكن نشتري مع الحمّص فلافل إلاّ ما ندر؛ ولكنّ (أبو مدين) كان يضع في منتصف الصحن حبّة فلافل؛ كنتُ في البداية آكلها بالطريق ولكن آثار جريمتي تبدو واضحة لأن حبّة الفلافل تخلِّف مكانها إمّا فراغاً أو أن مكانها يصبحُ غير منظّم وغير مُرتّب وهذا مخالف لشروط صحن الحمّص..!
بعد أن راجعني أهلي في الأمر؛ اعترفتُ لهم بما كنتُ أقوم به؛ والشهادة لله أنهم سامحوني على ما فات بشرط ألا أعيدها ومن هنا بدأت المشكلة.. من يأكل حبة الفلافل؟ كل يوم هوش وغوش وقصّة بين إخوتي على حبّة الفلافل..الكلّ يريدها..حتى الالتزام بأن تكون كل يوم من نصيب واحدٍ منهم لم تنجح فقد كان هناك من يتسابق عليها بلا أدنى مسؤولية بالقرارات الصادرة من القيادة العليا للبيت ..!
أعترف بعد كل هذه السنوات إنني قمتُ بمؤامرة كبرى بيني وبيني. صدر القرار بأن أطلب من (أبو مدين) ألاّ يضع حبة فلافل في صحن الحمّص درءاً للمفاسد؛ وعندما طالبتُ بأن آكله بالطريق ويا دار ما دخلك شرّ؛ رفض الجميع؛ يريدون صحن الحمّص بلا حبّة فلافل..لذا قلتُ لـ (أبو مدين) : يسلّم عليك أبوي ويحكيلك أعطيني حبّة الفلافل بإيدي ..ولم يعلم أحد للآن إنني تناولتُ عشرات الحبّات وفضضتُ النزاع العائلي وأعدتُ الهيبة لصحن الحمّص وأنا المستفيد الأكبرُ من كلّ هذا..!
فهل تشبهُ قصتي هذه ما يدور في مكان ما في العالم أم إنني واهم..؟
الدستور