تذكرة ون وي الى المريخ ..
ابراهيم عبدالمجيد القيسي
جو 24 : لا أعلم ما ستكون عليه الحال، لو تقدم ذلك العالم الكبير الذي أنكر «علينا» دوران الأرض حول نفسها، كما أنكر على «ارمسترونج» الوصول الى القمر، وقرَّع السامعين بأن «وين عقولكو يا جماعة الخير؟!».. كيف ستكون الحال معه لو ذهب الى المريخ ضمن الرحلة التي أعلنت عنها شركة هولندية، تحت شعار هجرة الى المريخ بلا عودة؟.. سيرفض العالم الكبير بلا شك، وربما يقول: إنكم تنفون حكمة وآية تفيد بأن الله خلقنا؛ وجعلنا شعوبا وقبائل لنتعارف، ويتحدث عن المنطق والعقل بدليل بديهي دامغ مقنع للورعين: لا شعوب ولا قبائل على المريخ.
من 100 بلد؛ لدى الشركة الهولندية 10 آلاف راغب في مثل هذه الرحلة، التي ستنطلق قافلتها الأولى عام 2023، ويخضع المرشح لفترة 7 سنوات للتدرب على مثل هذه الرحلة، التي تقول الشركة بأنها ستكلفها 10 مليارات دولار، وأن القافلة الواحدة ستضم رجلين وامرأتين، وتترك لسكان المريخ الجدد قرار إنجاب الأطفال..روح يا شيخ معهم..روح واعقد لهم عقدا عرفيا كي لا ينجبون شعوبا وقبائل من «ابناء حرام».
محمد سلام هو مواطن مصري، مرشح لهذه الرحلة، ولدى سؤاله قال بأنه يريدها، كيّ يرفع من شأن بلده وأمته، إي والله ..هكذا سمعته يقول لأحد المذيعين وعلى الهواء، الرجل يريد أن يرفع من شأن بلده وأمته حين يذهب الى كوكب المريخ بلا عودة.
بينما يعلق معلقون «فضائيون جدا» بأنهم يتمنون لو تتاح لهم هذه الرحلة هروبا من «داعش»،ويقول أحد مواطني محمد سلام: حبذا لو يفتح المجال لكل شباب بلده في هذه الرحلة، لأن الشاب في بلده لو طالب بالتغيير يموت، وإن إحتج يموت، حتى لو قرر أن يحضر مباراة كرة قدم فإنه سوف يموت !.. هذا شاب لديه وجهة نظر في «التخابر» مع جهات داخلية وفي «الإسراء والمعراج» بلا شك.
الرحلة تمتد لمدة 7 أشهر في الفضاء، ثم الهبوط الى كوكب المريخ، ويفسر مدير تلك الشركة شرط «اللاعودة» بعدم توفر تكنولوجيا للعودة، وكأنه يتحدث عن عودة اللاجئين الفلسطينيين الى وطنهم فلسطين!.
الضجيج الباعث على الغثيان من كل أخبار، هو سيد الموقف على هذا الكوكب، وفي غمرة انشغال المواطن «الأرضي» بتفاهات العيش الكريم والموت الرحيم، تغيب نجوم عن التوقد في السماء، ولا وقت للمواطن الأرضي أن يراقب غياب النجوم، وهذه معضلة أخرى مطروحة على مائدة النقاش، فلماذا لا يقوم الكائن البشري بدوره في مراقبة مواقع النجوم؟! هذا تقاعس لا يتفق مع أحد تفسيرات الآيات: (فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ (الواقعة:75،76)).
ملاحظة أخيرة: الشركة الهولندية ما زالت تستقبل طلبات الترشح، ويشترط أن يكون عمر المرشح بين 22 الى 40 عاما، ورسوم الطلب 38 دولارا «امريكانيا».
أيها الشباب العرب: احموا الكوكب الأرضي، وانتشروا على كل نجوم المجرة، وامتطوا «براقا» لا يقودكم الى رحلة مصيرها «الردى»، وأرجو ممن يصادف كليبا أو جساسا أو ابن لادن أو البغدادي أن يرسل رسالة الى «ناسا»..
هذا كوكبكم ينوء بسكانه وبالربيع الغاشم والضجيج والموت، فاحرسوه بلا عودة، وحدثونا عن العلاقة بين لون المريخ وطعم البطيخ.
-نسخة الى صحافة المريخ.
الدستور
من 100 بلد؛ لدى الشركة الهولندية 10 آلاف راغب في مثل هذه الرحلة، التي ستنطلق قافلتها الأولى عام 2023، ويخضع المرشح لفترة 7 سنوات للتدرب على مثل هذه الرحلة، التي تقول الشركة بأنها ستكلفها 10 مليارات دولار، وأن القافلة الواحدة ستضم رجلين وامرأتين، وتترك لسكان المريخ الجدد قرار إنجاب الأطفال..روح يا شيخ معهم..روح واعقد لهم عقدا عرفيا كي لا ينجبون شعوبا وقبائل من «ابناء حرام».
محمد سلام هو مواطن مصري، مرشح لهذه الرحلة، ولدى سؤاله قال بأنه يريدها، كيّ يرفع من شأن بلده وأمته، إي والله ..هكذا سمعته يقول لأحد المذيعين وعلى الهواء، الرجل يريد أن يرفع من شأن بلده وأمته حين يذهب الى كوكب المريخ بلا عودة.
بينما يعلق معلقون «فضائيون جدا» بأنهم يتمنون لو تتاح لهم هذه الرحلة هروبا من «داعش»،ويقول أحد مواطني محمد سلام: حبذا لو يفتح المجال لكل شباب بلده في هذه الرحلة، لأن الشاب في بلده لو طالب بالتغيير يموت، وإن إحتج يموت، حتى لو قرر أن يحضر مباراة كرة قدم فإنه سوف يموت !.. هذا شاب لديه وجهة نظر في «التخابر» مع جهات داخلية وفي «الإسراء والمعراج» بلا شك.
الرحلة تمتد لمدة 7 أشهر في الفضاء، ثم الهبوط الى كوكب المريخ، ويفسر مدير تلك الشركة شرط «اللاعودة» بعدم توفر تكنولوجيا للعودة، وكأنه يتحدث عن عودة اللاجئين الفلسطينيين الى وطنهم فلسطين!.
الضجيج الباعث على الغثيان من كل أخبار، هو سيد الموقف على هذا الكوكب، وفي غمرة انشغال المواطن «الأرضي» بتفاهات العيش الكريم والموت الرحيم، تغيب نجوم عن التوقد في السماء، ولا وقت للمواطن الأرضي أن يراقب غياب النجوم، وهذه معضلة أخرى مطروحة على مائدة النقاش، فلماذا لا يقوم الكائن البشري بدوره في مراقبة مواقع النجوم؟! هذا تقاعس لا يتفق مع أحد تفسيرات الآيات: (فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ (الواقعة:75،76)).
ملاحظة أخيرة: الشركة الهولندية ما زالت تستقبل طلبات الترشح، ويشترط أن يكون عمر المرشح بين 22 الى 40 عاما، ورسوم الطلب 38 دولارا «امريكانيا».
أيها الشباب العرب: احموا الكوكب الأرضي، وانتشروا على كل نجوم المجرة، وامتطوا «براقا» لا يقودكم الى رحلة مصيرها «الردى»، وأرجو ممن يصادف كليبا أو جساسا أو ابن لادن أو البغدادي أن يرسل رسالة الى «ناسا»..
هذا كوكبكم ينوء بسكانه وبالربيع الغاشم والضجيج والموت، فاحرسوه بلا عودة، وحدثونا عن العلاقة بين لون المريخ وطعم البطيخ.
-نسخة الى صحافة المريخ.
الدستور
تابعو الأردن 24 على 
