لماذا تفشل المعارضة؟
فهد الخيطان
جو 24 : خيبة أمل الشعوب العربية بمعارضتها، فاقت أو تكاد خيبتها بالأنظمة، سواء كان هذا في الدول التي انتصرت فيها الثورات، أو تلك التي ما تزال تكافح من أجل نيل حريتها.
ليبيا التي عانت من الدكتاتورية والاستبداد لنحو أربعة عقود، تحولت بعد الثورة على القذافي إلى دولة فاشلة تتصارع فيها قوى المعارضة على السلطة والنفوذ. وفي دوامة هذا الصراع تقترب ليبيا من التفكك والضياع، ويموت من أهلها اليوم أكثر مما كان يسقط أيام حكم العقيد المختل.
في سورية التي تدور فيها حرب مهلكة، تحولت المعارضة هناك إلى مسخرة؛ فصائل تتنافس على الولاء الخارجي، وكتائب تبيع وتشتري بالمقاتلين البسطاء. أعداد القتلى في حروبها الداخلية يفوق ما يسقط في المواجهات مع قوات النظام. كل ذلك يحدث وماتزال "الثورة" لم تنتصر بعد. كيف يكون الحال لو سقط النظام ودانت لها السيطرة؟ أي مصير ينتظر السوريين حينها؟
المعارضة في العالم العربي مثل عديد الأنظمة ليست جديرة بثقة الجماهير؛ فشلت بعد أن وصلت للسلطة، وأحيانا قبل أن تصل.
تونس استثناء، لكن الملاحظ أن حال المعارضة في الدول التي لم تشهد تغييرا ثوريا، أفضل قليلا من حال مثيلاتها في دول "الربيع العربي".
هنا يكمن السؤال المحير: لماذا تفشل المعارضة في بلداننا عندما تتاح لها فرصة تولي الحكم؟
يستطيع الباحثون أن يسردوا عشرات الأسباب لتشخيص أزمة المعارضة، وقد صارت محفوظة للجميع، لكثرة ما تم ترديدها في نقاشات المثقفين في مرحلة مابعد الربيع العربي. لكن، مع ذلك الحيرة لاتفارقنا، ومانزال نشعر أن هناك غموضا لم يتبدد يحول دون فهم ما يدور. وإلا بماذا نفسر استمرار الأزمة مادامت أسبابها معروفة؟!
يقول ساسة وباحثون إن الفوضى مرحلة من مراحل التغيير لابد من المرور بها، قبل ولوج مرحلة الاستقرار والتحول الديمقراطي.
ربما يكون هذا صحيحا، لكن كيف لمعارضة تحول بلادها مسرحا لحرب أهلية أن تحوز على ثقة شعبها في المستقبل؟
في دول مثل ليبيا واليمن، نالت المعارضة كل دعم ممكن من الداخل والخارج، غير انها لم تفلح في استثماره لبناء الإجماع الوطني وعبور المرحلة الانتقالية بسلام، على غرار تجارب التحول الديمقراطي في أوروبا الشرقية.
تجربة الثورات الشعبية في العالم العربي اخفقت في محاكاة جميع النماذج السابقة؛ أميركا اللاتينية، وأوروبا الشرقية، وتجارب التغيير في دول آسيوية.
النتائج في الميدان لا تحوي أننا بصدد فوضى عابرة، ومن بعدها الاستقرار. وإن كان ذلك بالفعل، فهو استقرار يطابق الحالة قبل الثورات. في اليمن يطل "العقيد" برأسه من جديد. وفي ليبيا يوشك "اللواء" على الإمساك بزمام السلطة. في مصر كان للضباط ما أرادوا. أما في سورية، فكم من لواء وعقيد يتصارعون على السلطة.
ثمة أنظمة عربية صمدت عقودا قبل أن تنهار، بينما المعارضة تخسر ثقة الشعوب قبل أن تجلس على كراسي الحكم.
(الغد)
ليبيا التي عانت من الدكتاتورية والاستبداد لنحو أربعة عقود، تحولت بعد الثورة على القذافي إلى دولة فاشلة تتصارع فيها قوى المعارضة على السلطة والنفوذ. وفي دوامة هذا الصراع تقترب ليبيا من التفكك والضياع، ويموت من أهلها اليوم أكثر مما كان يسقط أيام حكم العقيد المختل.
في سورية التي تدور فيها حرب مهلكة، تحولت المعارضة هناك إلى مسخرة؛ فصائل تتنافس على الولاء الخارجي، وكتائب تبيع وتشتري بالمقاتلين البسطاء. أعداد القتلى في حروبها الداخلية يفوق ما يسقط في المواجهات مع قوات النظام. كل ذلك يحدث وماتزال "الثورة" لم تنتصر بعد. كيف يكون الحال لو سقط النظام ودانت لها السيطرة؟ أي مصير ينتظر السوريين حينها؟
المعارضة في العالم العربي مثل عديد الأنظمة ليست جديرة بثقة الجماهير؛ فشلت بعد أن وصلت للسلطة، وأحيانا قبل أن تصل.
تونس استثناء، لكن الملاحظ أن حال المعارضة في الدول التي لم تشهد تغييرا ثوريا، أفضل قليلا من حال مثيلاتها في دول "الربيع العربي".
هنا يكمن السؤال المحير: لماذا تفشل المعارضة في بلداننا عندما تتاح لها فرصة تولي الحكم؟
يستطيع الباحثون أن يسردوا عشرات الأسباب لتشخيص أزمة المعارضة، وقد صارت محفوظة للجميع، لكثرة ما تم ترديدها في نقاشات المثقفين في مرحلة مابعد الربيع العربي. لكن، مع ذلك الحيرة لاتفارقنا، ومانزال نشعر أن هناك غموضا لم يتبدد يحول دون فهم ما يدور. وإلا بماذا نفسر استمرار الأزمة مادامت أسبابها معروفة؟!
يقول ساسة وباحثون إن الفوضى مرحلة من مراحل التغيير لابد من المرور بها، قبل ولوج مرحلة الاستقرار والتحول الديمقراطي.
ربما يكون هذا صحيحا، لكن كيف لمعارضة تحول بلادها مسرحا لحرب أهلية أن تحوز على ثقة شعبها في المستقبل؟
في دول مثل ليبيا واليمن، نالت المعارضة كل دعم ممكن من الداخل والخارج، غير انها لم تفلح في استثماره لبناء الإجماع الوطني وعبور المرحلة الانتقالية بسلام، على غرار تجارب التحول الديمقراطي في أوروبا الشرقية.
تجربة الثورات الشعبية في العالم العربي اخفقت في محاكاة جميع النماذج السابقة؛ أميركا اللاتينية، وأوروبا الشرقية، وتجارب التغيير في دول آسيوية.
النتائج في الميدان لا تحوي أننا بصدد فوضى عابرة، ومن بعدها الاستقرار. وإن كان ذلك بالفعل، فهو استقرار يطابق الحالة قبل الثورات. في اليمن يطل "العقيد" برأسه من جديد. وفي ليبيا يوشك "اللواء" على الإمساك بزمام السلطة. في مصر كان للضباط ما أرادوا. أما في سورية، فكم من لواء وعقيد يتصارعون على السلطة.
ثمة أنظمة عربية صمدت عقودا قبل أن تنهار، بينما المعارضة تخسر ثقة الشعوب قبل أن تجلس على كراسي الحكم.
(الغد)