الأسانسير
كامل النصيرات
جو 24 : في العمارة التي أسكن فيها (أسانسير) مثل غالبية العمارات الحديثة في عمّان ..وللحقّ أن (أسانسيرنا) (يطلّع و ينزّل ) مثل بقيّة الأسانسيرات أيضاً ..ولأنني طوال حياتي مُبتلى بمراقبة النازل و الطالع ؛ فقد أُبتليتُ بهذا الأسانسير الذي حوّلني إلى شخص كثير الدعاء ..! أمّا كيف ؟ فسأقصّ عليكم الحكاية :-
هذا الأسانسير يشبه شيئاً ما في وطني ..صحيح ينزّل و يطلّع ..و يرفع ناساً و ينزّل ناساً ؛ لكنه كثير ( الحَرَد) ..يا الله ما أكثر زعلاته ..ولازم ولا بدّ أن تكون (ستاند باي) له في كل لحظة ..لأنه وأنت في عزّ حاجتك له يخذلك و يتعطّل ..وتبقى في حالة دعاء مستمرة أن يرجع الأسانسير (ينزّل و يطلّع ) مثل شيء ما في وطني..!
منذ أسبوعين وأكثر وهو معطّل ومعطّل حياتي معه ..وهذه أكثر مدّة زمنية يتعطّل فيها ..ليست المشكلة في النزول ..فالأسانسير كالأوطان ؛ لست بحاجة إليها وقت النزول على الغالب ..ولكنك بحاجتها وأنت تطلع ..وأنت ترتفع ..وأنت تحمل أشياءك التي بيديك وعلى رأسك و بداخلك ..فإن صعدت ..تصعد وأنت تلهث ..وإن وصلتَ إلى شقتك في الطابق الرابع فإنك تكون بحالة أقرب إلى ( الشريطة ) التي لا قوّة ولا (مروّة) فيها ..و تحتاج إلى إغماءة كي تستعيد وعيك و تعود رويداً رويداً إلى عالم الأحياء بكامل زهوك ..!
جاري الجميل ابو غيث كان حتّى عطل الأسانسير الأخير هو مسؤول كل شيء في عمارتنا ..نغلبه و يتغلّب ..يتحمّل كل تفاصيل عذاباتنا ..ولكنه ولأسباب أشجبها وأستنكرها أعاد مقاليد الأمور إلى جاري الجميل أيضاً أبو عمر الذي لم ألتقه للآن رغم الستة سنوات التي لي في العمارة ..
سأبقى ألهث ..وأبقى أتحسّب لأي أكياس أحملها وأنا عائد للبيت ..و سيبقى الأسانسير ينزّل و يطلّع بمزاجه وكأنه يشبه شيئاً ما في وطني..وحين لا يريد لي أن (أطلع) فإنه سيحرد و يعطيني درساً قاسياً في الرياضة الإجبارية ..
الدستور
هذا الأسانسير يشبه شيئاً ما في وطني ..صحيح ينزّل و يطلّع ..و يرفع ناساً و ينزّل ناساً ؛ لكنه كثير ( الحَرَد) ..يا الله ما أكثر زعلاته ..ولازم ولا بدّ أن تكون (ستاند باي) له في كل لحظة ..لأنه وأنت في عزّ حاجتك له يخذلك و يتعطّل ..وتبقى في حالة دعاء مستمرة أن يرجع الأسانسير (ينزّل و يطلّع ) مثل شيء ما في وطني..!
منذ أسبوعين وأكثر وهو معطّل ومعطّل حياتي معه ..وهذه أكثر مدّة زمنية يتعطّل فيها ..ليست المشكلة في النزول ..فالأسانسير كالأوطان ؛ لست بحاجة إليها وقت النزول على الغالب ..ولكنك بحاجتها وأنت تطلع ..وأنت ترتفع ..وأنت تحمل أشياءك التي بيديك وعلى رأسك و بداخلك ..فإن صعدت ..تصعد وأنت تلهث ..وإن وصلتَ إلى شقتك في الطابق الرابع فإنك تكون بحالة أقرب إلى ( الشريطة ) التي لا قوّة ولا (مروّة) فيها ..و تحتاج إلى إغماءة كي تستعيد وعيك و تعود رويداً رويداً إلى عالم الأحياء بكامل زهوك ..!
جاري الجميل ابو غيث كان حتّى عطل الأسانسير الأخير هو مسؤول كل شيء في عمارتنا ..نغلبه و يتغلّب ..يتحمّل كل تفاصيل عذاباتنا ..ولكنه ولأسباب أشجبها وأستنكرها أعاد مقاليد الأمور إلى جاري الجميل أيضاً أبو عمر الذي لم ألتقه للآن رغم الستة سنوات التي لي في العمارة ..
سأبقى ألهث ..وأبقى أتحسّب لأي أكياس أحملها وأنا عائد للبيت ..و سيبقى الأسانسير ينزّل و يطلّع بمزاجه وكأنه يشبه شيئاً ما في وطني..وحين لا يريد لي أن (أطلع) فإنه سيحرد و يعطيني درساً قاسياً في الرياضة الإجبارية ..
الدستور