اليمين اتجاه إجباري..
ابراهيم عبدالمجيد القيسي
جو 24 : انقشع غبار الدعاية الانتخابية الإسرائيلية، وذاب صقيع الانتظار وانكشف ما تحته، وتفاجأت العيون باندهاش مصطنع عما تمخض عنه المشهد الدولي بعد انقشاع الغبار وذوبان صقيع الترقب، والحقيقة المرّة بالنسبة لمعسكر السلام العالمي ما زالت قائمة ولم تتغير، وسوف يعودون جميعا لفرض حالة جديدة من الترقب، لن ينجلي غبارها إلا بعد عام ونصف العام أو عامين، وهو الموعد الجديد المضروب لانتخابات اسرائيلية مبكرة أخرى..
اليمين اتجاه اجباري للناخبين الاسرائيليين، وهو كذلك بالنسبة للفلسطينيين والعرب وإيران، وهذا ما تقوله كل الانتخابات في المنطقة، وعلى الرغم من هذا الالتزام الكبير باليمين المفضي الى التطرف، أو المراوحة والتأجيل والمماطلة في أفضل الأحوال، إلا أن مشروع السلام ورعاته ودعاته متشبثون بالريح التي لا تقودها سوى موجات ردود الفعل المتبادلة بين جهات يمينية متناقضة..
نتنياهو؛ كابوس السياسة الأمريكية قبل الفلسطينية والعربية والإيرانية، يعود لقيادة الحكومة الاسرائيلية التي لن يختلف أداؤها عما سلف منها، لكن يبدو أن نتنياهو قام «ببق البحصة» وارتاح من كثير من الضغوط اليمينية، ولم يكن تصريحه المتعلق بتخليه عن حل الدولتين مجرد دعاية انتخابية رفعت أسهمه الانتخابية، بل هو تحلل «استراتيجي» والتزام أكثر إجبارية باليمين وتطلعاته البعيدة عن أي سلام، وهذا وضع مزعج بالنسبة لأمريكا بالدرجة الأولى التي تتعرض لسوط «الأيباك» عند كل منعطف سياسي، ويبدو أن أوباما سيعجبه أن ينضم الى زوجته وينتظر بفارغ الصبر انتهاء فترة رئاسته ليعود الى حياته الطبيعية، بعد نفاد محاولات او احتمالات التغيير في الموقف الاسرائيلي من عملية السلام والحلول النهائية..
الظروف الدولية تشتعل من جديد، وتفسح مزيدا من ازدهار لليمين في المنطقة، فساعة الحسم في المفاوضات الايرانية الامريكية حول النووي الايراني وملفات أخرى لن تقدم أملا جديدا، وسوف تغلق بورصة شراء الوقت على مؤشرات يمينية عالية، فالقبضة الايرانية محكمة على مساحات النزاع، وفي الأشهر الأخيرة تحققت قفزات ايرانية ناجحة، كشفت الغطاء عن أوراق سياسية قوية، تعزز الموقف الايراني التفاوضي، وتعصف بفرص السلام والاعتدال، حيث اصبح الوجود العسكري الايراني المعلن في سوريا والعراق واليمن ولبنان يعادل الاعلان الذي أطلقه نتنياهو حول حل الدولتين والسلام عموما.. المشهد كله يتداعى ليعزز اليمين.
السؤال المهم متعلق بمعسكر الاعتدال العربي، فهل سيبقى متمترسا خلف هذه الاستراتيجية الخجولة التي تقودها أمريكا الواقعة بين نارين يمينيتين متناقضتين؟ وهل الانشغال بالحرب ضد التطرف والارهاب يكفي لتبرير موقف الاعتدال العربي الضعيف من اللعبة اليمينية الكبيرة، التي أصبحت جميع أوراقها في يد ايران واسرائيل والجماعات الاسلامية اليمينية المتطرفة؟..
كل المعطيات تشير الى وجوب سلوك اليمين كاتجاه اجباري على جميع خرائط الطرق.
الدستور
اليمين اتجاه اجباري للناخبين الاسرائيليين، وهو كذلك بالنسبة للفلسطينيين والعرب وإيران، وهذا ما تقوله كل الانتخابات في المنطقة، وعلى الرغم من هذا الالتزام الكبير باليمين المفضي الى التطرف، أو المراوحة والتأجيل والمماطلة في أفضل الأحوال، إلا أن مشروع السلام ورعاته ودعاته متشبثون بالريح التي لا تقودها سوى موجات ردود الفعل المتبادلة بين جهات يمينية متناقضة..
نتنياهو؛ كابوس السياسة الأمريكية قبل الفلسطينية والعربية والإيرانية، يعود لقيادة الحكومة الاسرائيلية التي لن يختلف أداؤها عما سلف منها، لكن يبدو أن نتنياهو قام «ببق البحصة» وارتاح من كثير من الضغوط اليمينية، ولم يكن تصريحه المتعلق بتخليه عن حل الدولتين مجرد دعاية انتخابية رفعت أسهمه الانتخابية، بل هو تحلل «استراتيجي» والتزام أكثر إجبارية باليمين وتطلعاته البعيدة عن أي سلام، وهذا وضع مزعج بالنسبة لأمريكا بالدرجة الأولى التي تتعرض لسوط «الأيباك» عند كل منعطف سياسي، ويبدو أن أوباما سيعجبه أن ينضم الى زوجته وينتظر بفارغ الصبر انتهاء فترة رئاسته ليعود الى حياته الطبيعية، بعد نفاد محاولات او احتمالات التغيير في الموقف الاسرائيلي من عملية السلام والحلول النهائية..
الظروف الدولية تشتعل من جديد، وتفسح مزيدا من ازدهار لليمين في المنطقة، فساعة الحسم في المفاوضات الايرانية الامريكية حول النووي الايراني وملفات أخرى لن تقدم أملا جديدا، وسوف تغلق بورصة شراء الوقت على مؤشرات يمينية عالية، فالقبضة الايرانية محكمة على مساحات النزاع، وفي الأشهر الأخيرة تحققت قفزات ايرانية ناجحة، كشفت الغطاء عن أوراق سياسية قوية، تعزز الموقف الايراني التفاوضي، وتعصف بفرص السلام والاعتدال، حيث اصبح الوجود العسكري الايراني المعلن في سوريا والعراق واليمن ولبنان يعادل الاعلان الذي أطلقه نتنياهو حول حل الدولتين والسلام عموما.. المشهد كله يتداعى ليعزز اليمين.
السؤال المهم متعلق بمعسكر الاعتدال العربي، فهل سيبقى متمترسا خلف هذه الاستراتيجية الخجولة التي تقودها أمريكا الواقعة بين نارين يمينيتين متناقضتين؟ وهل الانشغال بالحرب ضد التطرف والارهاب يكفي لتبرير موقف الاعتدال العربي الضعيف من اللعبة اليمينية الكبيرة، التي أصبحت جميع أوراقها في يد ايران واسرائيل والجماعات الاسلامية اليمينية المتطرفة؟..
كل المعطيات تشير الى وجوب سلوك اليمين كاتجاه اجباري على جميع خرائط الطرق.
الدستور