لماذا يصطبغ التدخل العسكري في اليمن بالصبغة الامبريالية الامريكية؟
ياسر المعادات
جو 24 : في فترة الحرب الباردة اي فترة بزوغ نجم الولايات المتحدة كقوة عظمى في مسرح القوى الدولي قامت امريكا عبر سياستها الامبريالية بالتدخل العسكري "المباشر او غير المباشر" في عدد من دول العالم لقمع العديد من التحركات التحررية الثورية او لاجهاض ديموقراطيات ناشئة،و من امثلة التدخل المباشر ما قامت به امريكا في فيتنام من تدمير و عمليات ابادة للقضاء على الفيتوكونغ الشيوعيين،اما التدخل غير المباشر فمن الامثلة عليه قيام امريكا بتسليح ميليشيات السفاح الاندونيسي سوهارتو الذي اسس ديكتاتورية معتبرة بناء على تبعيته المباشرة للهيمنة الامريكية،في فترة التسعينيات و ما تلاها اتخذت التدخلات الامريكية شكلا انتقائيا في ظل تلاشي اسباب الحرب الباردة بانهيار الاتحاد السوفياتي و الحجة هنا كانت ارساء الديموقراطيات او التدخل بدافع انساني كما كان الامر في العراق او كوسوفو او الامتناع عن التدخل احيانا برغم وجود الاسباب الانسانية كما في الشيشان مثلا او تيمور الشرقية،و كل هذا بناء على المصالح الامبريالية العليا.
ما يحصل اليوم في اليمن هو نسخة مكررة للسياسة الامبريالية عبر ادواتها الدكتاتورية العربية التي رأت أن التدخل لتثبيت شرعية الرئيس اليمني هادي اهم من التدخل لتثبيت شرعية الرئيس المصري محمد مرسي،و التي تدخلت في سوريا "بزعامة امريكية طبعا" لدحر داعش الارهابية دون ان تتدخل علنيا على الاقل لدحر ميليشيات الاسد،و هي تحاول الآن أن تحوز تأييدا جماهيريا بناء على أسس طائفية تبرر لها تدخلاتها كقوى مؤثرة على الساحة الاقليمية على الرغم من ان العدو الافتراضي الطائفي "ايران" يحتل جزرا لدولة هامة في التحالف الدكتاتوري هي الامارات منذ وقت طويل و هذه الامثلة و غيرها تثير علامات استفهام كثيرة على طبيعة و مبررات التدخل في مكان و الامتناع عن التدخل في مكان آخر مما يفضح الارتباط الامبريالي لهذه التحالفات الدكتاتورية.
ما يحصل اليوم في اليمن هو نسخة مكررة للسياسة الامبريالية عبر ادواتها الدكتاتورية العربية التي رأت أن التدخل لتثبيت شرعية الرئيس اليمني هادي اهم من التدخل لتثبيت شرعية الرئيس المصري محمد مرسي،و التي تدخلت في سوريا "بزعامة امريكية طبعا" لدحر داعش الارهابية دون ان تتدخل علنيا على الاقل لدحر ميليشيات الاسد،و هي تحاول الآن أن تحوز تأييدا جماهيريا بناء على أسس طائفية تبرر لها تدخلاتها كقوى مؤثرة على الساحة الاقليمية على الرغم من ان العدو الافتراضي الطائفي "ايران" يحتل جزرا لدولة هامة في التحالف الدكتاتوري هي الامارات منذ وقت طويل و هذه الامثلة و غيرها تثير علامات استفهام كثيرة على طبيعة و مبررات التدخل في مكان و الامتناع عن التدخل في مكان آخر مما يفضح الارتباط الامبريالي لهذه التحالفات الدكتاتورية.