المثلية و الإنسان الإله
ياسر المعادات
جو 24 : أقرّت المحكمة العليا في الولايات المتحدة بالأمس زواج المثليين في كافة الولايات الأمريكية في خطوة تعد إيذانا بانتشار هذا الزواج في مختلف دول العالم بحكم الهيمنة الفكرية التي تمارسها أمريكا على العالم،بالطبع لم يكن ممنوعا على المثليين ممارسة علاقاتهم و العيش في نطاق "الأسرة المثلية" و لكن الجديد في الموضوع هو تشريع هذه العلاقة في نطاق الحياة الزوجية العلنية من خلال أحكام القانون.
المثلية من ناحية دينية:
تجمع الديانات الإبراهيمية على تحريم المثلية و اعتبارها ممارسة غير أخلاقية تستحق العقاب الذي قد يصل إلى حد القتل،و تعامل العلاقة القائمة على المثلية معاملة علاقة الزنا التي تتم بين الرجل و المرأة خارج نطاق الزواج،و قد تشذ بعض الطوائف داخل هذه الأديان خصوصا التي تم إضفاء طابع علماني عليها فتتقبل المثلية و لكنها تبقى حالات شاذة قليلة مثلما هو الأمر في الديانات الأخرى غير الإبراهيمية.
المثلية من ناحية فلسفية:
المثلية كتوجه حديث تمثل استمرارا لمحاولات الإنسان المادي تحدي أي قوانين طبيعية أو دينية أو اجتماعية و محاولة تخطيها في سبيل إكمال ألوهيته في العالم المادي الجديد الذي يسعى لإكمال تكوينه،و بالطبع تمثل الولايات المتحدة رأس هذا العالم المادي و القوة المسيطرة الأكبر عليه،و وصول اللحظة التاريخية المتمثلة بإقرار زواج المثليين تعني الشروع في خطوات تعميم المشروع وفق الإملاءات الأمريكية،بعد وصول المجتمع المادي إلى مرحلة الترف الفكري فإن تعاطيه مع قضايا مثل المثلية الجنسية أمر بديهي و لكنه من الصعب أن يتوقف عند هذا الحد،فلا يمكن لأحد أن يتنبأ بمدى قدرة الإنسان الإله الجديد على قيادة أتباعه في أي اتجاه كان.
المثلية من ناحية نفسية اجتماعية:
تقوم المجتمعات في تكوينها على لبنات أسرية تتعاضد فيما بينها مكونة عناصر التمدد الأفقي و العمودي في المجتمع،و هو النمط الكلاسيكي للأسرة و الذي يتناقض تماما مع النمط المكون للأسرة المثلية "إن صح تعبير أسرة هنا"،ففي الزواج المثلي لا يمكن أن تمتد هذه الأسرة بحكم عدم القدرة على الإنجاب عن طريق الأسرة،و إن كان بالإمكان الأسرية المثلية المكونة من الإناث الإنجاب عن طريق التلقيح الصناعي،فيما لا يمكن تطبيق هذا الحل بطبيعة الحال في أسرة المثلية الذكورية التي بإمكانها فقط الحصول على الأطفال عن طريق التبني و هو أمر غير مرتبط بهذه الأسرة بطبيعة الحال كون هذا التبني تم عن طريق إنتاج خارجي و لا يمكن اعتباره امتدادا للأسرة المثلية الذكورية و إن كان يرضي هذه الأسرة آنيا بوجود أطفال فيها،بطبيعة الحال فإن هذه الأسرة ستشكل شرخا في أداء المجتمع الحيوي خصوصا في حالة انتشارها مما يهدد النوع الإنساني في المستقبل،و هو أمر يتناسق تماما مع النزعة التدميرية البشرية التي تحدث عنها بإسهاب العالم الأمريكي اريك فروم،و التي تتنوع في أساليبها التي بإمكانها الإخلال بموازين الطبيعة و تغيير الاتجاهات النفسية داخل المجتمعات بالتدريج.
المثلية من ناحية طبية:
تتركز المثلية الجنسية على ممارسات جنسية شاذة بين أفراد من ذات الجنس لديهم ذات الأعضاء الجنسية و إن كان في أحيان كثيرة يقوم أحدهما بدور المرأة في العلاقة الجنسية الآخر بدور الرجل، يعد الشذوذ الجنسي الناجم عن العلاقات المثلية أحد أكبر أسباب مرض نقص المناعة المكتسبة "الإيدز"،خصوصا في علاقات المثلية الذكورية،إضافة إلى الأمراض الجنسية المتنوعة التي من الممكن أن تصيب الإنسان في هذه العلاقة و ما قد ينجم عنها من تأثير على الأعضاء الجنسية نفسها أو على أعضاء الإخراج،ناهيك عن تقارير طبية تشير إلى دور الممارسات الشاذة في الإصابة بسرطان الشرج،قد يلجأ الممارسون لهذه السلوكات إلى وسائل وقاية من هذه الأمراض عن طريق استخدام تجهيزات خاصة بالممارسة الجنسية بشكليها و لكن هذه الوسائل تبقى محدودة الفاعلية على المدى الطويل،و بإقرار الزواج المثلي من المتوقع تضاعف الإصابات بالأمراض الناتجة عن الممارسات الجنسية داخل الأسرة المثلية،هناك خلاف علمي كبير حول تصنيف توجهات المثلية الجنسية التي يعدها بعض الأطباء توجهات طبيعية فيما يعدها البعض الآخر حالة مرضية ينبغي علاجها،و لكن أغلبهم مجمع على وجود الميول المثلية لدى الإنسان و حتى إن لم يكن يقرّ أو حتى يشعر شعورا قويا بوجوده و بنسب متفاوتة بالطبع.
تكثر في عالمنا العربي الذي يعيش في ظل أنظمة دكتاتورية تعود لحقب العصور الوسطى الدعوات من قبل نشطاء و منظمات حقوق الإنسان لمواكبة الغرب بما فيه الولايات المتحدة اليوم من أجل إقرار تشريعات تسمح بالمثلية الجنسية تمهيدا لإيجاد إطار قانوني يمكّن المثليين من الزواج أسوة بالغرب،و يتناسى هؤلاء الطابع الاجتماعي و الثقافي و الحضاري الذي تعيشه الشعوب العربية محاولين استنساخ أي تجارب تحررية يقوم بها الإنسان الإله في الغرب،في وقت تعاني الشعوب العربية من مخاطر اجتماعية هائلة مرتبطة بالفقر و الجهل و انتشار الأفكار المتطرفة التي تذكيها هذه الممارسات الشاذة عن القيم الاجتماعية و الدينية،و هو نضال لا يمكن أن يطلق عليه تسمية مناسبة أكثر من النضال البرجوازي الذي يحاول حرق المراحل في سبيل اللحاق بركب مجتمعات خاضت معارك فكرية و ثقافية أتبعت ثورات عارمة من أجل التقدم،و هو ما يناسب الطبقات الأرستقراطية التي تعد نفسها طبقات دخيلة على المجتمعات العربية المتخلفة و ترى أنها أقرب ما تكون إلى المجتمعات الغربية المتقدمة.
المثلية من ناحية دينية:
تجمع الديانات الإبراهيمية على تحريم المثلية و اعتبارها ممارسة غير أخلاقية تستحق العقاب الذي قد يصل إلى حد القتل،و تعامل العلاقة القائمة على المثلية معاملة علاقة الزنا التي تتم بين الرجل و المرأة خارج نطاق الزواج،و قد تشذ بعض الطوائف داخل هذه الأديان خصوصا التي تم إضفاء طابع علماني عليها فتتقبل المثلية و لكنها تبقى حالات شاذة قليلة مثلما هو الأمر في الديانات الأخرى غير الإبراهيمية.
المثلية من ناحية فلسفية:
المثلية كتوجه حديث تمثل استمرارا لمحاولات الإنسان المادي تحدي أي قوانين طبيعية أو دينية أو اجتماعية و محاولة تخطيها في سبيل إكمال ألوهيته في العالم المادي الجديد الذي يسعى لإكمال تكوينه،و بالطبع تمثل الولايات المتحدة رأس هذا العالم المادي و القوة المسيطرة الأكبر عليه،و وصول اللحظة التاريخية المتمثلة بإقرار زواج المثليين تعني الشروع في خطوات تعميم المشروع وفق الإملاءات الأمريكية،بعد وصول المجتمع المادي إلى مرحلة الترف الفكري فإن تعاطيه مع قضايا مثل المثلية الجنسية أمر بديهي و لكنه من الصعب أن يتوقف عند هذا الحد،فلا يمكن لأحد أن يتنبأ بمدى قدرة الإنسان الإله الجديد على قيادة أتباعه في أي اتجاه كان.
المثلية من ناحية نفسية اجتماعية:
تقوم المجتمعات في تكوينها على لبنات أسرية تتعاضد فيما بينها مكونة عناصر التمدد الأفقي و العمودي في المجتمع،و هو النمط الكلاسيكي للأسرة و الذي يتناقض تماما مع النمط المكون للأسرة المثلية "إن صح تعبير أسرة هنا"،ففي الزواج المثلي لا يمكن أن تمتد هذه الأسرة بحكم عدم القدرة على الإنجاب عن طريق الأسرة،و إن كان بالإمكان الأسرية المثلية المكونة من الإناث الإنجاب عن طريق التلقيح الصناعي،فيما لا يمكن تطبيق هذا الحل بطبيعة الحال في أسرة المثلية الذكورية التي بإمكانها فقط الحصول على الأطفال عن طريق التبني و هو أمر غير مرتبط بهذه الأسرة بطبيعة الحال كون هذا التبني تم عن طريق إنتاج خارجي و لا يمكن اعتباره امتدادا للأسرة المثلية الذكورية و إن كان يرضي هذه الأسرة آنيا بوجود أطفال فيها،بطبيعة الحال فإن هذه الأسرة ستشكل شرخا في أداء المجتمع الحيوي خصوصا في حالة انتشارها مما يهدد النوع الإنساني في المستقبل،و هو أمر يتناسق تماما مع النزعة التدميرية البشرية التي تحدث عنها بإسهاب العالم الأمريكي اريك فروم،و التي تتنوع في أساليبها التي بإمكانها الإخلال بموازين الطبيعة و تغيير الاتجاهات النفسية داخل المجتمعات بالتدريج.
المثلية من ناحية طبية:
تتركز المثلية الجنسية على ممارسات جنسية شاذة بين أفراد من ذات الجنس لديهم ذات الأعضاء الجنسية و إن كان في أحيان كثيرة يقوم أحدهما بدور المرأة في العلاقة الجنسية الآخر بدور الرجل، يعد الشذوذ الجنسي الناجم عن العلاقات المثلية أحد أكبر أسباب مرض نقص المناعة المكتسبة "الإيدز"،خصوصا في علاقات المثلية الذكورية،إضافة إلى الأمراض الجنسية المتنوعة التي من الممكن أن تصيب الإنسان في هذه العلاقة و ما قد ينجم عنها من تأثير على الأعضاء الجنسية نفسها أو على أعضاء الإخراج،ناهيك عن تقارير طبية تشير إلى دور الممارسات الشاذة في الإصابة بسرطان الشرج،قد يلجأ الممارسون لهذه السلوكات إلى وسائل وقاية من هذه الأمراض عن طريق استخدام تجهيزات خاصة بالممارسة الجنسية بشكليها و لكن هذه الوسائل تبقى محدودة الفاعلية على المدى الطويل،و بإقرار الزواج المثلي من المتوقع تضاعف الإصابات بالأمراض الناتجة عن الممارسات الجنسية داخل الأسرة المثلية،هناك خلاف علمي كبير حول تصنيف توجهات المثلية الجنسية التي يعدها بعض الأطباء توجهات طبيعية فيما يعدها البعض الآخر حالة مرضية ينبغي علاجها،و لكن أغلبهم مجمع على وجود الميول المثلية لدى الإنسان و حتى إن لم يكن يقرّ أو حتى يشعر شعورا قويا بوجوده و بنسب متفاوتة بالطبع.
تكثر في عالمنا العربي الذي يعيش في ظل أنظمة دكتاتورية تعود لحقب العصور الوسطى الدعوات من قبل نشطاء و منظمات حقوق الإنسان لمواكبة الغرب بما فيه الولايات المتحدة اليوم من أجل إقرار تشريعات تسمح بالمثلية الجنسية تمهيدا لإيجاد إطار قانوني يمكّن المثليين من الزواج أسوة بالغرب،و يتناسى هؤلاء الطابع الاجتماعي و الثقافي و الحضاري الذي تعيشه الشعوب العربية محاولين استنساخ أي تجارب تحررية يقوم بها الإنسان الإله في الغرب،في وقت تعاني الشعوب العربية من مخاطر اجتماعية هائلة مرتبطة بالفقر و الجهل و انتشار الأفكار المتطرفة التي تذكيها هذه الممارسات الشاذة عن القيم الاجتماعية و الدينية،و هو نضال لا يمكن أن يطلق عليه تسمية مناسبة أكثر من النضال البرجوازي الذي يحاول حرق المراحل في سبيل اللحاق بركب مجتمعات خاضت معارك فكرية و ثقافية أتبعت ثورات عارمة من أجل التقدم،و هو ما يناسب الطبقات الأرستقراطية التي تعد نفسها طبقات دخيلة على المجتمعات العربية المتخلفة و ترى أنها أقرب ما تكون إلى المجتمعات الغربية المتقدمة.