فلاسفة عصر التنوير لدينا!
ياسر المعادات
جو 24 : يعرف ايمانويل كانت التنوير بأنه :" خروج الإنسان عن مرحلة القصور العقلي وبلوغه سن النضج أو سن الرشد،أمّا القصور العقلي فهوالتبعية للآخرين وعدم القدرة على التفكير الشخصي أو السلوك في الحياة أو اتخاذ أي قرار بدون استشارة الشخص الوصي علينا."
يعد عصر التنوير أحد أهم المراحل التاريخية في تطور الحضارة الغربية التي عملت عبر عدد من الفلاسفة على اطلاق صيغ تنويرية في المجتمعات الاوروبية ضد حكم الاستبداد و الاقطاع و تدخل الكنيسة،مثلما عملت على قتل مفهوم الاله التقليدي و اطلاق صيغة مادية عليه أجبرت الاله على التقاعد و التخلي عن أي سلطة كانت له في المجتمع.
فلسفة بيكون و هيوم و ديدرو و فولتير و روسو و كانت وصولا الى مونتسكيو انتجت مجتمعا غربيا علمانيا متفوقا صناعيا و علميا و فكريا في اطار مادي بحت حيّد كل ارتباطات المجتمع بالاله و بمن يحكم باسمه،كل هذا تبع عصورا وسطى ظلامية شهدت مجازر قام بها تحالف الكنيسة و الحكم الاستبدادي من أجل الابقاء على السلطة احتكارية لهذا التحالف،و هي بالتالي التي دفعت الفلسفة الى ولوج المجتمع بشكل جبري للانعتاق من نير هذه العصور الظلامية.
بالعودة الى تعريف كانت فإنه عندما يقترح صيغة الخروج من القصور العقلي و التوجه صوب العقل الناقد،يحاول ايجاد عقل جمعي متحرك بعيدا عن جمود تقديس الأفراد "الملهمين" و هو يقترح صيغة مميزة للمجتمع غير مقلدة و غير تابعة قادرة على الخلق و الإبداع،على عكس تعريف كانت يحاول بعض طارحي أفكار عصر التنوير لدينا محاكاة التجربة الغربية بإضفاء صيغ غير واقعية على حركة أو سكون المجتمعات لدينا،عبر محاولة نقد الدين و التبشير بالعلمانية المستنسخة من الغرب،كل هذا يتم بعيدا عن أي مراعاة لظروف و هوية المجتمعات التي ينطلقون منها،و دون ارتباط حقيقي بالظروف و المعاناة التي تعانيها هذه المجتمعات.
محاولات الاستنساخ هذه تتضارب أحيانا بين عدة توجهات "مقلّدة" تحاول بعضها العودة الى تقليد حقبة ما قبل عصر الانوار من خلال محاكاة اصلاح مارتن لوثر الكنسي او السير على خطى الصعود البروتستانتي في المسيحية،من أجل الوصول الى علمانية ما بعد عصر الانوار لاحقا،يتضاد مع هذا الطرح تيار "الجنة الآن" أي العلمانية الآن و الدين الى الرف،ينادي هؤلاء بضرورة تخلص المجتمع لدينا من أي ارتباط بالدين كونه العامل الرئيسي في التخلف لدينا و كونه المثبط الأهم للمشروع العلماني المخلص،ما يميز هذه الأخيرة هو "فولتيريتها" حيث تعتمد كثيرا على ارتباطها البرجوازي الواضح بالأنظمة الاستبدادية و تعقد على هذه الأنظمة آمالا كبيرة من أجل مساعدتها في نشر مشروعها العلماني "المقلّد".
يعد عصر التنوير أحد أهم المراحل التاريخية في تطور الحضارة الغربية التي عملت عبر عدد من الفلاسفة على اطلاق صيغ تنويرية في المجتمعات الاوروبية ضد حكم الاستبداد و الاقطاع و تدخل الكنيسة،مثلما عملت على قتل مفهوم الاله التقليدي و اطلاق صيغة مادية عليه أجبرت الاله على التقاعد و التخلي عن أي سلطة كانت له في المجتمع.
فلسفة بيكون و هيوم و ديدرو و فولتير و روسو و كانت وصولا الى مونتسكيو انتجت مجتمعا غربيا علمانيا متفوقا صناعيا و علميا و فكريا في اطار مادي بحت حيّد كل ارتباطات المجتمع بالاله و بمن يحكم باسمه،كل هذا تبع عصورا وسطى ظلامية شهدت مجازر قام بها تحالف الكنيسة و الحكم الاستبدادي من أجل الابقاء على السلطة احتكارية لهذا التحالف،و هي بالتالي التي دفعت الفلسفة الى ولوج المجتمع بشكل جبري للانعتاق من نير هذه العصور الظلامية.
بالعودة الى تعريف كانت فإنه عندما يقترح صيغة الخروج من القصور العقلي و التوجه صوب العقل الناقد،يحاول ايجاد عقل جمعي متحرك بعيدا عن جمود تقديس الأفراد "الملهمين" و هو يقترح صيغة مميزة للمجتمع غير مقلدة و غير تابعة قادرة على الخلق و الإبداع،على عكس تعريف كانت يحاول بعض طارحي أفكار عصر التنوير لدينا محاكاة التجربة الغربية بإضفاء صيغ غير واقعية على حركة أو سكون المجتمعات لدينا،عبر محاولة نقد الدين و التبشير بالعلمانية المستنسخة من الغرب،كل هذا يتم بعيدا عن أي مراعاة لظروف و هوية المجتمعات التي ينطلقون منها،و دون ارتباط حقيقي بالظروف و المعاناة التي تعانيها هذه المجتمعات.
محاولات الاستنساخ هذه تتضارب أحيانا بين عدة توجهات "مقلّدة" تحاول بعضها العودة الى تقليد حقبة ما قبل عصر الانوار من خلال محاكاة اصلاح مارتن لوثر الكنسي او السير على خطى الصعود البروتستانتي في المسيحية،من أجل الوصول الى علمانية ما بعد عصر الانوار لاحقا،يتضاد مع هذا الطرح تيار "الجنة الآن" أي العلمانية الآن و الدين الى الرف،ينادي هؤلاء بضرورة تخلص المجتمع لدينا من أي ارتباط بالدين كونه العامل الرئيسي في التخلف لدينا و كونه المثبط الأهم للمشروع العلماني المخلص،ما يميز هذه الأخيرة هو "فولتيريتها" حيث تعتمد كثيرا على ارتباطها البرجوازي الواضح بالأنظمة الاستبدادية و تعقد على هذه الأنظمة آمالا كبيرة من أجل مساعدتها في نشر مشروعها العلماني "المقلّد".