مناهج داعشية أم مناهج معلمنة!
ياسر المعادات
جو 24 :
ما يميز هذا اللغط هو نقده غير المنهجي الذي يعتمد على اطلاق تعميمات مكررة حد الابتذال،بناء على روايات أو علل و أخطاء جزئية في المناهج أو بعضها،فترى البعض يرجع المسألة إلى حقبة تقلد الاخوان وزارة التربية و التعليم رغم أن المناهج تغيرت مرات و مرات منذ أن غادر الاخوان الوزارة قبل قرابة عقدين من الزمن! فيما يحرك البعض رغبته في الهجوم على النصوص الدينية التي يحاول أحيانا تحويرمعانيها بغية خدمة هجومه الذي يظهره على المناهج فيما يضمره على هذه النصوص،يتوسع الأمر لدى البعض فيطلقون أحكام وهمية بناء على مغالطات لا توجد إلا في مخيلتهم فتراهم يكررون اتهامات بتحيز المناهج لفئة المتدينين و إهمالها لغيرهم،و يسوقون أمثلة كانتشار صور المحجبات في مقابل غياب صور غيرهن عن المناهج فيما يقول الواقع العكس،فنجد في بعض الأحيان غيابا تاما لصور المحجبات كما هو الحال في كتاب اللغة الانجليزية للصف الأول الأساسي،و هو بالطبع أمر لا يسترعي انتباه هؤلاء كونهم لا يمثلون هذه الفئة وفقا لتخندقهم الطبقي.
ما يفترض أن يعكسه أي منهاج دراسي هو واقع الحياة الاجتماعية للطلبة الذين هم المتلقون لهذا المنهاج،فالتنوع الاجتماعي يفرض ظهور المرأة و الرجل...المحجبة و غير المحجبة...المدني و الريفي و البدوي...الخ،ببساطة عليه أن يعكس صورة المجتمع دون أن يتدخل لصالح أي فئة اجتماعية كانت،هذا التوجيه ينسحب على مفاهيم المواطنة و الصورة النمطية التي تسعى المناهج بوضوح لخلقها لدى الطلبة من أجل ضمان عدم خروجهم عن إطار تقديس النظام السياسي و خضوعهم لمفاهيم مغلوطة عطلت تطور هذا الوطن عقودا من الزمن!
بالطبع ليس هدفي في هذا المقال وضع استراتيجية شاملة لتغيير المناهج لأن هذا الأمر يستلزم دراسة معمقة للواقع الاجتماعي و للمناهج الموجودة حاليا للوصول الى طبيعة التغييرات المتوخاة،و هو أمر يحتاج لأكثر من توجيه الانتقادات غير ذات الصلة بطبيعة التغيير،هو أمر يحتاج إعادة صياغة لفلسفة التربية و التعليم وفقا لمبادىء علمية و تربوية و اجتماعية تقدمية تسعى فعليا لإحداث تغيير يقودنا نحو الأمام.
أقول أخيرا أن التطرف في الرأي لن يحركنا قيد أنملة نحو الأمام فلا مناهجنا داعشية محفزة للتطرف ولا هي مناهج بناءة تساهم برفد المجتمع بعناصر تساهم في رفعته و تطوره،هي مناهج تحتاج لكثير من العمل دون أن تكون مجالا لصراعات خفية أو مسرحا لآراء متطرفة صوب أي جهة كانت.
كثر في الآونة الأخيرة اللغط "الموجه" صوب المناهج المدرسية التي يحلوا للبعض إطلاق تسمية (المناهج الداعشية) عليها،بالطبع هذا اللغط هو موجه من قبل طبقة مثقفة في المجتمع تحاول فرض مفاهيمها "البرجوازية" و قيادة التغيير في ظل و تحت عباءة النظام السياسي الحاكم! و هو موجه صوب جزئيات محددة في المناهج تتعلق بالمحتوى الديني فيها دون خوض ذات المعارك التنظيرية فيما يتعلق بالمحتوى الوطني او السياسي أو حتى التربوي الموجود فيها!
ما يفترض أن يعكسه أي منهاج دراسي هو واقع الحياة الاجتماعية للطلبة الذين هم المتلقون لهذا المنهاج،فالتنوع الاجتماعي يفرض ظهور المرأة و الرجل...المحجبة و غير المحجبة...المدني و الريفي و البدوي...الخ،ببساطة عليه أن يعكس صورة المجتمع دون أن يتدخل لصالح أي فئة اجتماعية كانت،هذا التوجيه ينسحب على مفاهيم المواطنة و الصورة النمطية التي تسعى المناهج بوضوح لخلقها لدى الطلبة من أجل ضمان عدم خروجهم عن إطار تقديس النظام السياسي و خضوعهم لمفاهيم مغلوطة عطلت تطور هذا الوطن عقودا من الزمن!
بالطبع ليس هدفي في هذا المقال وضع استراتيجية شاملة لتغيير المناهج لأن هذا الأمر يستلزم دراسة معمقة للواقع الاجتماعي و للمناهج الموجودة حاليا للوصول الى طبيعة التغييرات المتوخاة،و هو أمر يحتاج لأكثر من توجيه الانتقادات غير ذات الصلة بطبيعة التغيير،هو أمر يحتاج إعادة صياغة لفلسفة التربية و التعليم وفقا لمبادىء علمية و تربوية و اجتماعية تقدمية تسعى فعليا لإحداث تغيير يقودنا نحو الأمام.
أقول أخيرا أن التطرف في الرأي لن يحركنا قيد أنملة نحو الأمام فلا مناهجنا داعشية محفزة للتطرف ولا هي مناهج بناءة تساهم برفد المجتمع بعناصر تساهم في رفعته و تطوره،هي مناهج تحتاج لكثير من العمل دون أن تكون مجالا لصراعات خفية أو مسرحا لآراء متطرفة صوب أي جهة كانت.