jo24_banner
jo24_banner

وأخيرا مدونة سلوك للاذاعات..

ابراهيم عبدالمجيد القيسي
جو 24 : ثرثرة؛ اتمنى قراءتها على الطريقة المصرية «بئى»، لتوضيح معنى وصورة أداء إذاعي يتردد على مسامع الجمهور بلا مقدمات، وفجاجة أصبحت مقيمة، بل استقرت في أذهان و «سي في» بعضهن وبعضهم، فأصبح التهويش والدفاشة وال»تنبط» فنا إعلاميا إذاعيا، له رموزه وآباؤه الذين يجيدون «النهيق» عبر الأثير، ولست أستطيع الجزم لأنني لست مختصا موسيقيا ولا نفسيا، فخلطة الأصوات العجيبة التي يمكنك سماعها في دقائق معدودة على أثير بعض الإذاعات، يمكنها أن تودي بشعور الآدمي وتمسخه الى غير رجعة، فهي قنبلة حسية عشوائية لن تتنقى بعدها النفسية السليمة ولا الذائقة مهما حاولنا علاجها، والخوف الكبير أن تتعرض جينات المستمع للتشويه كذلك، فيصبح سقم الخيال وانتفاء الثقافة والذائقة والزعيق صفات مندلية تتوارثها الأجيال القادمة..
الفكر المتوازن المستنير من بين أهم ما يشغل المختصين الأسوياء القلة، ولا أدعي إفكا حين أقول إن كثيرين ممن يتم تقديمهم للمنابر، باعتبارهم منظرين للتنوير، قاصرون فكريا، ولا يكادون يقدمون رواية واحدة كاملة حول مكافحة فكر التطرف والارهاب مثلا، وأمس الأول حضرت المؤتمر الإذاعي الثاني الذي قامت به اذاعة الجامعة الأردنية، وكان تحت شعار متعلق بالاعلام المسموع ودوره في مناهضة فكر التطرف والارهاب، ولم تكتمل رواية المناهضة ولا حتى المداعبة لفكر التطرف والارهاب، ولعل السبب هو قصر وقت جلسات المؤتمر وفسيفساء المتحدثين فيه، خصوصا حين لا يتمخض عن أية توصيات..وهذا واحد من أشكال مصيبتنا النخبوية.. (يا عمي يقول سمير الرفاعي حقا حين يدعو لتجديد النخب).
على هامش المؤتمر تبادلت حديثا إذاعيا مع بعض الشخصيات المشاركة في جلسات المؤتمر، ولم أكن أطمح أو أتوقع عصفا ذهنيا من هذه اللقاءات، لكنني حصلت على سبق صحفي ورد في إجابة رئيس هيئة الاعلام الدكتور أمجد القاضي على سؤالي: هل من مبادرة تقوم بها الهيئة لضبط مهني ومنسوب ثقافي وإلمام سياسي لأثير الإذاعات حين نتحدث عن مجابهة فكرية ضد التطرف والارهاب ولغة الكراهية.. فحدثني الدكتور عن مدونة السلوك الاذاعية التي يزمعون تعميمها خلال الأسبوعين القادمين، وقال لدينا حوالي 10 إذاعات مجتمعية، تنتشر في جامعاتنا ومؤسسات أخرى، ونحاول أن نجعلها تتشارك في بث إذاعي موحد، يقوده مهنيون ومثقفون يستطيعون التحدث في القضايا الكبيرة كمجابهة فكر التطرف وغيره.
يا أهل الهمة الاعلامية والتنويرية: هل وصلكم خطاب الملك عبدالله الثاني حول الارهاب والتطرف وحروبه؟ هل تستطيعون رؤية ملامح الخطاب الاستراتيجي المطلوب؟.
لا يكتمل الحديث عن فكر التطرف والارهاب إلا بذكر أهم أسبابه في منطقتنا وهو الكيان الصهيوني العنصري المتطرف، فمن هنا يبدأ السلام كما تبدأ المعارك في الحرب على الارهاب.

الدستور
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير