انطلاق الجالية الأردنية في دولة قطر
محمد سلمان القضاة
جو 24 : كم هو جميل أن يكون لأبناء الشعوب مضافات ودواوين وروابط وجميعات أو نوادٍ أو مؤسسات تحت أي مسمى كان. فمجموع أو مجمل أبناء وبنات الشعوب الذين يتواجدون في دول أخرى غير دولهم للعمل أو الدراسة أو السياحة أو العلاج لأي شأن آخر جاليات، وخاصة من يقيم منهم لفترة معينه في البلد الأجنبية يندرجون تحت اسم الجاليات.
ونكاد نجزم أن لكل شعوب الأرض جاليات في أماكن أخرى، فهذه طبيعة الإنسان والإنسانية، فالإنسان بدأ الهجرة والترحل حافيا قبل أن يكتسي شيئا بقدميه، ثم لجأ إلى جلود الحيوانات يصنع منها نعالا يقي أسفل رجليه على الأخص من عثرات الطريق وأشواك الجبال والسهول والهضاب والفيافي.
وشعبنا الأردني العريق لا يختلف عن بقية أمم الأرض في شيئ، فملايين الأردنيين نراهم يطوفون أنحاء المعمورة بكل قاراتها، وغالبا لهم ما يسمى بالرابطة أو الجمعية أو النادي أو الجالية في كل أرض يطئونها للإقامة لأي غرض كان.
وكم تثلج الصدور أنباء أبناء وبنات الجاليات الأردنية حول العالم، والتي نتتبعها ويتبعها كل الأردنيين المهتمين! وكم أثلج صدرنا نبأ اتفاق أبناء الجالية الأردنية في دولة الإمارات العربية الشقيقة على رئيس وأعضاء فريق للجالية -أو ما يسمونه هناك بالجمعية الأردنية- وذلك بشكل أقرب إلى التزكية، مما يدل على زهد الناس بالتباهي بمناصب الحياة الزائلة، والتي هي مواقع خدمة وتكليف أكثر من كونها مناصب مباهاة وتشريف.
وأما نحن الأردنيون في دولة قطر الشقيقة، وهنا مربط الفرس لمقالتنا هذه، فنزعم أننا من بين أكثر الجاليات عددا وعلما وخبرة وتأهيلا وثقافة، ولا نزاود على أحد في قولنا هذا الذي نزعمه البتة، ولكن سفينتنا لا تزال تمخر عباب الأمواج المتلاطمة منذ سنين طوال. فنحن بلا جالية ولا جميعة ولا نادٍ ولا ما يحزنون!
وقد يسأل سائل عن دور السفارة الأردنية في دولة قطر؟ وهنا نجيبه أن هذا شأن شعبي وليس شأن رسمي، أي أننا نحن أبناء وبنات الجالية جدير بنا أن ننظم صفوفنا ونرتب أمورنا بحسب ما هو متبع في أي دولة نقيم على أراضيها، وبلغة أخرى إن العلة فينا نحن أبناء الجالية الأردنية في دولة قطر وليس بالسفارة أو الغفارة.
ولعله لا يخفى على أحد أننا حاولنا منذ أكثر من عشر سنين الخروج بفريق يمثل الجالية الأردنية في دولة قطر، ولكن خلافاتنا برزت على السطح في شتى أنحاء المعمورة، فالتنافس في ما بيننا كان شديدا، ولم يتيسر لأحد بعد أو جماعة الفوز بمسابقة شد الحبل التي لا تزال مستمرة بيينا.
ولسنا هنا بصدد نكئ جراح الماضي في ما يتعلق بشأن الجالية الأردنية في دولة قطر، ولكن هناك إخوة أفاضل سبق أن تنافسوا، ولكن خلافا حادا نشأ حينها، وحال دون التوصل إلى فائز حقيقي في جولة الترشيحات أوالاقتراعات التي لم تتم أو تتبلور على أرض الواقع.
وعلى جميع الأحول، فقد ارتأينا أن نرمي بعض الحجارة في المياه الراكدة لشأن الجالية الأردنية في دولة قطر، فهي وإن كانت مياه راكده، لكنها صافية ونقية، وذلك في محاولة منا لإحياء موضوع الجالية من جديد. فما أحوجنا إلى جالية تجمعنا أسوة بالجاليات التي لدى الإخوة والأشقاء والأصدقاء من أبناء وبنات أمم الأرض الأخرى في دولة قطر.
وإنه من هذا المنطلق، وبعد مشاورات ونقاشات دامت أكثر من عام، ارتأينا تشكيل فريق ليكون ممثلا للجالية الأردنية في دولة قطر بصفة انتقالية، لريثما يتم التوصل إلى طريقة أو آليه ديمقراطية يتم فيها الترشح والاقتراع لفريق آخر من جديد. ولقد ارتأى الفريق تكليف العبد الفقير بأن يكون رئيس الجالية الأردنية الانتقالي في دولة قطر.
وهنا ينفتح عش الدبابير من جديد، ويبدأ الطخ العشوائي، وستنهال التعليقات على شاكلة، من أنتم، ومن عيّنكم، ومن رشحكم، ومتى تناقشتم، وما إلى ذلك من هذه القبيل، وهنا نقول أن صدرنا واسع، وإن عموم الأردنيين الكرام في دولة قطر يعرفون بشكل أو بآخر، مدى الرحابة التي نتصف بها، ونقول مسبقا إلى كل الذين سياهجموننا، أن سامحهم الله، ولكن ليسمحوا لنا فقط بالرد عليهم وتفنيد وجهات نظرهم، والتي نحترمها ونقدرها كل الاحترام والتقدير.
نقول إن قطار الجالية الأردنية في دولة قطر قد أطلق صفارته وانطلق، وإن أي تعديلات أو إنزال ركاب من قاطرات أو إركاب آخرين، لن يكون ميسرا بطبيعة الحال إلا في المحطات القادمة.
كما نعلم أن فريقا أردنيا متطوعا منظما آخر يتولى زمام تشييد مدارس أردنية حديثة ونموذجية بحيث تكون "روضة ابتدائي، إعدادي،ثانوي، بما فيه التوجيهي، والإعداد للجامعات، وذلك على شكل مدارس نموذجية خاصة تطوعية غير ربحية، بمعنى أن مجموع رسوم التعليم سيكون فقط لتغطية التكلفة والنفقات فقط لا غير.
ومن هنا، فنحن نشجع الزملاء الكرام على الاستمرار بهذا المشروع التعليمي البناء المعطاء غير التجاري وغير الربحي، ونهيب بالجهات المعنية تيسير أي أمور فنية قد يتطلبها هذا المشروع، خاصة وأنه لا يأتي كي ينافس أي مشاريع أخرى معينة، فالمشروع الجديد عبارة عن مشروع أقرب إلى الجامعي، أو إلى المدارس الأوروبية الحديثة، وذلك بحيث يكون طاقم الإدارة والتدريس من أبناء وبنات الأردن المعجونين بالخبرة والتأهيل والعطاء والانتماء والتضحية، والحريصين على نقل كل ذلك إلى الأجيال القادمة، وستكون رواتبهم مجزية ذات قناعة بطبيعة الحال، ولكن "بحيث لا يجوع الذئب ولا تفنى الغنم".
*رئيس الجالية الأردنية الانتقالي
ونكاد نجزم أن لكل شعوب الأرض جاليات في أماكن أخرى، فهذه طبيعة الإنسان والإنسانية، فالإنسان بدأ الهجرة والترحل حافيا قبل أن يكتسي شيئا بقدميه، ثم لجأ إلى جلود الحيوانات يصنع منها نعالا يقي أسفل رجليه على الأخص من عثرات الطريق وأشواك الجبال والسهول والهضاب والفيافي.
وشعبنا الأردني العريق لا يختلف عن بقية أمم الأرض في شيئ، فملايين الأردنيين نراهم يطوفون أنحاء المعمورة بكل قاراتها، وغالبا لهم ما يسمى بالرابطة أو الجمعية أو النادي أو الجالية في كل أرض يطئونها للإقامة لأي غرض كان.
وكم تثلج الصدور أنباء أبناء وبنات الجاليات الأردنية حول العالم، والتي نتتبعها ويتبعها كل الأردنيين المهتمين! وكم أثلج صدرنا نبأ اتفاق أبناء الجالية الأردنية في دولة الإمارات العربية الشقيقة على رئيس وأعضاء فريق للجالية -أو ما يسمونه هناك بالجمعية الأردنية- وذلك بشكل أقرب إلى التزكية، مما يدل على زهد الناس بالتباهي بمناصب الحياة الزائلة، والتي هي مواقع خدمة وتكليف أكثر من كونها مناصب مباهاة وتشريف.
وأما نحن الأردنيون في دولة قطر الشقيقة، وهنا مربط الفرس لمقالتنا هذه، فنزعم أننا من بين أكثر الجاليات عددا وعلما وخبرة وتأهيلا وثقافة، ولا نزاود على أحد في قولنا هذا الذي نزعمه البتة، ولكن سفينتنا لا تزال تمخر عباب الأمواج المتلاطمة منذ سنين طوال. فنحن بلا جالية ولا جميعة ولا نادٍ ولا ما يحزنون!
وقد يسأل سائل عن دور السفارة الأردنية في دولة قطر؟ وهنا نجيبه أن هذا شأن شعبي وليس شأن رسمي، أي أننا نحن أبناء وبنات الجالية جدير بنا أن ننظم صفوفنا ونرتب أمورنا بحسب ما هو متبع في أي دولة نقيم على أراضيها، وبلغة أخرى إن العلة فينا نحن أبناء الجالية الأردنية في دولة قطر وليس بالسفارة أو الغفارة.
ولعله لا يخفى على أحد أننا حاولنا منذ أكثر من عشر سنين الخروج بفريق يمثل الجالية الأردنية في دولة قطر، ولكن خلافاتنا برزت على السطح في شتى أنحاء المعمورة، فالتنافس في ما بيننا كان شديدا، ولم يتيسر لأحد بعد أو جماعة الفوز بمسابقة شد الحبل التي لا تزال مستمرة بيينا.
ولسنا هنا بصدد نكئ جراح الماضي في ما يتعلق بشأن الجالية الأردنية في دولة قطر، ولكن هناك إخوة أفاضل سبق أن تنافسوا، ولكن خلافا حادا نشأ حينها، وحال دون التوصل إلى فائز حقيقي في جولة الترشيحات أوالاقتراعات التي لم تتم أو تتبلور على أرض الواقع.
وعلى جميع الأحول، فقد ارتأينا أن نرمي بعض الحجارة في المياه الراكدة لشأن الجالية الأردنية في دولة قطر، فهي وإن كانت مياه راكده، لكنها صافية ونقية، وذلك في محاولة منا لإحياء موضوع الجالية من جديد. فما أحوجنا إلى جالية تجمعنا أسوة بالجاليات التي لدى الإخوة والأشقاء والأصدقاء من أبناء وبنات أمم الأرض الأخرى في دولة قطر.
وإنه من هذا المنطلق، وبعد مشاورات ونقاشات دامت أكثر من عام، ارتأينا تشكيل فريق ليكون ممثلا للجالية الأردنية في دولة قطر بصفة انتقالية، لريثما يتم التوصل إلى طريقة أو آليه ديمقراطية يتم فيها الترشح والاقتراع لفريق آخر من جديد. ولقد ارتأى الفريق تكليف العبد الفقير بأن يكون رئيس الجالية الأردنية الانتقالي في دولة قطر.
وهنا ينفتح عش الدبابير من جديد، ويبدأ الطخ العشوائي، وستنهال التعليقات على شاكلة، من أنتم، ومن عيّنكم، ومن رشحكم، ومتى تناقشتم، وما إلى ذلك من هذه القبيل، وهنا نقول أن صدرنا واسع، وإن عموم الأردنيين الكرام في دولة قطر يعرفون بشكل أو بآخر، مدى الرحابة التي نتصف بها، ونقول مسبقا إلى كل الذين سياهجموننا، أن سامحهم الله، ولكن ليسمحوا لنا فقط بالرد عليهم وتفنيد وجهات نظرهم، والتي نحترمها ونقدرها كل الاحترام والتقدير.
نقول إن قطار الجالية الأردنية في دولة قطر قد أطلق صفارته وانطلق، وإن أي تعديلات أو إنزال ركاب من قاطرات أو إركاب آخرين، لن يكون ميسرا بطبيعة الحال إلا في المحطات القادمة.
كما نعلم أن فريقا أردنيا متطوعا منظما آخر يتولى زمام تشييد مدارس أردنية حديثة ونموذجية بحيث تكون "روضة ابتدائي، إعدادي،ثانوي، بما فيه التوجيهي، والإعداد للجامعات، وذلك على شكل مدارس نموذجية خاصة تطوعية غير ربحية، بمعنى أن مجموع رسوم التعليم سيكون فقط لتغطية التكلفة والنفقات فقط لا غير.
ومن هنا، فنحن نشجع الزملاء الكرام على الاستمرار بهذا المشروع التعليمي البناء المعطاء غير التجاري وغير الربحي، ونهيب بالجهات المعنية تيسير أي أمور فنية قد يتطلبها هذا المشروع، خاصة وأنه لا يأتي كي ينافس أي مشاريع أخرى معينة، فالمشروع الجديد عبارة عن مشروع أقرب إلى الجامعي، أو إلى المدارس الأوروبية الحديثة، وذلك بحيث يكون طاقم الإدارة والتدريس من أبناء وبنات الأردن المعجونين بالخبرة والتأهيل والعطاء والانتماء والتضحية، والحريصين على نقل كل ذلك إلى الأجيال القادمة، وستكون رواتبهم مجزية ذات قناعة بطبيعة الحال، ولكن "بحيث لا يجوع الذئب ولا تفنى الغنم".
*رئيس الجالية الأردنية الانتقالي