jo24_banner
jo24_banner

منع من النشر في الدستور|| خريف في الجامعات

ابراهيم عبدالمجيد القيسي
جو 24 : آخر القلاع التنويرية تتمخض عن ظلام وغبار، والعقل الأردني أصبح يبتكر أساليب عبقرية لتبديد النّور، وإيقاظ ثم استنهاض الفوضى وأهلها..
أمس الأول؛ قام موظفون في جامعة البلقاء التطبيقية بمحاصرة مكتب رئيسها، ثم أخرجوه عنوة، ولم يذهب الى الجامعة في اليوم التالي، وكانت الخطوة ملهمة لموظفي جامعة مؤتة، ففعلوها أيضا برئاستها أمس الإثنين، والأمر يبعث على التندر والضحك، فالمعروف أن طلبة الجامعات هم أول من يستيقظ في المجتمعات ليشعل الثورات التنويرية الفكرية المختلفة، والتي تتطور خارج أسوارها الى ثورات سياسية، لكن الأمر لدينا أصبح مختلفا، حيث تبدل المناضلون والمراهقون والعابثون، فاصبح موظفون هم من يسعون لخراب مؤسساتهم، وليس غريبا أن يقوم الطلاب في الجامعات بحمايتها من موظفيها.. كلشي بيصير حتى العصافير بتطير.

حتى وقت كتابة هذه المقالة نقول : لن تنته هذه التقليعة عند هذا الخبر عن مؤتة، بل ستمتد لتشمل جامعات حكومية أخرى، سيهب موظفوها للانقلاب على رئاساتها، ويبدو ان موظفي الجامعات الحكومية، الذين يتميزون عن موظفين أردنيين في قطاعات أخرى لأنهم يملكون غالبا فيتامين "واو"، يتعهدون اليوم بانتاج نوع جديد من الحراك التدميري، بعد أن سجل المعلمون سبقا كبيرا قبل أعوام، مهدوا من خلاله لحراك خطير، تمخض أخيرا عن ولادة نقابة المعلمين التي أصبحت أداة جديدة في يد المعارضة، ليزداد المشهد الأردني تعقيدا..

الصيف الأردني القادم ساخن، ويبدو أن المحترقين حسدا على برودة الساحة الأردنية وخلوها من الحرائق سيظفرون أخيرا بفرصة قوية، وينتقمون منا جميعا، لإلحاقنا بالمناطق الخمس المشتعلة بالحرائق، ولدينا الكثير مما يساعد على الاشتعال، فأرقام المديونية والضرائب والتصفيق للاخفاقات الحكومية كلها تساعد على مزيد من اشتعال، خصوصا حين لا يفهم "الحراكيون الجدد" أن لا حلول للأزمات الأردنية داخل الأردن..

كثير من مطالب الموظفين الثائرين (علاوات وزيادات على الرواتب) تبدو ترفا، إذا ما قورنت بهموم ومشاكل وتحديات تواجه فئات أخرى من المواطنين، خصوصا أولئك الذين يعملون في القطاع الخاص ولا رعايات حكومية تشملهم، فهؤلاء هم الذين ينتظرون انطلاقة جديدة للفوضى، وهم المزارعون الحقيقيون الذين يتأهبون للحصاد من صيف خرج عن السياق ليتلو "خريفا وليس ربيعا اردنيا مزعوما"..
خربوها يا شباب ثم اندبوا حظا ستكونون سبب عثرته..
تذاكوا ما شئتم، أما نحن فنقول : يحيا الغباء.
تابعو الأردن 24 على google news