jo24_banner
jo24_banner

خلوي في البطن يسطح..

ابراهيم عبدالمجيد القيسي
جو 24 : خلويك؛ خليه في البطن يرج ويسطح، ولا يرن برا ويفضح. يا للفضيحة، بمل أشداقهم يقولون، إن خلويا يرج ولا يرن، أصبح منسيا في رحم سيدة راجعت طبيبا أجرى لها عملية ولادة قيصرية، وتناقل البسطاء الخبر باعتباره حقيقة، بل أضفوا عليه أخبارا أخرى، تؤكد كيف يمعن الجهل والتخلف في البسطاء، فذاك يقول، إن «مصادر» موثوقة تؤكد بأن السيدة تشعر بين الفينة والأخرى بارتجاج في البطن! ولم يقولوا «رنة» الآذان مثلا، أو أغنية لفيروز، بل إنهم يقولون :تؤكد المصادر «الأشباح» بأن التلفون يرج، ويستقبل اتصالات حتى بعد اليوم الرابع لإجراء العملية..فعلا إن الضمير قبل العقل زينة، ولله في خلقه شؤون!. الخلوي ما غيره؛ خرج إلى الإعلام فعلا، وأصبح يرن ويفضح: مجرد نقل خبر بأن هاتفا خلويا منسيا في رحم سيدة هو تعبير عن لا مهنية إعلامية، فمثل هذا الخبر غريب فريد مثير لا يمكن أن يكون حقيقيا إلا في حالة واحدة، وهي إجراء عملية جراحية أمام الكاميرات لتلك السيدة، لنرى الهاتف ونتأكد من نوعه وحجمه، ونقوم بطلب تقرير أيضا عن كل الـ»رنات والرجات» التي مارسها الهاتف في الأسبوع الأخير، لعله استقبل اتصالا من دماغ السيدة مثلا، أو من القلب أو من العمود الفقري، وربما وصلته مسج من الجينات في شيفرة ال DNA، لا بد أن نتأكد بأن الهاتف لم يستقبل مسجا تجاريا أو حتى دعائيا لمؤسسة ما، أو «مسجا» من إدارة ترخيص المركبات، بضرورة ارسال مسج «مجانية» لمعرفة حجم وعدد المخالفات، علما بأن المسج بـ»خمس قروش»! هذا خلوي يرج ويسطح ثم يرن ويفضح.. ثم يقوم نائب ما بالدفاع عن الأطباء، ويؤكد أن لا أخطاء طبية في الأردن، وأن هذا إساءة الى سمعة «البلد»، وهو بهذا أساء لسمعتين، الأولى : حين يتغاضى عما قال قبل سنوات بأن لا قانون للأخطاء الطبية في الأردن، بعد أن تعرضت زوجته لخطأ طبي !..والثانية حين ظلم الصحافة المهنية وتناول هذه الحكاية الطريفة باعتبارها خبرا يخرج عن صحفيين ووسائل إعلام مهنية!. الخبر الحقيقي عن الخطأ الطبي، يؤكد أن خطأ طبيا حدث، وهو دخول المريضة الى غرفة التصوير وفي جيبها هاتف، وهو الهاتف الذي ظهر في الصورة، ويؤكد الخبر أن الدخلاء على الاعلام مجموعة من بسطاء البشر حتى لا نقول متخلفيهم، ينقلون «الأراجيف» ولا يلتفتون يمنة ولا يسرة، ولا تنتابهم «وخزة ضمير» حين يتحدثون بكلام متخلف لا يقبله عقل سوي، أما الخبر الأهم فهو الفضيحة.. فالفضيحة والخزعبلات لا تنتشر إلا في مجتمع متخلف بسيط فقير، يؤمن بأن الدنيا مع غياب الضمير والعقل لا تعاني علل ولا خلل..وهذا الاعلام الذي نقل كل شيء تحت الشمس، وأصبح يغوص في ظلمات الجسد هذه المرة، لينقل لنا مشاكل الدورة الدموية وقوى الفيروسات والهرمونات والانزيمات، ونتائج انتخابات الجينات في مجلس إدارة صفات وقدرات الجنس البشري العجيب..إنه الإعلام الأردني الذي سنتأسف عليه كثيرا حين تغيب مؤسساته المهنية - «الدستور» غرتها – وتترك الساحة لهذا الاعلام العجيب. عن الاعلام والخلوي المنسي.. خلّوه في البطن يرج ويسطح، ولا يطلع برا يرن ويفضح.

الدستور
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير