2024-09-03 - الثلاثاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

الأردن لم يعد يحتمل

فهد الخيطان
جو 24 : لم يعد بوسع الأردن أن يحتمل أكثر؛ ما يزيد على أربعة آلاف لاجئ سوري يدخلون أراضيه في يوم واحد، والعدد الإجمالي تجاوز الـ150 ألف لاجئ. وعلى الجانب السوري، يتكدس الآلاف بانتظار فرصة الهروب إلى الأراضي الأردنية.

إنها مأساة إنسانية تدمي القلب. لكن ما الذي يستطيع الأردن، حكومة ومنظمات أهلية، أن يفعله أكثر مما فعل؟! تركيا التي تملك من الإمكانات والموارد والقدرات أضعاف ما لدى الأردن، رفعت الراية البيضاء، وأعلنت على لسان مسؤولين كبار أنها لن تستقبل أكثر من مئة ألف لاجئ.

المنظمات الأممية تفتقر إلى خطط طويلة المدى للتعامل مع قضية اللاجئين السوريين، والطاقة الاستيعابية لدول الجوار السوري بلغت ذروتها. مخيم الزعتري شمال المملكة، والذي أقيم على عجل، يعاني من نقص شديد في الخدمات، وتحولت حياة اللاجئين فيه إلى جحيم، وصارت العودة إلى ميادين القتال في المدن السورية أرحم من البقاء في خيامه وسط أجواء صحراوية مغبرة وشديدة الحرارة. وإذا ما استمرت إقامة اللاجئين في "الزعتري" مع حلول الشتاء، فإن أياما عصيبة بانتظارهم.

بالأمس، أطلقت الحكومة الأردنية ومنظمات الأمم المتحدة نداء إغاثة مشتركا، لطلب المساعدة للاجئين السوريين في الأردن. وقدر النداء أن كلفة استضافة الأردن للاجئين السوريين تقترب من نصف مليار دولار، موزعة على عدة قطاعات بين نفقات جارية مباشرة وغير مباشرة، ودعم نفقات رأسمالية.

وكشف وزير التخطيط جعفر حسان، خلال مؤتمر صحفي بالمناسبة، عن خطط لتوسيع مخيم الزعتري لاستيعاب حوالي 80 ألف لاجئ، بكلفة تصل إلى 150 مليون دولار.

لقد توسع الأردن في تقديم الخدمات للاجئين بدون الحصول على الأموال اللازمة من المانحين. ويخشى أن يتورط في مشاريع توسعة المخيم من غير أن يحصل على فلس واحد من الدول المانحة.

ليس معروفا بعد مدى الاستجابة لنداء الإغاثة الأخير. لكن سبق للحكومة والمنظمات الإنسانية أن وجهت نداءات مشابهة من قبل، إلا أن الاستجابة كانت محدودة.

يتعين على الحكومة أن تتصرف بدبلوماسية أكثر صرامة مع المانحين. وإلى جانب نداء الإغاثة، عليها أن تطلق تحذيرا بالتوقف عن استقبال اللاجئين في حال لم يلتزم المجتمع الدولي، وعلى الفور، بتوفير المخصصات المالية اللازمة لاستضافة الأعداد الهائلة من اللاجئين السوريين.

الوضع الإنساني على الحدود مع سورية لا يحتمل التسويف والمماطلة، وإلا سنغرق في حالة فوضى إذا ما استمر تدفق اللاجئين بالمعدلات الحالية، وستعجز أجهزة الدولة العسكرية والأمنية، ومعها المنظمات الإنسانية، عن ضبط الموقف على الحدود الشمالية، وسيتحول ملف اللاجئين الى أزمة داخلية يصعب السيطرة على تداعياتها.

fahed.khitan@alghad.jo

(الغد)
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير